الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإعلام الاقتصادي للنخبة ومستثمري الأسهم فقط!

2 يونيو 2006
استطلاع - قسم الاقتصاد:
ظلت متابعة الأخبار والقضايا الاقتصادية في وسائل الإعلام المختلفة هماً ثقيلاً يفر منه القارئ والمشاهد لما تحتويه من ألغاز وطلاسم هو في غنى عن متابعتها، وحتى عهد قريب كانت متابعة خبر أو مشاهدة برنامج اقتصادي أو حتى قراءة صحيفة اقتصادية أشبه بمتابعة برنامج متخصص في الكيمياء لشخص لا علاقة له بالعلوم!
ومع الفورة العقارية وطفرة الأسواق المالية ودخول معظم أو كل فئات المجتمع إلى هذه الأسواق، باتت الأخبار الاقتصادية تحظى بمتابعة جيدة من كل المتعاملين مع السوق· ومع هذا تظل درجة رضا المشاهدين والقراء دون المستوى حيث ما زال 'أهل الاقتصاد' يتحدثون بلغتهم الأكاديمية التي قد تضر في الكثير من الأحيان أكثر مما تنفع·
جولة بسيطة على الدوائر الحكومية تكشف إلى أي مدى بات الاهتمام بالأخبار الاقتصادية فمنذ ساعات الصباح الأولى تتجه مؤشرات البحث عبر جهاز الكمبيوتر على مواقع الأسواق المالية وبين الحين والحين تتجه إلى المحطات المتخصصة، وإذا كانت الملاحق الرياضية ظلت لسنوات الأكثر استحواذاً على اهتمامات قراء الصحف فإن الملاحق الاقتصادية في الصحافة المحلية دخلت على الخط بعد أن ارتبط مصير ملايين المواطنين والمقيمين بما تنشره هذه الملاحق كل صباح خاصة فيما يتعلق بالنشاط في الأسواق المالية·
قال خليفة سالم - مستثمر في البورصة: على مدى سنوات طويلة كنت أفر من البرامج الاقتصادية التي تقدمها المحطات الفضائية والمحلية وإذا تابعت نشرة الأخبار فكانت بالنسبة لي تنتهي مع تغيير المذيع بآخر يبدأ الحديث بمزيج برنت وبورصة البترول الدولية وأسعار الذهب بالأوقية ثم معدلات التضخم وتأرجح أسعار الفائدة وغيرها من الألغاز غير المستحبة لكن الآن أتابع أسعار الأسهم عربياً ومحلياً بعد أن ثبت أن أسواق الأسهم العربية تؤثر في بعضها إيجاباً وسلباً· ويضيف خليفة: تقتصر المشاهدة أو المتابعة على هذا الجانب فقط ولا أستطيع القول إنني أفهم بقية ما تقدمه المحطات عن أخبار الاقتصاد الأخرى·
ويرى سالم محمد - خريج كلية القانون - أن معظم وسائل الإعلام لا تركز على كل ما يهم المواطن ويتساءل: كم عدد البرامج التي تقدمها عن الغلاء وارتفاع الأسعار والبطالة وغيرها من القضايا التي تهم قطاعات عريضة من الشباب المواطن· وكم محطة فضائية متخصصة بالاقتصاد في الوطن العربي مقارنة بمحطات الطرب والرياضة وغيرها من المجالات الأخرى حتى الملاحق الاقتصادية في الصحف المحلية تهمل جوانب كثيرة، فالحديث عن البطالة موسمي وكذلك التوطين ويغلب عليها الجانب الترويجي في الكثير من الأحيان والعديد من الموضوعات يختلط فيها الجانب الإعلامي مع أننا نعلم أن هناك فرقا كبيرا بين الأخبار أو المقالات والإعلان·
ويقول إيهاب عبدالعزيز - صيدلي - إن الصحافة المحلية تغطي كل ما يحدث محلياً وعربياً ودولياً·· وإن صدور ملحق اقتصادي في كل جريدة تصدر داخل الدولة يؤكد مدى الاهتمام بهذا الجانب الذي يخص كل الناس، فليس كل الناس لهم اهتمامات سياسية، لكن الاقتصاد مرتبط بحياة الناس·· كل الناس لكن المشكلة في البرامج الاقتصادية التي يغلب عليها الطابع الأكاديمي فمن المعلوم أن الصحيفة يقرأها المتعلم، لكن التليفزيون يشاهده المتعلم والأمي، ومن هنا يجب أن تكون مبسطة بحيث تصل رسالتها إلى جميع فئات المجتمع·
ويرى جمال عبدالناصر - محاسب - أن الملاحق الاقتصادية في الصحافة المحلية مثلاً هي الأكثر انتشاراً، ففيها أخبار البورصة التي تهم كل الناس وأسعار الأراضي والشقق وأهم شيء فيها هو إعلانات التوظيف وهذا كفيل بأن يجذب كل القطاعات لمتابعة ما تنشره هذه الملاحق·
