الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخلافات الزوجية ضرورية.. ولكن!

الخلافات الزوجية ضرورية.. ولكن!
24 يونيو 2013 21:06
أبوظبي (الاتحاد) ـ إننا نعرف أن الأزواج الذين بلغوا درجة فائقة من النضج العاطفي ويتمتعون باحترام متبادل مع زوجاتهم، يمرون أيضاً هم وزوجاتهم بفترة يكتشفون فيها أن الخلاف ضروري حول مسائل معينة، مثل طريقة الإنفاق، أو طريقة اختيار كل طرف لأصدقائه، أصدقاء الزوج قد لا يعجبون الزوجة، صديقات الزوجة قد يعترض عليهن الزوج. طريقة تفصيل ملابس الزوجة قد يعترض عليها الزوج. طريقة حديث الزوج مع صديقات الزوجة قد لا تعجب الزوجة. مستقبل الأبناء نفسه قد يكون مجال مناقشة بين الزوجين أو طريقة تأديب هؤلاء الأبناء، وهكذا. إن الأزواج والزوجات يكتشفون دون قصد منهم، أنهم عرضة للاختلاف في الرأي خصوصاً في السنوات الأولى من الزواج. وأي زواج ناجح يكتشف فيه الطرفان أثناء كل مناقشة بعض النقاط التي يختلفان فيها. هنا نعرف أن الزواج كالتعليم. يجب أن نستفيد من الدروس. إننا نكشف كل ما في أعماقنا لطرف آخر وهو يكشف لنا ما في أعماقه. إذن لماذا لا نتعلم من كل مناقشة؟ إن «تعلمنا» هو الذي يوفر علينا سوء التفاهم، ولنقلل عدد مرات الخلاف، ونزيل أسباب الخلاف قبل أن تنشأ. وقد يكتشف أحد الزوجين أنه يملك عادة مستفزة أو أن رأيه في مسألة ما غير معقول، إذن فعليه أن يعترف بذلك وأن يتخذ قراراً حاسماً وصامتاً بأن يتراجع عن هذه العادة. وأن يتنازل عن الرأي غير المعقول. مثال ذلك، الزوج الذي يصر على شراء ملابس جديدة لنفسه، بينما البيت يحتاج إلى ثمن هذه الملابس، والمثال نفسه يمكن أن «ينطبق بقوة» على المرأة أحياناً أكثر مما ينطبق على الرجل. وعلى الرغم من أن «الإسراف» كريه كصفة في أحد الزوجين، فإن الطرف المسرف يجب أن لا ينال العقاب والتوبيخ واللوم دائماً. وذلك المثال ينطبق على بقية العادات الأخرى التي يعترض عليها أحد الزوجين. وعلينا أن نعرف أن الحب يحسم الكثير من الخلافات في حالات الزواج الناجح، وأن نعرف أيضاً أن الحب عندما يختفي من البيت الذي يعيش فيه الزوجان، فإن الخلافات تصبح ضيفاً دائماً في هذا البيت. إن بعض علاقات الزواج تتحول إلى علاقة بين أعداء لا يعلنون عن عدائهم بشكل مباشر، والذي يحدث أن يبحث كل طرف للآخر عن أسباب ليخوض معه معركة ويخلق له توتراً ويسبب له مشاكل. ومما لا شك فيه أن المسائل التي يمكن أن يثور حولها الخلاف في كل أسرة لا حصر لها، ويمكن أن ينفخ فيها أحد الزوجين لتصبح ناراً تحرق البيت نفسه. يحدث ذلك عندما تملأ الكراهية قلب أحد الزوجين وتصبح الحياة خالية من المحبة والسلام وإذا ما استمرت أصبحت جحيماً بينهما.إن هذه الأوضاع تهدم نفسية الإنسان سواء كان طفلاً أو زوجاً أو زوجة. ومن المحتمل أن يكون القارئ قد افترض من خلال حديثي هذا أن هناك حالات زواج مثالية وحالات زواج فاشلة جداً، لكن هناك أعداداً لا حصر لها من حالات الزواج التي هي ليست فاشلة تماماً وليست ناجحة تماماً. إن حالة الانسجام والاتفاق يرتفع ميزان حرارتها وينخفض من يوم ليوم ومن أسبوع لأسبوع ومن شهر لآخر ومن سنة لسنة. والمسألة تتوقف على أسباب كثيرة في أعماق الزوجين وفي المجتمع الذي يعيش فيه الزوجان، وبعضها واضح تماماً وبعض هذه الأسباب لا يعرفه حتى الزوجان. فبعض الأفراد نشؤوا في جو أسرة لا ينتهي فيها الخلاف الذي يتبعه الحب والغفران ولا يستمر الحب أو الغفران فترة طويلة، بل ينقلب مرة أخرى إلى سلسلة من المعارك الكبيرة أو الصغيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©