الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضيحة «مينيرازو» على خطى «ماراكانزو» بصبغة سياسية

فضيحة «مينيرازو» على خطى «ماراكانزو» بصبغة سياسية
10 يوليو 2014 02:17
بكى البرازيليون وشتموا رئيسة البلاد ديلما روسيف وغطوا وجوههم من العار والخزي بعد الهزيمة التاريخية أمام المانيا 1-7 في الدور نصف النهائي من المونديال، وترك البرازيليون مقاعدهم في ملعب «استاديو مينيراو» بعد أقل من نصف ساعة على صافرة بداية المباراة في بيلو هوريزونتي، وذلك لأن شباكهم كانت قد اهتزت خمس مرات بعدما عجز مدافعو «سيليساو» عن التعامل مع فورة الألمان الذين سجلوا أربعة أهداف في غضون ست دقائق بين الدقيقة 23 و29. أما القسم الذي فضل البقاء في المدرجات فقام بشتم اللاعبين ورئيسة البلاد، خصوصا بسبب الأموال الطائلة التي أنفقتها الحكومة على استضافة هذا الحدث، والتي قدرت قيمتها بـ11 مليار دولار. وبكى البرازيليون قبل فترة طويلة من إطلاق صافرة نهاية المباراة، لإدراكهم بأن منتخب بلادهم العاجز لن يتمكن من تعويض تخلفه الكبير أمام الألمان الذين أنهوا اللقاء بهدفين آخرين من البديل أندري شورله لتتلقى البرازيل أسوأ هزيمة في تاريخها، إلى جانب تلك التي تقلتها عام 1920 أمام أوروجواي (صفر-6) في الدور الأول من كوبا أميركا. وبعد أن بدأ الجمهور بترك مقاعده في الملعب بشكل مبكر، قامت الشرطة بتعزيز قواتها داخل وخارج الملعب تجنبا لأي أعمال شغب، فيما كانت الشتائم تنهال على اللاعبين والرئيسة من خلف شاشات التلفزة أيضا وفي الساحات التي خصصت من أجل متابعة المباراة على شاشات عملاقة. ولم تكن الأهداف الشيء الوحيد الذي هطل على البرازيليين في مهرجان المشجعين الذين اتخذوا من شاطئ كوباكانا في ريو مقرا له في هذه الليلة «السوداء»، بل قررت السماء أن تصب غضبها على المشجعين المغطسين باللونين الأصفر والأخضر، ما زاد من تعكير الأجواء العامة التي ازدادت حماوة بعد أن قررت مجموعة من المشجعين أن تشق طريقها بالتدافع ما اضطر الشرطة إلى التدخل من أجل فك الاشتباك بينهم. ودخل البرازيليون إلى اللقاء وهم خائفون على مصيرهم في ظل غياب نجمهم نيمار بسبب كسر في إحدى فقرات ظهره تعرض له في الدور ربع النهائي ضد كولومبيا، إضافة إلى القائد تياجو سيلفا لتلقيه إنذارا ثانيا في المباراة ذاتها. «إنها مباراة سيئة جدا، والبرازيل دون نيمار منتخب سيء للغاية. أكره هذه المباراة»، هذا ما قالته طالبة العلوم الطبيعية بيث أراويو (24 عاما) بعد المباراة، مضيفة: «من المخزي أن نخسر بهذه الطريقة». وواصلت: «الأمر الجيد الوحيد من هذه الهزيمة هو أن ما حصل سيؤثر على الرئيسة ديلما في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل، لكن كل السياسيين هم أصلا أسوأ من اللاعبين». وكانت البرازيل تمني النفس بطرد شبح نهائي 1950 الذي خسرته على أرضها أمام جارتها أوروجواي في ما أصبح يعرف بـ«ماراكانزو» لأن المواجهة أقيمت حينها على ملعب «ماراكانا». لكن الآن هناك مصطلح آخر استعمله المعلقون البرازيليون وهو «مينيرازو» في إشارة إلى ملعب «مينيراو» الذي أقيمت عليه مباراة اليوم. لكن بالنسبة لطالبة التصوير جيسيكا سانتوس (23 عاما)، فإن هذه «المذبحة»، التي حصلت في بيلو هوريزونتي لن تحرمها من مواصلة الاستمتاع بكأس العالم التي تعود إلى البرازيل للمرة الأولى منذ 64 عاما، وقال: «من المؤكد أني سأستمتع حتى النهاية. إذا فازت البرازيل فنحن نحتفل، واذا خسرت البرازيل فنحن نواصل احتفالنا أيضا. كان من الممكن أن تكون الهزيمة أسوأ لو حصلت أمام الأرجنتين «الجارة اللدودة». وفي ساو باولو، قررت مجموعة من المشجعين أن تصب جام غضبها على الحارس جوليو سيزار، رغم أنه لا يتحمل مسؤولية هذه الهزيمة النكراء، إضافة إلى بعض اللاعبين الآخرين، وقالت الطالبة الجامعية أليكسا روساتي (19 عاما): «كنت متخوفة من أن نخسر لأننا كنا دون نيمار