الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عنان يعد مبادرة أخيرة لانتقال سياسي في سوريا

عنان يعد مبادرة أخيرة لانتقال سياسي في سوريا
22 يونيو 2012
عواصم (وكالات) - أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أمس، أن المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان وقوى عظمى أخرى يستعدون لإطلاق محاولة أخيرة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة السورية بالتوازي مع إعداد عقوبات وخطط طوارئ للمراقبين الدوليين في الميدان. في وقت أعلنت فيه وزيرة الخارحية الأميركية أن عنان يعمل على “خريطة طريق لانتقال سياسي” في سوريا يرجح الكشف عنها نهاية يونيو الحالي. كما أوضحت المصادر الدبلوماسية نفسها ومسؤولون آخرون أن عنان يسعى لجمع روسيا والولايات المتحدة والدول النافذة الأخرى، لاقناع الأسد بالجلوس للحوار، بينما أفادت صحيفتا “دايلي تلجراف” و”الجارديان” البريطانيتان بمقترح للندن وواشنطن يضمن”خروجاً آمناً” للرئيس الأسد وحصانة دبلوماسية خلال مؤتمر دولي، إذا ما تنحى في إطار اتفاق حول إجراء عملية انتقال سياسي. لكن موسكو قالت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف أمس، إن أي خطة سلام تتضمن فكرة رحيل الأسد قبل وقف العنف وبدء عملية سياسية، “غير قابلة للتطبيق”. وبالتوازي، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة في ريو دي جانيرو على هامش قمة التنمية المستدامة أمس، مباحثات حول الوضع في سوريا مع الرئيس الإيراني محمود نجاد، بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي، الذي أوضح أن الرجلين تطرقا أيضاً إلى البرنامج النووي الإيراني. وقد أعرب بان كي مون والموفد الأممي العربي المشترك عن أملهما في مشاركة طهران في اجتماع دولي مخصص لبحث الأزمة السورية، قد يعقد في جنيف في 30 يونيو الحالي. وقالت المصادر الدبلوماسية ومسؤولون في الأمم المتحدة إن عنان يسعى لحشد جهود روسيا التي تعد أكبر وآخر حلفاء الرئيس الأسد من بين القوى العظمى، والولايات المتحدة التي دعت أكثر من مرة لتنحي الرئيس السوري، إضافة إلى قوى كبرى أخرى، وراء جهود لحمل الأسد على الجلوس إلى طاولة الحوار. ويأمل عنان باعتباره الوسيط الأممي والعربي لدى سوريا، في أن يعلن خطة جديدة في اجتماع دولي موسع يرجح عقده في جنيف في 30 يونيو الحالي، بحسب دبلوماسيين في المنظمة الدولية. وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية، كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عقب مباحثات أجرتها مع عنان، عن أن الأخير يعكف على إعداد “خريطة طريق” لانتقال سياسي في سوريا يضع حداً للأزمة المتفاقمة منذ أكثر من 15 شهراً. وقالت “سيعرض عنان مقترحاً آخر على الروس والأتراك وجهات أخرى على صلة قوية بهذا الملف، بهدف الحصول على موافقتهم على خريطة الطريق الجديدة”، مضيفة بقولها للصحفيين إن عنان يريد تكثيف الضغط على الرئيس بشار الأسد. ومن المقرر أن يعقد عنان والجنرال روبرت مود قائد بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، مؤتمراً صحفياً في جنيف اليوم بينما لا يزال مراقبو الأمم المتحدة عالقين في سوريا بعد تعليق عملياتهم إثر تصاعد العنف مؤخراً. