الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميروسلاف يحطم رقم رونالدو ويمهد الطريق لـ «موللر الصغير»

ميروسلاف يحطم رقم رونالدو ويمهد الطريق لـ «موللر الصغير»
10 يوليو 2014 02:16
محمد حامد (أبوظبي) لم يحصل ميروسلاف كلوزه مهاجم المنتخب الألماني، والهداف التاريخي لكأس العالم برصيد 16 هدفاً على الاهتمام الإعلامي الذي يتناسب مع إنجازه التاريخي، ولعل السبب في ذلك يعود إلى فوز ألمانيا بسباعية مقابل هدف على البرازيل في مباراة قبل النهائي، مما جعل النتيجة التاريخية «المذلة» للسامبا تخطف الأضواء من أي حدث آخر، فتحول إنجاز كلوزه إلى حدث هامشي، ولكنه سوف يحظى بما يستحق من اهتمام حينما يستفيق الجميع من آثار ما حدث في «ثلاثاء العار البرازيلي والفخر الألماني». المحطة السعودية قصة العشق بين كلوزه وكأس العالم بدأت في مونديال 2002، ولم يكن يتجاوز 23 ربيعاً، حيث نجح في تسجيل ثلاثية «بالرأس» في شباك المنتخب السعودي، في مباراته الأولى في كأس العالم، وقاد منتخب بلاده للفوز بثمانية أهداف، وهي المرة الأولى التي يشاهده العالم محتفلاً بالقفز في الهواء بطريقته التي أصبحت معتادة فيما بعد. وسجل كلوزه رابع أهدافه المونديالية في ثاني مبارياته، وكان ذلك أمام المنتخب الأيرلندي لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما، وبطريقته المعتادة أحرز كلوزه خامس أهدافه في مونديال 2002 بضربة رأسية في مرمى الكاميرون ليختتم ظهوره المونديالي الأول بخماسية تاريخية. قاهر «التانجو» في كأس العالم 2006 وعلى الأراضي الألمانية أحرز كلوزه 4 أهداف ليرفع رصيده إلى 9، وكانت كوستاريكا وإكوادور أحدث ضحايا القناص الألماني الذي اكتفى بهز شباك كل منهما في مناسبتين، ولم يقتصر إبداع كلوزه التهديفي على التسجيل في المنتخبات المتراجعة في تصنيف الفيفا، بل فعلها أمام المنتخب الأرجنتيني في ربع نهائي مونديال 2006 ومنح التعادل للألمان، قبل أن يتمكنوا من الفوز بركلات الترجيح، وبدأ كلوزه مغامرة تهديفية جديدة في مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا، فأحرز هدفاً في شباك الكانجارو الأسترالي، ثم أسقط منتخب «الأسود الثلاثة» الانجليزي. ثم تفرغ كلوزه ورفاقه لالتهام منتخب الأرجنتين في مباراة «الرباعية» الشهيرة التي تسببت في بكاء ليونيل ميسي ومدربه مارادونا، وبذلك يمكن القول إن «ميروسلاف» تخصص في جعل الأساطير يبكون حزناً وغضباً من أهدافه، ويكفي أنه فعل ذلك مع 3 من أشهر نجوم كرة القدم عبر تاريخها، وهم مارادونا وميسي والظاهرة رونالدو. مونديال المجد قبل انطلاقة كأس العالم الحالية عاش الشارع الألماني حالة من الجدل حول حظوظ كلوزه ابن الـ 36 في الانضمام إلى تشكيلة منتخب يتدفق شباباً وحيوية، ويطمح إلى الحصول على كأس العالم الغائب عن خزائن الألمان منذ قرابة ربع قرن، وكان محور الجدل حول قدرة كلوزه على صنع الفارق وتحمل مسؤوليات قيادة هجوم «المانشافت» وسط تساؤلات عن ضمه من أجل منحه فرصة صنع التاريخ لمعادلة رقم النجم البرازيلي رونالدو صاحب الـ 15 هدفاً مونديالاً، في حين أنهى كلوزه كأس العالم في جنوب أفريقيا بمحصلة وصلت إلى 14 هدفاً. ونجح المدرب الألماني يواكيم لوف في توظيف كلوزه بصورة مثالية في المونديال الحالي، ليحقق معه أقصى فائدة ممكنة للمنتخب، وفي المقابل انتزع الهداف الألماني لنفسه مجداً كروياً غير مسبوق، فقد