الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دافوس الروسي».. ومعضلة الاستثمارات الغربية

24 يونيو 2015 01:00
بينما كانت الأزمة الأوكرانية تتطور إلى حرب قبل عام، مارست إدارة أوباما ضغوطاً على كبار رجال الأعمال الأميركيين لعدم حضور قمة الأعمال السنوية في روسيا. وهذا العام، عاد رجال الأعمال - ولكن مع دخول اقتصاد روسيا في قتامة عميقة، فإن القليل منهم هو الذي استطاع إنجاز أعمال كثيرة. وقال كثيرون، إن إدارة أوباما لم تضغط عليهم للبقاء بعيداً هذا العام، وقال «أليكسيس رودزيانكو»، رئيس غرفة التجارة الأميركية في روسيا، «إنهم غير متحمسين لقدوم الشركات الأميركية إلى هنا، ومن ناحية أخرى، فهم أقل صخباً حول هذا الموضوع». وقال إن الأميركيين الذين يأتون إلى هنا على بينة بالتوقعات الاقتصادية القاتمة، ولا يميلون للبحث عن صفقات. واستطرد «إن الأمور تتقلص هنا، والمشروعات في طريقها للتراجع مقارنة بالعام الماضي». بيد أن وزارة الخارجية استنكرت وجود كبار قادة الأعمال الأميركيين في المؤتمر، وقال المتحدث باسم الخارجية «جون كيربي»: لقد أعربنا عن قلقنا وشجعنا المسؤولين التنفيذيين على عدم الحضور، لم يكن هناك ضغط ولا تهديد، ففي النهاية، فإن الأمر يرجع إليهم فيما إذا كانوا يريدون الحضور. وقد عكس الحضور الباهت لهذا العام نتائج متباينة للجهود الأميركية والأوروبية لعزل روسيا بعد أن قامت بضم القرم، وساعدت على إشعال تمرد عنيف في شرق أوكرانيا، ومازالت روسيا تحتل المرتبة العاشرة كأكبر اقتصاد في العالم، وتمثل سوقاً مهمة للشركات الأميركية، حتى وإن كان تدني أسعار البترول والعقوبات تدفعها إلى الركود. وقال الكثير من كبار رجال الأعمال الذين حضروا المؤتمر، إنهم سافروا إلى روسيا للدفاع عن استثماراتهم القائمة بالفعل، وليس لاستثمار مزيد من الأموال في هذا الدولة. وقال المسؤولون التنفيذيون الأميركيون، إن لديهم أسباب بسيطة للحضور إلى المنتدى، والذي يعتبر إلى حد ما نسخة روسية من المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس، سويسرا. ومن جانبه، قال«جوهان أوريك»، رئيس شركة«إيه تي كيرني» الأميركية للاستشارات والذي يحضر المنتدى لأول مرة، إنه لم يتلق أية اتصالات من مسؤولين أميركيين حول مشاركته في الحدث. وأوضح«إنني لم آت إلى هنا لأننا رأينا فرصة تجارية ضخمة العام الماضي، بل لدعم فريقنا». وأضاف أن العديد من الشركات التي طلبت مشورة«كيرني» بشأن السوق الروسية كانت تحاول إيجاد سبل لخفض التكاليف، نظراً لأن الاقتصاد الروسي انكمش بنسبة أكثر من 2% مقارنة بالعام الماضي. وأكد أن شركته لا توسع أعمالها في روسيا، وأنها كلفت بعض مستشاريها في موسكو بالتركيز على مشروعات في دول أخرى. وقد أرسلت مجموعة من الشركات الأميركية كبار مسؤوليها التنفيذيين، ومن بينها شركات«برايس ووتر هاوس كوبرز»و مجموعة«بوسطن» للاستشارات. وبالمثل، أرسلت كبريات الشركات الأوروبية، ومن بينها«شل»و«بريتش بيتروليم»وغيرها، رؤساءها، فيما أرسلت العديد من الشركات الأوروبية مسؤولين أقل مستوى. وبدا بعض رؤساء الشركات الغربية في وضع حرج ما بين تمثيل شركاتهم وعدم الرغبة في إظهار شغفهم للاستفادة من الدولة التي سقطت في صراع جيوسياسي طاحن مع أوروبا والولايات المتحدة. وقد أدت العقوبات المفروضة على روسيا إلى قطع التمويل من بنوك الدولة، وضربت قطاع الطاقة، لكنها سمحت بإبرام صفقات في معظم مجالات الاقتصاد الأخرى. وخلال المنتدى، وقع«بن فان بوردين»، الرئيس التنفيذي لشركة«رويال داتش شل»، اتفاقية مع شركة«غاز بروم»لإنشاء مشروع ضخم لبناء خطوط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا تحت الماء. بيد أنه لم يدل بأي تصريحات عامة، وتجنب الرد على أسئلة الصحفيين، وسارع خطواته للحاق اجتماعاً خاصاً مع شركة نفط روسية كبرى أخرى. وكان مسؤولو الشركات الأخرى أيضاً متحفظين حيال أنشطتهم خلال المنتدى. ومن ناحية أخرى، ظل الدبلوماسيون الأميركيون بعيداً عن المنتدى، بعكس نظرائهم الأوروبيين. وقال أحد سفراء دول الاتحاد الأوروبي إنه لم يأت لتعزيز مشروعات بلاده ولكن لأنه كان مكانا مناسبا لعقد لقاءات سريعة. وحضر المنتدى أيضاً عدد من قادة الاتحاد الأوروبي المنتخبون ومن بينهم رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، الذي تخوض بلاده مفاوضات حاسمة لتجنب الخروج من منطقة اليورو التي تضم 29 دولة. والتقى تسيبراس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعلن في كلمة مقتضبة إنه حضر المنتدى بدلاً من التفاوض في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، لأن العالم»متعدد الأقطاب«. مايكل بيرنباوم* ينشر بترتيب خاص مع خدمة»واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©