الأمن العراقي يواجه شبكات عصابات معقدة بالبصرة

بغداد - حمزة مصطفي، الوكالات:
هدد مجلس محافظة ديالى باتخاذ إجراءات لم يسمها في حال لم تستجب الحكومة المركزية بإرسال وفد رفيع إلى المحافظة للوقوف على طبيعة الأوضاع الأمنية المتردية هناك وإيجاد حلول عاجلة لها في وقت أقام جنود الشرطة والجيش نقاط تفتيش وفتشوا سيارات في ثاني أكبر مدينة عراقية أمس في أول اختبار لقدرة رئيس الوزراء الجديد نوري المالكي على استعادة الاستقرار من خلال حملة أمنية تستخدم فيها 'قبضة حديدية'· وعلى صعيد متصل أمر الرئيس العراقي جلال طالباني بإرسال وفد رفيع إلى محافظة الموصل ثاني أكبر محافظات العراق لمعالجة ما بات يعتبر صراعا عرقيا بين العرب والأكراد·
وقال مجلس محافظة ديالى في بيان تلقت 'الاتحاد' نسخة منه انه أمهل الحكومة أسبوعا لاتخاذ إجراءات تتمثل بزيادة منتسبي الجيش والشرطة عدة وعددا · واتهم المجلس في بيانه جهات معينة تهدف إلى تصعيد أعمال العنف والإرهاب في المحافظة بما يجعل المحافظة قنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة· وفي السياق تزداد حدة الصراع بين العرب والأكراد في الموصل حيث يتبادل الجانبان الاتهامات· ففيما يقول العرب ان هناك فرقتين من البيشمركة الكردية تحاصر الموصل بهدف فرض سياسة التكريد فيها، فان الأكراد يتهمون جهات طائفية بتوزيع منشورات تطالب الأكراد القاطنين في هذه المدينة بالهجرة منها في غضون سبعة أيام · ودعا طالباني الوفد الاهتمام بمطالب أهل الموصل من السكان العرب قبل الاهتمام بمطالب الأكراد هناك ·
وكان المالكي قد أمر الجيش بالنزول الى شوارع البصرة أمس الأول في حالة طوارئ تستمر شهرا واحدا ليظهر للعراقيين انه يقصد ما يقول بشأن التصدي لانعدام الأمن بعد 11 يوما من اداء حكومته اليمين القانونية· لكن بعض سكان البصرة قالوا ان قوات الأمن تواجه شبكة معقدة من العصابات والقتلة تضم موالين لصدام حسين وميليشيات شيعية متحاربة تنتعش في الفوضى الدامية بالمدينة النفطية التي تقدم جانبا كبيرا من دخل العراق· وقال شهود ان نقاط التفتيش انتشرت في انحاء البصرة حيث توجه جنود الشرطة الى وسط المدينة ووحدات الجيش الى مشارف المدينة وقاموا بتفتيش كل سيارة مارة· وقال نقيب الشرطة علي جاسم 'لدينا أوامر بأن نكون على أهبة الاستعداد لمدة شهر· ستكون هناك دوريات مستمرة· لدينا أوامر بايقاف السيارات· والأسلحة غير المصرح بها ستصادر'· وقال ان اللوحات المعدنية لجميع عربات الجيش والشرطة ستسجل في ملف كمبيوتر في علامة على ان المالكي ربما يتناول شكاوى بأن مسلحين في الشرطة والجيش واشخاصا يرتدون الزي يقومون بعمليات خطف وقتل· والفصائل الرئيسية في الصراع على السلطة في البصرة هي منظمة بدر وحزب الفضيلة وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر· وقال سكان ان الحرب بين هذه الميليشيات حولت البصرة الى مدينة عراقية دامية اخرى· وبحسب مصادر مقربة من المجلس المحلي للمدينة فإن لجنة أمنية شكلت برئاسة وزير الدولة لشئون البرلمان صافي الصافي وعضوية النواب في البرلمان سلام المالكي وهادي العامري وعمار الطعمة وممثلا عن الحزب الاسلامي لمتابعة الملف الأمني· وقد اعتبر المالكي أمس ان وسائل الاعلام ضخمت الاوضاع في البصرة متهما العصابات الاجرامية خصوصا بالوقوف وراءها· وقال المالكي في مؤتمر صحافي 'في الحقيقة كل الذي قيل موجود لكن بقدر محدود وليس بالمبالغة التي تحدث عنها وسائل الاعلام'· واضاف 'هناك خلافات سياسية وطائفية وتهجير ولكنها ليست بالمستوى' الذي نقلته وسائل الاعلام· الى ذلك أعربت شخصيات شيعية نافذة عن قناعتها بوجود تدخل إيراني بالأزمة الحالية التي تعصف بمحافظة البصرة· وقالت هذه الشخصيات التي تمثل تيارات وأحزاب وقوى سياسية شيعية في بيان موجه إلى المالكي وحصلت 'الاتحاد' على نسخة منه أن ما يجري في البصرة ينذر بوقوع فتنة من شأنها أن تمتد إلى مناطق أخرى من البلاد ، فضلا عن أنها مرشحة لتمتد إلى خارج العراق· وطالبت هذه الشخصيات رئيس الوزراء العراقي مطالبة دول الجوار في إشارة ضمنية إلى إيران بالكف عن التدخل بالشأن العراقي لكون هذه التدخلات من شأنها أن تزيد من تعقيد الأزمة وتصعيد وتيرتها· وحملت المذكرة تواقيع ممثلين عن تجمع الديمقراطيين المستقلين، وتجمع عراق المستقبل، والتجمع الفيلي الإسلامي، والتحالف الوطني الديمقراطي، والتيار الإسلامي الديمقراطي، وحركة الدعوة الإسلامية، ومنظمة العمل الإسلامي، بالإضافة إلى عضو مجلس الحكم السابق محمد بحر العلوم ·