الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال السياسة يلجأون إلى المستطيل الأخضر بحثاً عن الشعبية!

رجال السياسة يلجأون إلى المستطيل الأخضر بحثاً عن الشعبية!
10 يوليو 2014 03:33
معتصم عبدالله (دبي) لا يبدو اقتران السياسة بالرياضة بالأمر الجديد، فهو قديم وأزلي بقدم الرياضة، وفي بطولة كأس العالم بالتحديد تبدو عرى ووثائق الارتباط أكثر عمقاً لعلاقة تقوم على المصالح المتبادلة ومفهوم الاستقطاب، فعلى مدار النسخ العشرين ظل المونديال مسرحاً للمناورات السياسية والتي يسعى من خلالها الساسة والرؤساء إلى استغلال شعبية نجوم الكرة ومزجها بالطموح السياسي. وكثيراً ما استغل المونديال لأغراض سياسية، بعد أن باتت إنجازات المنتخبات الوطنية تؤخذ على محمل سياسي، ويحكي تاريخ المونديال الذي انطلقت نسخته الأولى في العام 1930، عن استغلال الإيطالي بينيتو موسوليني استضافة بلاده لكأس العالم عام 1934 لتحقيق أغراض سياسية، حيث قامت إيطاليا بالترويج عالمياً لنجاح النظام الحاكم واكتساب شعبية كبيرة، وجعلت من الكأس إنجازاً يخلد تاريخياً باسمها فيما بعد، وهو عين ما نفذه الألماني هتلر في الدعاية للنازية خلال أولمبياد 1938 الذي استضافته مدينة برلين. وتمثلت أبشع تدخلات السياسة والحروب في المونديال، في الإيقاف القسري لنسختي البطولة عامي 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية، والتي تسببت في سقوط عشرات الملايين من الضحايا وقتها. وفي المونديال الحالي، استمر اقتران الساسة بالبطولة التي دفعت رؤساء الدول والحكومات للتحول إلى مشجعين لمنتخبات بلادهم ومساندة اللاعبين في أكبر حدث رياضي عالمي، وليس أدل على ذلك من الدعم المستمر للرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والتي تنعت نفسها «بالمشجعة الأولى» لمنتخب بلادها، وذلك على أمل تتويجه باللقب السادس في تاريخه من أجل تعزيز رصيدها الشعبي قبل الانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل، خصوصاً أن الدولة واجهت حملة كبيرة من الانتقادات إضافة إلى الإضرابات والتظاهرات بسبب إنفاقها 11 مليار دولار على استضافة كأس العالم، فيما تئن غالبية الشعب تحت وطأة الفقر والبطالة. تفاعل كبير وعلى مدار أيام البطولة التي شارفت الوصول إلى محطتها الأخيرة بإقامة مواجهة النهائي الأحد المقبل، تبارت وسائل الإعلام في نقل تفاعلات الرؤساء وقادة الدول مع منتخباتهم الوطنية، وحظيت المكالمة الهاتفية للرئيس الأميركي باراك أوباما مع لاعبي منتخب بلاده والتي أعرب خلالها عن ثقته بالمستقبل الباهر الذي ينتظر المنتخب الأمريكي الأول لكرة القدم رغم خروجه من بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل باهتمام ومتابعة كبيرة، وكان أوباما قد حرص على متابعة فعاليات المونديال عن قرب، ونشر عدداً من الرسائل، والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقصد دعم المنتخب الأمريكي بقيادة المدير الفني الألماني، يورجن كلينسمان. بدورها واصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها ومساندتها المستمرة للماكينات منذ المونديال الماضي في جنوب افريقيا 2010، ونشرت وسائل الاعلام المختلفة العديد من الصور للمستشارة وهي تحتفل مع اللاعبين داخل غرف الملابس، في المقابل لم يمنع الخروج المؤلم لمنتخب «القبعات» بعد الخسارة في اللحظات الأخيرة أمام هولندا في دور الستة عشر، الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو على التصوير مع لاعبي منتخب بلاده ومساندتهم بتغريدة على تويتر يهنئهم فيها بالأداء. وفي الشرق الأوسط كان لافتاً تلك الصور التي نشرت للرئيس الإيراني حسن روحاني والتي تخلى فيها عن عمامته الشهيرة، مرتدياً قميص منتخب بلاده أثناء متابعته مباريات منتخب بلاده الذي توقف مشواره في البطولة عند محطة الدور الأول محتلاً المركز الأخير في ترتيب المجموعة. ولم يفوت خوسيه موخيكا رئيس الأوروجواي فرصة خروج منتخب بلاده من البطولة، حيث