الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باب الرحمن

24 يونيو 2015 00:56
«بينما كنت أشاهد التلفاز تنقلت بين عدة قنوات، ووقعت عيناي أولاً على برنامج أطفال، عبارة عن وقوف مرشحين من الأصوات الإنشادية المتميزة يتنافس كل مع خصمه في سبيل الحصول على المركز الأول، الكل مصطف في لحظة صمت وترقب للجنة التي سترشح أجمل صوت. ووقع الاختيار على أحد الأطفال، كان سعيداً جداً ولكنه لم يضحك.. لم يصرخ.. لم يصفق، كان أول ما فعله أنه سجد على خشبة المسرح شاكراً لله على النعمة التي نزلت عليه، انتقلت إلى قناة ثانية مباراة ثانية كان التنافس فيها على قدم وساق، لم تبق إلا دقيقة واحدة وينتهي الشوط فإما الربح وإما الخسارة، فما هي إلا لحظات حتى سدد الفريق الأبيض ليفوز فماذا فعل اللاعب؟ شكر الله بسجدة أمام الجميع وحمده على توفيقه له. كل تلك المواقف تشير إلى أمر في غاية الأهمية وتطرح تساؤلاً مهما: هل عودنا أبنائنا الدعاء في أوقاتنا المختلفة وذكر الرحمن والحمد في السراء والضراء؟ في كثير من الأحيان حين تصادف بعض من الأشخاص يحصدون أمراً حسناً يتفاخرون ويثنون على الجهد، دون أن تتحرك تلك الخصلة الإيمانية في قلوبهم، وإن أصابهم ضراء جحدوا وصاروا يضربون أخماساً بأسداس حتى إذا جئت تخفف عنهم أهانك البعض منهم من دون اعتبار لك.. هذا يجعلنا نرجع إلى المربع أول ونتأمل الموقف بشكل آخر: لو زرعنا خصال الدعاء والشكر والحمد وجعلنا ذكر الله حياً في قلوب أبنائنا منذ الصغر لأدركوا أن كل شيء بقضاء وقدر وأن الاتصال بالرحمن باب لا يغلق أبداً ما شاهدنا متكبرون على من حولهم، ولا وجدنا متذمرين من حالهم. مسك الختام: نفحات ربانية آتية في الطريق، فالشهر الكريم يطرق الأبواب، ويتقبل فيه الدعاء والقيام، فاذهب إلى أبنائك، ضع يدك بأيديهم.. واجعل وجوههم النقية تعانق السماء.. اجعلهم يرفعون أيديهم ويطلبون ما يريدون، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا لقي صبياً في الطريق يأخذ بيده ويقول له: «ادع لي يا بني فإنك لم تذنب بعد» فاحرصوا على تعطير ألسنة الأبناء بذكر الرحمن «واحفظوا الله يحفظكم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©