السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة تطوعية تدعو إلى نشر "ثقافة الاحتشام "

حملة تطوعية تدعو إلى نشر "ثقافة الاحتشام "
22 يونيو 2012
أطلقت "تغريدة" فتاة إماراتية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي حملة للدفاع عن الحشمة والتقاليد لتوعية الأجانب بضرورة احترام ثقافة وتقاليد المجتمع المحافظ وللحد من تجاوزات، البعض في مظهرهم وسلوكياتهم. ولم تنظر أسماء المهيري، 23 عاماً لنفسها كباحثة اجتماعية، حتى قبل الحملة التي أججتها واقعة مشاهدة شابة أجنبية ترتدي سروالاً قصيراً للغاية في مركز للتسوق، وانتقادها في"تغريدة" لاحقاً. وكتبت المهيري في تغريدتها "إلى متى سنظل نشاهد أناساً ضد أعرافنا يرتدون ملابس غير محتشمة، لم نشهد مثل هذا من قبل"، ولقيت الدعوة تجاوباً، لتنطلق على أثرها حملة بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية للدعوة إلى الالتزام بالحشمة وحماية التقاليد الأصيلة. ثقافة الاحتشام ومع تعدد الجنسيات المختلفة في العادات والثقافات والخلفيات الثقافية والمجتمعية تأتى تلك المبادرات التي يطالب بها البعض، إلى جانب المراكز التجارية التي تقوم بوضع ملصقات بهذا الشأن، تهدف في المقام الأول للحفاظ على كرامة المجتمع، بعيداً عن التصرفات غير اللائقة، وارتداء اللباس الفاضح في الأماكن العامة. إلى ذلك ترى فاطمة محمد جاسم 33 عاماً، أن المراكز التجارية لم تقصر في وضع اللوائح التي تمنع الفتيات من جميع الجنسيات المختلفة من ارتداء ملابس محتشمة، لكن منهن من لا تملك ثقافة الاحتشام، ولا تراعي مشاعر الآخرين، تحت مفهوم أنها حرية شخصية، لكن ما لا تعرفه هؤلاء النساء أن للأماكن العامة كرامة لابد من مراعاتها واحترام وجودها، ووجب عليهن تطبيقها، تماشياً مع عادات وتقاليد بلد الإقامة، لافتة إلى أن الكثير من المراكز التجارية بادرت في وضع لوحات إرشادية عند جميع مداخلها، لتوضيح أهمية الحفاظ على كرامة وعادات المجتمع، وتعريف الزوار بما هو غير مقبول أو مرفوض في العادات الاجتماعية، مع منع تلك التصرفات التي لا تتماشى مع الذوق العام من دون علم أو بقصد. قواعد وبدوره يتفق سالم حميد، رب أسرة، مع فاطمة، منوهاً إلى أن هناك البعض من الجنسيات الأجنبية من النساء لا يبالين بالقواعد الموضحة أمام مدخل كل مراكز التسوق، ويرتدين ما يحلو لهن، متباهيات بتلك الملابس التي تصل إلى أعلى الُركب، وغالبا ما تكون ملابسهن شفافة وضيقة. ويذكر سالم لموقف تعرض له، حيث سأله أحد أبنائه في إحدى زياراته إلى مركز تجاري لرؤيته فتاة أجنبية تجلس في زاوية من الكوفي شوب مرتدية تنورة قصيرة تشف ملابسها وتضيق عند الساقين، متسائلاً، لماذا هذه المرأة تلبس هذا اللباس القصير أليس عيباً؟. ويطالب الجهات المختصة والمراكز بالحد من هذه المناظر التي أصبح أطفالنا يرونها يومياً في المراكز التجارية، والتي تؤثر على عقولهم وتفكيرهم وسلوكهم، مطالباً بإصدار قواعد تحد من هذه السلوكيات والتجاوزات، مشيراً إلى أنه يتدخل أحياناً لمنع تلك الممارسات من خلال التوجه مباشرة إلى الزائر الذي يمارس سلوكاً خاطئاً وإفهامه بطبيعة عادات وتقاليد أهل البلد إن رأه تجاوز الخطوط الحمراء على مرأى ومسمع جميع زوار مركز التسوق. حرية شخصية وطالبت هدى سعيد الجابري، طالبة جامعية، كل فتيات المجتمع عند رؤية تلك الفتيات الأجنبيات، خاصة اللاتي يرتدين تلك الملابس الفاضحة والقصيرة، إبلاغهن أنها حرية شخصية، لكن بما أنهن في بلد محافظ على عاداته وتقاليده، فلابد عليهن أن يكن ملتزمات ثقافة وتقاليد البلد، وأن يكن على إطلاع بإرشادات البلد من ناحية اللبس، والذي يحتم عليهن احترام قوانينها من حيث الاحتشام، مطالبة أن يتم إيصال تلك المعلومة بطريقة حضارية بعيدة عن التعصب والمبالغة في رد الفعل، لتصل إليهن