أما ما تقدمه المحطات التليفزيونية فلا إقبال عليه يوازي أهميته وإن كنت أرى أن المجتمعات العربية لا تملك الثقافة الاقتصادية التي تجذبها لمتابعة هذه البرامج، فلولا الأسواق المالية ما تابع أحد البرامج الاقتصادية·
تناول متوازن
وتقول منال يونس، مسؤولة علاقات عامة: نوعاً ما تجدني متابعة مهتمة بمسائل اقتصادية أو سياسية على الأقل بحكم كوني أعمل في إدارة العلاقات العامة لشركة تعنى بصناعة النفط والغاز، حتى أكون متابعة للمستجدات التي تطرأ على جميع الأصعدة حيث أن الإعلامي يسعى بشكل دائم لإثراء ثقافته المكتسبة وتحديث قاعدة بياناته·
وتضيف: الاهتمام مطلوب من الكل خصوصا الأخبار المتعلقة بالأحداث الاقتصادية العامة، وبالنسبة لي، أركز على الجوانب المتعلقة بالتطورات المرتبطة بنشاط شركات النفط والغاز· وأرى أن الجرعة الإعلامية المقدمة حاليا هي التي يتم تقديمها منذ فترات طويلة ولكن القوالب الإعلامية اختلفت، فتجد التفاوت في طريقة فهم المعلومة رغم بساطتها· أما بالنسبة للإعلانات، فاهتم بها كثيراً لأهميتها في مجال عملي حيث لابد من الاطلاع على أكبر عدد من الإعلانات لذلك فهي اقتصادية وعالمية وتفي بالغرض المطلوب منها أحيانا·
وتعتقد منال أن وسائل الإعلام يجب أن تقوم بعمل دراسات وتحليلات حول المواضيع الاقتصادية وجمع المعلومات التي يبحث عنها القارئ أو المتلقي وتقديمها في إطار مبسط ليجد، بالتالي، ما يبحث عنه أو يود معرفته بدقة والوقت المناسب·
وتقول: من وجهة نظري، أرى أن وسائل الإعلام تقوم بتغطية اقتصادية شاملة للأسواق المحلية والعالمية خاصة أن دولة الإمارات أثبتت على مر السنين تطورها في هذا الجانب، فكان الإعلام مرافقا لهذا النجاح·
أما بالنسبة لتضارب المصالح، فلا أرى ذلك لأن القضايا الاقتصادية عبارة عن حقائق وأرقام على الأغلب ولا يمكن التلاعب أو التغيير في أهدافها· وتضيف منال: ربما يحدث ذلك فيما يتعلق بأخبار الأسهم، إلا أنني لا أجد تحيزا في تناول الصحف، وحتى إن وجدت فإن الأمر لا يؤثر على التداولات فالمستثمرون في أسواق الأسهم يتابعون الأخبار والتحليلات بشكل دائم ليتمكنوا من إيجاد حلول وفرص لمتابعة أعمالهم وضمان النجاح في المجال·
تحيز واضح
وقال غانم خلف الشامسي -طالب في كلية القانون- إن متابعة الأخبار لا تقتصر على نوع معين من الأخبار ومعرفة مختلف الأخبار التي تخص جميع الدول أمر ضروري حتى يحس المرء أنه جزء من العالم، أما عن الأخبار الاقتصادية فهي تدخل في مختلف أمور حياتنا لارتباطها بجميع الأمور· ومن أهم المواضيع التي أهتم بها التي تتحدث عن بلادي لأنني أحس بالتفاعل معها لأنها تخص وطني إلا أن ذلك لا يعني أنني لا أهتم بالأخبار العالمية·
ويوضح الشامسي: الأخبار الاقتصادية تكتب بطريقة مناسبة للقارئ وترتقي يوماً بعد يوم في طرحها للمواضيع، إلا أنني ألاحظ بعض التحيز من قبل الجهات الإعلامية وليس فقط على مستوى الأخبار الاقتصادية وإنما على مختلف الأخبار مثال على ذلك أن تتحيز قناة معينة للمنطقة التي تعمل بها وكذلك الحال بالنسبة للصحف، ما يفقد العمل الإعلامي المصداقية لأن الاهتمام بالأخبار يجب أن يتدرج من الأهم إلى الأقل أهمية بحسب عناصر المادة الإعلامية ومدى أهميتها·
ومن جهته يقول خلفان خليفة إن الأخبار والبرامج الاقتصادية بها وضوح شديد ولا أعتقد أن هناك تعقيدات في طريقة طرح المادة الإعلامية سواء على مستوى الإعلام المكتوب أو المرئي والدليل أنه ليس هناك الآن من لا يفهم سوق الأسهم والتي تعد أكثر المواضيع تعقيداً فهناك الكثير من طلاب المدارس لديهم إلمام بالمواضيع الخاصة بسوق الأسهم وتستطيع أن تحاوره وكأنه من كبار المستثمرين، إلا أن تبسيط بعض الأمور مطلوب كالقضايا الاقتصادية المعقدة·
ويضيف خليفة: إصدار صحف اقتصادية متخصصة أو قنوات مختصة أمر مهم إلا أن ذلك يحتاج إلى نوع من الدراسة للسوق المحلية ومعرفة اهتماماته ونوع الاقتصاد المطلوب حتى تتنوع البرامج والصحف لتخاطب مختلف الاهتمامات·