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت منذ يومين أن كلينتون ونظيرها الروسي لافروف سيبحثان تطورات الأزمة السورية قبل نهاية يونيو الحالي في لقاء يعقد في روسيا. وأوضحت الوزارة أن كلينتون ستلتقي الأسبوع المقبل لافروف في سان بطرسبورج، في وقت يستمر الخلاف بين واشنطن وموسكو بشأن الازمة السورية. واللقاء مقرر على هامش مؤتمر حول النساء والاقتصاد ستشارك فيه كلينتون في 28 يونيو الحالي وفق بيان أصدرته الخارجية الأميركية. وتسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى التوصل إلى موقف مشترك حول سبل التعامل مع النزاع في سوريا، وخصوصاً بعدما انتقدت كلينتون موسكو الأسبوع الماضي وسط معلومات عن إرسال مروحيات قتالية روسية إلى الجيش السوري. وفي السياق، ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن بريطانيا والولايات المتحدة على استعداد لاقتراح خطة “خروج آمن” للرئيس بشار الأسد خلال مؤتمر دولي مقرر حول التحول السياسي في سوريا. وجاء في تقرير لصحيفة “ديلي تليجراف” أن المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن الأمر حالياً “يستحق المجازفة “ فيما يتعلق بمحاولة التفاوض بشأن “عملية انتقالية” لسوريا ستشمل تنحي الأسد عن السلطة. وأضافت الصحيفة أن أي اتفاق من هذا النوع سيتضمن منح حصانة للأسد. ونقلت عن مسؤول بريطاني القول “من الصعب التفاوض بشأن حل يتضمن موافقة أحد المشاركين على الذهاب طواعية إلى المحكمة الجنائية الدولية”. وذكرت صحيفة “جارديان” أن المبادرة تأتي بعد أن وجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما “تشجيعا” خلال محادثاتهما الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن فيما يتعلق بكيفية التحرك بشأن سوريا. ومع ذلك، نقل عن مصدر بريطاني القول إن السيناريو الذي يجري مناقشته الآن “يدعو إلى التفاؤل الشديد” . وخلال مؤتمره الصحفي في ختام قمة مجموعة العشرين بالمكسيك، قال كاميرون إنه جرى التوصل لاتفاق حول “المبادئ الأساسية” للتحول السياسي في سوريا. وأكد أن بوتن لم يعد يطالب ببقاء الأسد رئيساً إذا تحول الأمر إلى مفاوضات دولية. وقال كاميرون “لم يعد سوى القليل من الوقت لحل المسألة، ولكن لدينا الآن اتفاقاً واضحاً حول المبادئ الرئيسية، حول المخاطر التي تواجهها سوريا حول الحاجة إلى وقف العنف وتسريع عملية التحول السياسي من الوضع المروع الراهن إلى مستقبل يمكن خلاله للشعب أن يجعل صوته مسموعا مجددا ويختار حكومته”. ورداً على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلاً عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية أنه “لا يوجد عرض جديد” مطروح على الطاولة. لكن وزير الخارجية الروسي صرح أمس بقوله لإذاعة “صدى موسكو” إن أي خطة سلام حول سوريا تتضمن فكرة رحيل الأسد لحل الأزمة في سوريا “غير قابلة للتطبيق”. وأضاف لافروف “خطة تتضمن وجوب مغادرة الرئيس الأسد قبل حصول أي شيء من حيث وقف أعمال العنف وعملية سياسية، هذه خطة لا تعمل منذ البداية، إنها غير قابلة للتطبيق لأنه لن يرحل”. وأضاف وزير الخارجية الروسي “يجب أن ندرك أن الأسد يعتقد أنه اياً تكن الأراء حول الانتخابات السابقة، فقد صوت لحزبه وسياسته نصف السوريين على الأقل، لأنهم يرون فيه لأسباب مختلفة، مستقبلهم وأمنهم”. وأوضح لافروف أن “منطقنا لم يتغير”. وأكد عدد كبير من القادة الغربيين في الأيام الأخيرة أن روسيا غيرت موقفها من سوريا حليفتها منذ الحقبة السوفييتية. وقالت فرنسا خصوصاً إن موسكو تجري مع شركائها الغربيين، محادثات حول فترة ما بعد الأسد. لكن الرئيس بوتين خيب هذه الآمال بقوله الثلاثاء الماضي في ختام قمة مجموعة العشرين إنه لا يحق “لأحد” أن يقرر من يمارس السلطة في بلد آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©