وتياجو سيلفا»، فقد توقفت عن متابعة المباراة لثوان معدودة ثم عدت ووجدتهم قد سجلوا الهدف السادس». والإهانات التي وجهت إلى الرئيسة روسيف تظهر ذيول التظاهرات والإضرابات والاعتصامات التي حصلت قبيل انطلاق النهائيات وحتى خلالها احتجاجا على الوضع الاجتماعي الصعب وعلى إنفاق 11 مليار دولار من أجل استضافة هذا الحدث. وتخوف البعض من أن يعود الناس إلى الشوارع للتظاهر والإضراب بعد خروج المنتخب الوطني من البطولة، على غرار كارينا ماركيز، لاعبة كرة القدم التي تبلغ من العمر 17 عاما، التي قالت: «إنها لكارثة، وستعم الفوضى، سيقوم الناس بتكسير كل شيء، سيكونون غاضبين جدا، الحكومة أنفقت الكثير من الأموال على كأس العالم عوضا عن الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم». (ريو دي جانيرو - أ ف ب) أكد أنه يقدر مشاعر البرازيليين لوف: يجب أن نبقى «متواضعين» رأى مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف بعد اكتساح بلاده البرازيل المضيفة 7-1 في بيلو هوريزونتي في الدور نصف النهائي أنه يتعين على فريقه البقاء «متواضعا» برغم هذا النصر الكبير. وقال لوف بعد المباراة: «بعد خسارة نصف النهائي أمام إيطاليا في 2006 على أرض ألمانيا، نشعر بإحساس البرازيليين، سواء اللاعبين، أو الجماهير أو سكولاري مدرب البرازيل، لذا يجب أن نبقى متواضعين ونستعد للخطوة التالية، المشاعر رائعة، لقد فزنا وبلغنا النهائي». وتابع لوف: «لقد تعاملنا مع الشغف البرازيلي، وعرفنا أنه إذا وظفنا قدراتنا يمكننا الفوز، لكن لم نتوقع هذه النتيجة، واستفدنا من فرصنا بينما لم يخرجوا من ضغط تلقي الأهداف، ويملك منتخبا الأرجنتين وهولندا نوعية مميزة من اللاعبين، وستكون المباراة صعبة في النهائي». وعن المهاجم ميروسلاف كلوزه الذي حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من الاهداف في تاريخ المونديال (16)، قال لوف: «يعني الكثير لنا أن يحطم ميروسلاف كلوزه الرقم القياسي، هذا رائع له وللفريق. إذا سجلت أكبر عدد من الاهداف في تاريخ كأس العالم يجب أن تستحق ذلك، لا يزال يلعب على أعلى مستوى ويسجل الأهداف». (بيلو هوريزونتي - أ ف ب) موللر: لم نتوقع هذا الفوز الكبير أعرب توماس موللر، نجم المنتخب الألماني لكرة القدم، عن سعادته البالغة لتأهل فريقه إلى المباراة النهائية بنهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخه عقب فوزه الساحق والتاريخي 7 / 1 على نظيره البرازيلي. وقال موللر في مقابلة تليفزيونية أجريت معه عقب المباراة: «بالطبع لم نتوقع النتيجة، ولكن يمكننا أن نرى كيف يمكن للمباريات أن تتحول بطريقة مختلفة تماماً». وأضاف الهداف الألماني: «توافرت لنا مساحات خالية كانت أكبر بكثير جداً من الفرق الدفاعية الأخرى، ونجحنا في استغلال ذلك، وفي النهاية تمكنا من تحطيم المنافسين». وافتتح موللر مهرجان الأهداف لمنتخب ألمانيا في الدقيقة 11 ليحرز هدفه الخامس في المونديال ويقترب من الكولومبي جيمس رودريجيز متصدر قائمة الهدافين برصيد ستة أهداف الذي خرج منتخب بلاده من دور الثمانية للمسابقة. وتسعى ألمانيا لتحقيق اللقب للمرة الرابعة في تاريخها بعدما توجت بالبطولة ثلاث مرات أعوام 1954 و1974 و1990، كما تأمل في الارتقاء إلى منصة التتويج مرة أخرى بعد غياب دام 18 عاماً منذ أن توج الفريق بلقب كأس الأمم الأوروبية عام 1996 بإنجلترا. في المقابل، أبدى ديفيد لويز قائد المنتخب البرازيلي في اللقاء حزنه الشديد للخسارة الموجعة وغير المتوقعة التي تلقاها منتخب بلاده على ملعبه وأمام جماهيره، حيث قال والدموع تملأ عينيه: «كنت أريد أن أمنح المتعة إلى جماهيرنا، الجميع يعاني كثيراً حالياً، أريد أن أعتذر إلى جميع البرازيليين». وتعد تلك النتيجة هي الأكبر في مباريات الدور قبل النهائي في تاريخ كأس العالم. (بيلو هوريزونتي - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©