السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سياسات «الوطني» وراء الأزمات ونحن أقرب لـ «الشيوعي»

22 يونيو 2012
سناء شاهين (الخرطوم) - صوب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر انتقادات لاذعة للطريقة التي يتبعها حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان في إدارة شؤون البلاد، وقال إن سياساته الفاشلة جلبت الأزمات وخلقت أوضاعاً سيئة في البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مؤكداً عزم المعارضة إسقاط النظام. وأشار المسؤول الكبير في الحزب الذي يتزعمه السياسي الإسلامي حسن الترابي، إلى أن الأوضاع المتأزمة في البلاد تحتم على المعارضة تفعيل دورها لخدمة قضايا الشعب والوطن، وأنها وصلت إلى قناعة بأن الحل يكمن في إزاحة الوطني عن السلطة. وقال إن قرار المعارضة في هذا الخصوص تأخر كثيراً بسبب رفض حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي للقرار. وأضاف أن حزب المهدي يؤمن بسياسة التغيير الناعم ويرفض إسقاط النظام، لكن المعارضة قررت مؤخراً المضي قدماً في تنفيذ قرارها من دون مشاركته. ودافع عمر عن سلامة موقف حزبه من الحروب الدائرة حالياً في مناطق عدة بالسودان، وقال إن حزبه لن يدين الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق على الرغم من أن حزبه لا يؤمن بالمقاومة المسلحة ولا يؤيد اللجوء إلى العنف لنيل المطالب، واعتبر الحرب في تلك المناطق هي إفرازات لسياسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم. لكن رأيه بدا مختلفاً في قضية الاعتداء على هجليج، إذ قال إن اعتداء جوبا على هجليج أضر نسبياً بالمعارضة في الشمال، لكنه أكسب جنوب السودان قرار مجلس الأمن رقم 2046 الذي أرغم حزب المؤتمر الوطني الحاكم للعودة إلى المفاوضات في أديس أبابا. ونفى كمال عمر أي علاقة لحزبه بحركة “العدل والمساواة” المتمردة في دارفور، وأشار إلى أن الأخيرة “اختارت القتال لإسقاط النظام، على العكس من حزبنا الذي يؤمن بأن الشعب هو الذي يقود التغيير”. وقال: “لا ننكر أن قيادات “العدل والمساواة” خرجت من رحم الحركة الإسلامية كما هي الحال لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، لكننا نختلف معهم في طريقة مناهضة النظام”. وعن سر التقارب والانسجام ما بين حزبه الإسلامي والحزب الشيوعي اليساري قال: “نحن الآن لدينا تجربة قوى الإجماع الوطني، وهي تجربة رصينة فيها انسجام وتوافق بين القوى السياسية، ونريد لهذا المشروع أن يستمر حتى بعد التغييرات المرتقبة في البلاد، لأننا نريد أن نؤسس تجربة سياسية قائمة على ثوابت الأمة .. وفي هذا الإطار وجدنا أن هناك تفاهماً كبيراً بين حزبنا والحزب الشيوعي حول العديد من المسائل الوطنية، وربما عزز من هذا التقارب التحول الكبير الذي حدث في منظومة المؤتمر الشعبي .. وأستطيع أن أؤكد أن الحزب الشيوعي حالياً من أقرب الأحزاب إلى حزبنا، وبيننا تفاهم كبير وتناغم فكري واتفاق حول مسائل الديمقراطية والحرية”. وانتقد القيادي بالحزب الذي يتزعمه حسن الترابي نهج الحكومة السودانية في معالجة القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان، خاصة قضايا التجارة، وقال إن الوطني بالغ في القطيعة ومنع حتى الملح من دخول دولة الجنوب، ووصف مواقف الجانبين “جوبا والخرطوم” في معالجة قضية النفط بأنها تفتقر إلى الحكمة ويجانبها الصواب وتغلب عليها روح المكايدة دون مراعاة لمصالح شعبي البلدين. وأكد أن حرية الممارسة السياسية المتوافرة في جنوب السودان أفضل من الموجودة في السودان، وقال: “ليس في الجنوب نزعة ضد التيار الإسلامي، بل هناك تشجيع للمسلمين من جانب القيادة”. ولم ينكر عمر رغبته في الحصول على جنسية جنوب السودان، وقال إن الجهود في هذا الشأن قطعت شوطاً بعيداً، مشيراً إلى أنه قضى نحو 17 عاماً من عمره في جنوب السودان. وعبر في حديثه لـ”الاتحاد” عن انشغاله الشديد بالأوضاع في مصر، وقال إنه يشعر بالقلق وتطارده التساؤلات حول الطريقة التي سيختارها الإسلاميون لحكم مصر، وأضاف أن مصر تتمتع بخصائص فريدة على المستويين السياسي والاجتماعي وحكمها ليس بالأمر السهل، لذا أخشى كثيراً من طريقة حكم الإسلاميين لتلك الدولة، وفي تقديري أنهم إذا أرادوا نجاح تجربتهم في الحكم، فإنه يتوجب عليهم القيام بعمل سياسي كثيف لتقريب المسافة بينهم وبقية القوى السياسية، وأن يضعوا في أولوياتهم تحقيق الوفاق الوطني والتصالح مع الآخرين وعدم الانفراد بالسلطة. وبدا عمر وكأنه يسترجع في ذهنه سيناريو أخطاء ارتكبها حزبه عندما كان بالسلطة في السودان، ثم قال: “التقينا الإخوان في مصر أكثر من مرة وقدمنا لهم تجربتنا في الحكم وأسباب الإخفاق ليتفادوها”. وأردف قائلاً: “نعم نعترف بأننا أخطأنا وتعلمنا من أخطائنا والحزب الآن أكثر نضوجاً بعد أن أحدث تغييراً جوهرياً في سياساته ليلبي مصالح الشعب ويواكب حركة المجتمع، وهو الآن منفتح على الآخر أكثر من أي وقت مضى”. وفي معرض رده على سؤال حول أسباب انشقاق قيادات بارزة من حزبه وانضمامهم للحزب الحاكم، قال: “هؤلاء اختاروا المؤتمر الشعبي في المفاصلة على أساس الفكرة، ولكن مع الوقت بعدت عليهم الشقة وأنهكهم السير في دربه، فآثروا الانفلات، مدعومين بدوافع شخصية لدى معظمهم”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©