ويرى محمد العبار أن هناك تحيزا لدى كثير من وسائل الإعلام فيما يخص الجوانب والقضايا الاقتصادية، فمثلاً قناة تتبع دولة ما تقوم بطرح المواضيع التي تهم هذه الدولة كما هو الحال بالنسبة للصحف والمجلات، فكثيرة هي الصحف التي يهتم ناشروها بقضايا المنطقة الجغرافية التي تتبعها هذه الصحيفة، أما المناطق المختلفة الأخرى فهي بعيدة تماماً عن طرح قضاياها·
وطالب العبار بضرورة التوازن في الأخبار بحيث يتم إفراد مساحات لكل المناطق والقطاعات، وضرورة تسليط الضوء على القضايا الاقتصادية المحلية وتناولها باستفاضة وإيجاد الحلول لبعض المواضيع الشائكة والعالقة والتي لازالت تنتظر الحلول كالغلاء مثلاً وارتفاع الإيجارات وزيادة أسعار المحروقات، والابتعاد عن الترويج والشكليات وأخبار الشركات والأبراج الجديدة؟!
وقال عيسى قطامي السويدي مدير قسم الرقابة بتلفزيون الشارقة، إن القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى التي تتناول الأخبار الاقتصادية أصبحت كثيرة لكنها أصبحت تجارية بالدرجة الأولى وأغلب ما يتم تناوله يرتكز على الترويج لأبراج ومبان وفيلات للبيع، أما القضايا الاقتصادية المحلية والتي تهم المجتمعات العربية لا يتم تناولها بشكل مفصل وكل ما تطالعنا به هذه الوسائل في هذا الجانب عناوين إخبارية فقط· وقال السويدي إن أغلب القنوات والصحف أصبحت تقلد البعض أما الجديد والمبتكر فهو غائب في الوقت الحاضر، مطالبا بالتخصص وبحث الأمور بجدية أكثر ومن زوايا متعددة بعيداً عن الجانب التجاري البحت·
دور حيوي
يقول حسن عبدالله المدير المساعد للذهب والمعادن الثمينة في مركز دبي للمعادن والسلع المتعددة: لاشك ان الإعلام الاقتصادي بمختلف أنواعه له دور حيوي في التعريف بالتطورات الاقتصادية وما يحدث في المجتمع من قضايا طارئة والمستجدات الاخرى·
وأضاف: نظراً لاتساع قاعدة المهتمين بأسواق المال، فقد لاحظنا اهتماماً كبيراً من الصحف والفضائيات بتخصيص برامج وحلقات وساعات بث، وهذا في ذاته جيد ومهم، إلا ان التركيز على هذه الأمور يأتي على حساب أمور اخرى· ويطالب حسن عبدالله بضرورة ان تتطرق وسائل الإعلام والاقتصادية منها بشكل خاص إلى المستجدات في الأمور الاقتصادية مثلما حدث في قطاع المعادن والسلع الثمينة والذي بدأ يهتم به الناس والمستثمرون، واصبح واحداً من قضايا الحياة الاقتصادية· ونوه عبدالله إلى أهمية الاهتمام الإعلامي في المرحلة المقبلة بالتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية وانعكاساتها على المجتمع بصفة عامة·
الإعلام والإعلان
يرى احمد العسيلي ان الأخبار والقضايا الاقتصادية فرضت نفسها على الاهتمامات والشأن العام في الحياة اليومية، وأصبح الاقتصاد هما يوميا من هموم الناس، فكل حياة الناس ترتبط بالاقتصاد لكن السؤال الذي تطرحه هل القائمون على الشأن الإعلامي الاقتصادي يواكبون هذا التطور في المفاهيم والاهتمامات؟ والإجابة من وجهة نظري ان الاهتمام غير كاف، وينصب بالاساس على التحيز المفرط في الأخبار الرسمية، والنشاط العقاري وتحركات المسؤولين، بينما غابت قضايانا اليومية، وحالات الغلاء والاستغلال من جانب أرباب العمل·
وذكر العسيلي ان الإعلام الاقتصادي تسيطر عليه سطوة الاعلان وهذا ما تلاحظه في الصحف والفضائيات، ولا نرى ان هناك توازنا بين هموم الناس اليومية ونشر أخبار وتقارير نشعر ان معظمها يفتقد للمصداقية·
يقول عبدالمنعم الشهالي: انا رجل بسيط جداً جداً، وأحلامي بسيطة أيضاً، وحلمي ان أرى في الإعلام بصفة عامة من يدافع عني ويقرأ هذه الأحلام التي لا تتعدى ان أعيش مستورا· ويشير الشهالي إلى ان أفراد المجتمع العاديين ليسوا شركات قادرين على رعاية برامج في الفضائيات، وهي الظاهرة التي بدأت تتسع في السنوات الأخيرة، وسؤالنا دائماً والذي لا نجد عليه إجابة ماذا تعني هذه الرعاية؟!
