عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء)
استأنف الطيران الحربي اليمني غاراته المكثفة أمس على المواقع العسكرية التي سيطرت عليها جماعة «الحوثيين» في عمران شمال صنعاء، لاسيما بعد تأكد الأنباء عن مقتل العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 في الجيش الذي كان يواجه المتمردين في المحافظة والمدينة منذ اشهر حتى سقوطها الثلاثاء بشكل تام. وحملت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر «الحوثيين» المسؤولية الكاملة عن الأحداث والتطورات المأساوية واتهمتهم بارتكاب تجاوزات وعمليات نهب للمرافق الحكومية. وادان مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس الأمن الدولي عدوان «الحوثيين» على عمران وطالبا بوقف النار وبعودة الجماعة إلى صعدة.
وقالت مصادر أمنية «إن الطائرات الحربية شنت نحو 70 غارة هي الأعنف منذ بداية الحرب في عمران»، وأكدت مقتل العميد القشيبي بالقرب من مقر اللواء 310 مدرع. وقالت مصادر مقربة من حزب «الإصلاح» «إن القشيبي قتل برصاص الحوثيين أثناء محاولته صد الهجوم على المقر مساء الثلاثاء. بينما قالت جماعة «الحوثيين» على لسان المتحدث محمد عبد السلام «إنه تم العثور على جثة القشيبي مع جنود آخرين بالقرب من مقر اللواء بما يعني أنه قتل أثناء المعارك»، نافية ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن اختطافه وقتله. وأفادت مصادر محلية متطابقة أن «الحوثيين» يقومون حاليا بملاحقة عناصر وقياديي «التجمع اليمني للإصلاح» في عمران.
وكانت اللجنة الرئاسية العليا حملت «الحوثيين» مسؤولية سلامة القشيبي القريب من اللواء علي محسن الأحمر ومن التجمع اليمني للإصلاح، واتهمتهم بارتكاب تجاوزات وبنهب المقار الحكومية والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة ومنها إدارة أمن المحافظة وإدارة شرطة السير وفرع قوات الأمن الخاصة وغيرها من المصالح والمؤسسات والمرافق التابعة للدولة، كما حملتهم المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن ما يحدث وطالبتهم بإخلاء كل المرافق والمصالح الحكومية والمقرات الأمنية والعسكرية والخاصة التي تم احتلالها.
وأعربت اللجنة في بيان عن اسفها لتدهور الأوضاع الأمنية في عمران وما صاحبها من مهاجمة لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والاستيلاء عليها من الجماعات المسلحة ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين الآمنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، وأضافت أنها كانت التقت الثلاثاء الماضي بممثلي «الحوثيين» بحضور كبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن وتم الاتفاق على أن تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310 بينما تنسحب الجماعة من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة مقابل ضمان خروج آمن لهم لكنها لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه.
وقالت اللجنة الأمنية العليا «إن الحوثيين نقضوا اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في 22 يونيو وقاموا باقتحام معسكر اللواء 310 مدرع ونهب الأسلحة والمعدات والآليات الموجودة في المعسكر وقتل أعداد من الجنود والأفراد والضباط». بينما نفت جماعة «الحوثيين» الاتهامات التي وجهت اليهم، وقالت «إننا نطالب اللجنة الرئاسية بأن تنزل إلى عمران وتطلع عن كثب على مجريات الأحداث وما آلت إليه الأمور وتتأكد بنفسها من واقع المباني الحكومية وما ادعته اللجنة بهتانا وزورا أننا قمنا باحتلال مؤسسات الدولة ونهبها».
إلى ذلك، تلقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالًا من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي أكد إدانة مجلس التعاون لعدوان جماعة الحوثيين على محافظة عمران وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار»، وقال «إن هذا العدوان يمثل خروجاً صارخاً عن مخرجات الحوار الوطني الشامل»، مؤكداً مطالبة دول مجلس التعاون بضرورة الالتزام بالإجماع الوطني الذي تمثله مخرجات مفاوضات الحوار الوطني الشامل المنتهية أواخر يناير»، وشدد على ضرورة عودة جماعة الحوثيين إلى محافظة صعدة وتجنب التحدي والغرور باعتبار ذلك مرفوضاً من اليمن والمجتمع الدولي».
وكان هادي قام مساء أمس الأول بزيارة قصيرة إلى المملكة العربية السعودية التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة الذي وجه بمساعدة اليمن على مختلف المستويات وبصورة عاجلة من أجل تجاوز الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها وخصوصاً في هذا الظرف الراهن الدقيق. كما تلقى هادي اتصالًا هاتفياً من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر نيابة عن أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي أدان هجوم جماعة الحوثيين على عمران.
وقال بن عمر «إن مجلس الأمن يعتبر العدوان خروجاً سافراً على مخرجات الحوار الوطني الشامل ويتناقض ذلك مع الاتفاقات المبرمة من خلال اللجنة الرئاسية والمساعي الحميدة والوطنية التي يبذلها هادي من أجل تجنيب البلاد ويلات التعصب المناطقي أو المذهبي أو الجهوي وحقن الدماء البريئة»، وأضاف «إن مجلس الأمن يحمل جماعة الحوثيين المسؤولية الكاملة إزاء تداعيات الهجوم على عمران، مشيرا إلى أن الجماعة ستحاسب على كل ما ارتكبته، وطالب بعودة جماعة الحوثيين إلى محافظة صعدة والتخلي عن السلاح.
السعودية تمنع عبور متسللين من اليمن
تمكن حرس الحدود السعودي من منع عدد من الأشخاص حاولوا الدخول إلى أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة، على الرغم من تبادلهم لإطلاق النار مع رجال الأمن على الحدود مع اليمن. وقال الناطق الإعلامي بقيادة حرس الحدود بمنطقة عسير العميد عبدالله بن احمد الحمراني في بيان «أن دوريات حرس الحدود بمنطقة عسير بقطاع ظهران الجنوب اعترضت مؤخراً مجموعة من الأشخاص يحاولون الدخول بطريقة غير مشروعة إلى أراضي المملكة». وأوضح أنه تم اعتراضهم، وبادروا بإطلاق النار على الدورية، فتم الرد عليهم بالمثل، إلا أنهم تمكنوا من العودة لجهة قدومهم، مشيراً إلى أنه بعد مسح الموقع وتفتيشه عثر على عدد من المهربات، وهي 8 رشاشات كلاشنكوف وبندقية بلجيك. (الرياض - د ب أ)
عدد اليوم
