الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو عمر.. أكثر القضاة حلماً وذكاءً

25 يناير 2018 23:32
أحمد مراد (القاهرة) هو قاضي القضاة محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل، المعروف بـ «القاضي أبو عمر»، ولد في البصرة سنة 243 هجرية، واشتهر بالحلم والذكاء. نشأ أبو عمر في بيت القضاء، حيث كان أبوه قاضياً، وفي سنة 284 هجرية تولى قضاء مدينة المنصور والأعمال المتصلة بها، والقضاء بين أهل بزرج سابور والراذانين وسكرود وقطربل، ثم استخلف لأبيه على القضاء بالجانب الشرقي، فكان يحكم بين أهل مدينة المنصور وبين أهل الجانب الشرقي حتى سنة 292 هـ، وعندما توفي أبو حازم الذي كان قاضياً على الكرخ، نقل أبو عمر عن مدينة المنصور إلى قضاء الشرقية فكان على ذلك إلى سنة 296 هـ. وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها قتله الحسين بن منصور الحلاج في سنة تسع وثلاث مئة، يقصد قضاؤه بحل دم الحلاج. حكى الخطيب البغدادي أن أبا عمر القاضي، قال: قدم إليه ابن النديم بن المنجم في شيء كان بينهما، فقال له ابن المنجم: إن هذا يدل بخاصة له عند القاضي، فقال أبو عمر: ما أنكرها، وإنها لنافعة له عندي غير ضارة لك، إن كان الحق له كفيناه مؤونة اجتذابه، وإن كان عليه سلمناه إليك من غير استذلال له. وفي صفة مقدرته في القضاء وتمكنه منه، قال أبو إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه الذي تقلد القضاء بعد القاضي أبي عمر: لما ولي أبو عمر محمد بن يوسف القضاء طمعنا في أن نتتبعه بالخطأ لما كنا نعلم من قلة فقهه، فكنا نستفتى، فنقول: امضوا إلى القاضي، ونراعي ما يحكم به، فيدافع عن الأحكام مدافعة أحسن من فصل الحكم على واجبه وألطف، ثم تجيئنا الفتاوى في تلك القصص فنخاف أن نخرج إن لم نفت، فنفتي فتعود الفتاوى إليه فيحكم بما يفتي به الفقهاء، فما عثرنا عليه بخطأ. ووصفه الخطيب البغدادي فقال: أبو عمر محمد بن يوسف في الحكام لا نظير له عقلاً وحلماً وذكاءً وتمكناً، واستيفاءً للمعاني الكثيرة باللفظ اليسير، مع معرفته بأقدار الناس ومواضعهم وحسن التأني في الأحكام والحفظ لما يجرى على يده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©