الرسالة ويقتنعوا بها، على أن يتم الوقت ذاته تفعيل لائحة الآداب العامة بين مختلف الجنسيات. رأي الزوار بدورها تعلق سيما راهول، سائحة أجنبية، أنا احترم عادات وتقاليد هذه الدولة، وما تقدمه إلى الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات من خدمات قد لا نراها في بلدنا، وما يطالب به البعض من أفراد المجتمع من نشر ثقافة الاحتشام فهو من حقهم، فهم لهم عادات وتقاليد تمنع الملابس غير المحتشمة. وتضيف، البعض منا قد يتقبل الأمر، وينفذ تلك اللوائح التي تطالب باللبس المحتشم، لكن البعض الآخر يجد أن ذلك أمراً عادياً في بلده وليس به أي مشكلة، وسبب ذلك أنهم يجهلون ثقافة الاحتشام لهذا البلد، وإن ارتداء تلك الملابس الفاضحة أو القصيرة والضيقة هي من شأنهم وليس لأحد دخل به. تقاليد وفي السياق ذاته تقول رتينا فان، زائرة، من المهم لكل مقيم وسائح أن يعرف قواعد ولوائح البلد الذي هو فيه، باعتبارنا نحن ضيوف وبحاجة إلى احترام لوائح السلوك والآداب العامة التي تطالب بها عادات وتقاليد البلد، مشيرة إلى أنه بالفعل هناك الكثير من الزائرات تعدين الخطوط الحمراء، وهن بحاجة إلى تعليم بعضهن كيفية إبداء الاحترام ومراعاة شعور الآخرين بضرورة احترام ثقافة وتقاليد المجتمع المحافظ للحد من ظاهرة تجاوزات بعضهن في المظهر والسلوك. تعميم ثقافة الاحتشام بينما تتمنى الإعلامية فاطمة السرى، نائب مؤسسة المرأة العربية في دبي، من كل الزوار الأجانب قبل قدومهم إلى الدولة أن يكونوا على إطلاع بعادات وتقاليد البلد، وخاصة ارتداء الملابس. وتقول، البعض ممن يزور الدولة قد يتقيد بنظم وقوانين الدولة، خاصة في الملابس، لكن البعض منهم يتجاهل ذلك، وما تقوم به بعض المراكز التجارية في التشديد على كل من يدخل المركز، وتطالبه بارتداء ملابس تحافظ على السلوك العام، مع توزيع بعض الكتيبات والبروشرات التي توضح الملابس التي يجب الالتزام بها في المركز، وذلك بالصور، والشرح له دور بارز وكبير في تعميم هذه الثقافة. وأشادت بالطريقة الأخلاقية التي يقوم بها بعض رجال الأمن في تلك المراكز في حالة ظهور حالة غير ملتزمة باللباس المناسب، حيث يتم إبلاغ الشخص بطريقة راقية وحضارية بتغطية الأماكن الفاضحة، لافتة إلى أن هناك حالات تتجاوب مع اللائحة في حين توجد فئة لا تستجيب ولا يتم إخراجهم من المركز، على اعتبار أنه لا يوجد قرار رسمي لمنع دخول المول. وتذكر مبادرة أحد المولات في هذا الشأن بقولها، في بادرة طيبة ولافتة، وضع أحد مراكز التسوق بالدولة لائحة للسلوك العام والآداب، من خلال الملصقات على جميع مداخل المول، إلى جانب وجود شاشة إلكترونية تعرض باستمرار اللباس المحتشم، وتقدم شرحاً باللغة العربية والإنجليزية، وتعد هذه أولى المبادرات السباقة التي تطالب بتعميم ثقافة الاحتشام عند السياح والزوار الأجانب. مشاعر المحبة وتؤكد الدكتورة نجوى الحوسني، أستاذ مساعد كلية التربية بجامعة الإمارات، أن ثقافة الاحتشام مطلوبة عند الجميع سواء المواطنين أو المقيمين أو الزوار والسياح الأجانب، باعتبار ذلك هو عنوان هوية البلد. وتوضح، لابد من الجميع الالتزام بالاحتشام في الملبس والسلوك والتصرفات، خصوصاً أن هناك مطالب بأن تعمم هذه الثقافة، خاصة أن ما يميز دولتنا عن بقية ثقافات العالم هو أنها مرحبة وتستقبل السائح والزائر بصدر رحب، ومثلما نحن نتعامل معهم بهذه الطريقة "الاحترام"، فلابد منهم كذلك أن يبادلونا المشاعر والمحبة، من خلال احترامهم خصوصية البلد في ارتداء الملابس المحتشمة، التي تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا، لافتة إلى الترحيب برؤية الكثير من الفتيات الأجانب يحاولن أن يرتدين ملابسنا التي ما زلنا نتمسك بها على الرغم من التطور في عالم الأزياء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©