الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: حرمة دماء أهل الذمة.. مبدأ شرعي

25 يناير 2018 23:32
حسام محمد (القاهرة) في الوقت الذي تبذل فيه كل المؤسسات الدينية الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، جهوداً مكثفة لتقديم صورة الإسلام الصحيح الذي يقبل التعددية الدينية على أفضل ما يكون وتنجح في قطع شوط طويل نحو إقناع العالم بسماحة وعدل الإسلام، نفاجأ بالجماعات التكفيرية تستهدف دور عبادة غير إسلامية هنا أو شخصيات غير مسلمة هناك بزعم أن الإسلام يبيح دماء وممتلكات غير المسلمين وتسعى لصبغ جرائمها بالصبغة الإسلامية مستخدمة نصوصاً لا يعلم أحد من أين جاؤوا بها. براءة الإسلام يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر: «لا بد من التأكيد على أن الإسلام بريء من معتقدات وأفكار عصابات الإرهاب التي لا تمثل الإسلام ولا تعاليمه ولا قيمه، ويجب ألا يتم ربط تلك العصابات بالدين الإسلامي بأي حال من الأحوال لأن الإسلام دين أرسى العدل بين الناس ودعا بوضوح إلى تحقيق المساواة»، والله سبحانه وتعالى يقول: «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى»، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله، قال: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»، واتفق العلماء على أن الدماء المحرمة هي أربعة: دم المسلم، ودم الذمي، ودم المعاهد، ودم المستأمن. وأضاف هاشم: «الإسلام أوضح منذ بداية ظهوره أن الناس سواسية، ولهذا نجد المجتمعات الإسلامية سعت إلى الاستفادة بكل البشر المتواجدين في ظله، بحيث يشارك في الإعمار كل من يستطيع هذا دون النظر إلى ملته أو عقيدته»، ويدل على ذلك قوله تعالى: «ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وهنا يأمر الله سبحانه المسلمين أن ينسوا الماضي من الظلم الذي وقع عليهم من مشركي مكة في صلح الحديبية، ثم فتح الله عليهم مكة فبعد أن أخذوا زمام الأمر وانتصروا على أعدائهم نهاهم أن يعادوا أو أن يظلموا غير المسلمين رغم كونهم من المشركين. مساواة يقول الدكتور محمد كمال إمام عضو هيئة كبار العلماء: «لقد كفل الإسلام المساواة بين المسلمين والذميين، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وقد كفل الإسلام للذميين بصفة خاصة حريتهم الدينية في كثير من الأمور، منها منع إكراه أحد منهم على ترك دينه والحق في ممارسة شعائر أديانهم وحماية لكرامتهم وصيانة لحقوقهم، وترك لهم الحرية المطلقة في قضايا الزواج والطلاق والنفقة حسب أحكام أديانهم، وإباحته للمسلمين مبادلة أهل الذمة البيع والشراء وغيرهما من المعاملات، وإقامة العلاقات الاجتماعية معهم، فإذا كان الإسلام كفل لغير المسلم وأهل الذمة بشكل خاص كل تلك الأمور، فما بالنا بدمه ودار عبادته فالواقع يؤكد أن الإسلام وضع المبدأ العام لتعامل المسلمين مع غيرهم». واستشهد إمام بقول الله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون». حضارة إسلامية يقول الشيخ محمد زكي البداري أمين عام اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر: «لقد جاءت النصوص القرآنية والسنة النبوية المطهرة، تحذر من المساس بأهل الذمة سواء ممتلكاتهم أو أرواحهم بل طالب بالعدل التام بين المسلم وغير المسلم، كما حث الإسلام على احترام دور عبادتهم، ولنا فيما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوة، حين فتح المسلمون القدس وذهب يستلمها فكتب في «الوثيقة العمرية» ما يوضح كيف يتعامل الإسلام مع غير المسلمين». وتضمنت العهدة العمرية: «هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صُلَبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود». وحينما حان وقت الصلاة قال لمن معه إن الكنيسة مكان عبادة الله ومسموح له أن يصلي فيها تأكيداً على طهارة المكان، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون، إن عمر صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على مسافة منها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©