سجل هدفاً في مرمى غانا في الدور الأول لتنتهي المواجهة بالتعادل بهدفين لمثلهما، في ليلة معادلة رقم رونالدو، ثم كانت لحظة كتابة تاريخ كروي جديد لكلوزه وللألمان في مواجهتهم مع البرازيل في الدور قبل النهائي، والذي شهد تسجيله لهدف التفوق على رونالدو «البرازيلي» في أرض «البرازيل» وأمام «البرازيل»، وهي مصادفة لن ينساها تاريخ الساحرة، ولكن الفوز الصاعق بسباعية جعل إنجاز كلوزه يتوارى «مؤقتاً» ولا يخطف الأنظار أو العناوين. يتمناها لـ«موللر» أكد النجم البرازيلي رونالدو قبل انطلاقة المونديال ترحيبه بمعادلة رقمه التهديفي، بل وبتحطيمه، مشيراً إلى أن كلوزه يعد واحداً من أفضل الهدافين في العالم، كما أبدى قناعته بأن الأرقام خلقت لكي تتحطم، وأن احتكارها ليس للأبد ليس وارداً، وفي المقابل أبدى كلوزه عقب الوصول إلى الهدف الـ 16 الذي منحه عرش الهداف التاريخي للمونديال ترحيبه برفيق الدرب توماس موللر، لكي يحطم رقمه مستقبلاً. ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن كلوزه قوله: «أنا فخور بما حققته، هذا الإنجاز صنعه منتخب ألمانيا بأكمله، ويحق للجميع التعبير عن فرحتهم به، ومن ناحيتي أترقب وأنتظر موللر لكي يحطم هذا الرقم مستقبلاً، نحن جميعاً نثق في قدرة موللر على الوصول بعدد أهدافه في المونديال إلى رقم تاريخي، فهو لم يتجاوز 24 عاماً، ولديه 10 أهداف في كأس العالم، والفرصة سانحة أمامه لرفع حصيلته في البطولات القادمة». كما أشاد لوف بانجاز كلوزه مؤكداً أنه يستحق المكانة التي وصل إليها، فهو يبلغ 36 عاماً، ولكنه لازال يقدم أفضل المستويات سواء مع فريق نابولي أو المنتخب الألماني، وليس من السهولة بمكان على كثير من اللاعبين أن يحتفظوا بمكان في تشكيلة فريق كبير يلعب في الدوري الإيطالي، أو البقاء مهاجماً للمنتخب الألماني، وفيما يتعلق بالأداء الجيد والتمتع باللياقة العالية، كشفت «بيلد» الألمانية في وقت سابق عن سر تمتع كلوزه بالمستوى اللياقي الجيد، حيث أكدت أنه يخلد للنوم قبل العاشرة مساءً، إلا إذا كان هناك ارتباط بمباراة تقام في المساء. وتفاعلت الصحف الألمانية مع إنجاز كلوزه على استحياء «لانشغالها برصد إنجاز الفوز التاريخي بالسبعة» عبر مقالات لكتاب الرأي، فقد كتب يان كريستيان موللر في صحيفة «فرانكفورتر زيتونج»: «ما فعله موللر في مباراة البرازيل لا يتعلق فقط بخطف عرش الهدافين التاريخيين للمونديال من رونالدو، بل هو ثأر شامل من البرازيل ومن نجمها وهدافها رونالدو، فقد سجل الأخير ثنائية في شباك المانشافت في نهائي مونديال 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان، وحرم ألمانيا من لقب مونديالي رابع، وجاء كلوزه ورفاقه ليعاقبوا ويقهروا البرازيل على أرضها وبين جماهيرها بعد 12 عاماً، وبنتيجة تاريخية». عائلة رياضية كلوزه المولود في بولندا عام 1978 يدين بالفضل في تكوينه الرياضي والبدني لعائلته التي تتمتع بميول رياضية ليس على مستوى الممارسة التقليدية فحسب، بل على المستوى الاحترافي، فالأب جوزيف كلوزه كان لاعب كرة قدم محترفا، وكانت بدايته في الأندية البولندية قبل أن يهاجر منها، ولم يكن كلوزه الابن قد تجاوز عاماً واحداً في هذا الوقت، واتجه الاب للاحتراف في صفوف أوكسير الفرنسي، أما الأم بربارا فكانت قائدة لمنتخب بولندا النسائي لكرة اليد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©