حرص على استقبال المنتخب العائد إلى بلاده بعد الخروج من البطولة من دور الـ16، في مطار «كاراسكو» بمدينة مونتيفيديو، وصوب موخيكا سهام تصريحاته تجاه مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» واصفاً إياهم بأنهم «مجموعة من الأوغاد»، وذلك على خلفية توقيع الفيفا على نجم البلاد المهاجم لويس سواريز عقوبة إيقاف طويلة الأمد بسبب اعتدائه بالعض على لاعب منافس، مما كان من أسباب خروج الفريق من منافسات البطولة. ودفع ارتباط السياسة بالمونديال الرئيس البوليفي إيفو موراليس حضور افتتاح البطولة بجانب رئيسة البرازيل رغم عدم مشاركة منتخب بلاده، وهو نفس الشغف الذي حدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستضيف بلاده كأس العالم التالية في 2018، إعلان حضوره المباراة النهائية لمونديال البرازيل في ملعب ماراكانا الأحد المقبل على الرغم من خروج «الدب الروسي» من الدور الأول بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الثامنة برصيد نقطتين، حيث سيتسلم خلاله من الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف مسؤولية المونديال المقبل. تأثير قوي يرى إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أن التأثير الكبير والقوي للرياضة وكرة القدم خصوصاً على الرأي العام وارتباطها المباشر بوسائل الإعلام في كل العالم، يستوجب التقارب بين الحكومات على أعلى مستوياتها وكرة القدم نظراً لما تملكه الأخيرة من تأثير مباشر على المزاج العام للشارع. وذكر أن كل الساسة في أنحاء العالم يسعون إلى الاستفادة من التركيز الإعلامي لبطولات مثل كأس العالم لتحقيق غايات خاصة في إطار المصلحة العليا، وأوضح أن «المحرك الأساسي للقادة والسياسيين في دعم وتشجيع المنتخبات يكون الحس الوطني كون الإنجازات الرياضية تسهم في رفع شأن الدول وتبرز ثقافاتها وتعلي من قيمتها في أكبر المحافل، ولكن هذا لا يمنع أن يكون الدعم والمساندة والتنقل خلف المنتخبات في مدرجات الملاعب المختلفة لأغراض أخرى أهمها الدعاية الانتخابية والاستفادة من الحشد الاعلامي الكبير، بما يعود بالنفع والمكاسب على صعيد المستقبل السياسي». وعلق عبدالملك على بعض تصريحات السياسيين التي قد تدخل ضمن الإطار الفني خاصة فيما يتعلق بالإبقاء على بعض المدربين، مبيناً أن تقييم الموقف في هذه الزاوية يندرج ضمن إطار الانتماء والولاء، لافتاً إلى أنه ومن المعتاد أن يسعى السياسي للمحافظة على أي مكتسبات قد تحققت باسم الدولة أملاً في توسيع رقعة الإنجاز، وأضاف «التدخل السياسي في الشأن الرياضي لا يتم بصورة مباشرة، وإنما يرتبط بجوانب التأثير في اتخاذ القرارات التي قد تسهم في المحافظة على المكتسبات، وهي تنبع بالأساس من زاوية الانتماء والولاء للوطن». وجدد الأمين العام تأكيده على أن التأثير الكبير لنتائج المنتخبات في المسابقا العالمية على الرأي العام يمثل فرصة أمام الساسة للاستفادة من هذا الجانب في تحديد ورسم الاتجاهات للمستقبل. على الدكة الفنية وتعدى الارتباط الكبير للرؤساء بالمونديال الحالي الدعم المعنوي إلى الإدلاء بالآراء الفنية، حيث طلب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، من رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة، الإبقاء على البوسني وحيد خليلودزيتش، مديراً فنياً للفريق الأول، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، حيث قال بوتفليقة خلال استقباله روراوة وخليلودزيتش اللذين أهدياه كرة برازوكا وقميص المنتخب يحملان توقيعات لاعبي الفريق «خليلودزيتش يجب أن يبقى معنا، ولدينا فريق كبير». من جانبه سار الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس على نهج بوتفليقة حينما طالب الإتحاد المحلي في بلاده بالإبقاء على المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكيرمان بعد قيادته «الكافيتيروس» إلى ربع نهائي كأس العالم المقام بالبرازيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©