ويقول الشهالي: أليست هذه الرعاية نوعاً من التحيز للشركات ضد مصالح الناس، انه مجرد تساؤل نطرحه، وربما نكون مخطئين في تفسيرنا بان رعاية الشركات ورجال الأعمال لبرامج الفضائيات وصفحات الصحف الاقتصادية تفقدها الحيادية·
خطوة ·· ولكن
يرى باسل أمان الدين ان الإعلام الاقتصادي العربي شهد حركة تطور كبيرة في السنوات العشر الأخيرة، وجاء هذا التطور انعكاساً للنمو الاقتصادي الذي شهدته الدول العربية، ولاشك ان التطور الإعلامي الاقتصادي اختلف من دولة إلى اخرى·
وأشار إلى ان الإعلام الاقتصادي المقروء والمرئي تطور بشكل اكبر في دول الخليج في آخر عشر سنوات، ورأينا ملاحق وبرامج وقنوات اقتصادية متخصصة، وهذا لم نره من قبل، ورأينا تطورات مع مرور الوقت·
ويقول باسل: لا يمكن ان يتفق الجميع على رأي واحد بمدى جدوى الإعلام الاقتصادي العربي، فهناك تفاوت في وجهات النظر فيما يتعلق بمدى ما حققه هذا الإعلام ولكن ما جرى في السنوات الأخيرة هو طفرة لا يمكن ان ننكرها· وأضاف باسل ان ما ننتظره من الإعلام الاقتصادي اكثر بكثير مما تحقق حتى الان، والسوق مازال متعطشا لإعلام اقتصادي اكثر تخصصا، مع تنوع كبير في معالجة مختلف قضايا جمهور الناس·
قصور مبرر
قال عماد عبد الكريم إن الأخبار الاقتصادية بدأت تأخذ حيزا أكثر في وسائل الإعلام المختلفة بسبب كثرة المشاريع الاقتصادية وتنوعها· وأضاف ان الاستثمار في قطاع الاسهم يحتل المرتبة الاولى من حيث الاهمية لدى المشاهدين او قراء الصحف الا انه اعتبر ان وسائل الاعلام لاتقدم خدمات حقيقية تثقيفية في هذا المجال·
واوضح ان دور الاعلام في نشر الثقافة الاقتصادية يعتبر تكميليا وليس اساسيا مشيرا الى ان حداثة الإعلام الاقتصادي يخلق قصورا واضحا في التعامل مع القضايا الاقتصادية المتخصصة·
واشار عبد الكريم الذي يعمل في احد مكاتب الوساطة إلى ان الصحافة الاقتصادية ناشئة وكثيرا ما يستخدمها البعض لتمرير أفكار تخدم مصالحه الا انه يرى ان الصحافة الاقتصادية في الامارات خطت خطوات جيدة وان كانت في بدايتها· وقال: يجب على الجهات والمؤسسات الاقتصادية مثل وزارة المالية وأسواق المال ووزارة الاقتصاد عقد دورات تدريبية للصحفيين لتثقيفهم في هذه المجالات ومساعدتهم على تكوين خلفيات علمية للتعامل مع مختلف القضايا المطروحة على الساحة الاقتصادية·
من جهته قال محمد علي الحوسني إن الصحافة الاقتصادية لعبت دورا مهما في الكثير من القضايا الاقتصادية المطروحة على الساحة سواء كان دورها ايجابيا أو سلبيا·
وقال ان الصحافة ساهمت الى حد بعيد في تعزيز الإفصاح والشفافية في أسواق المال المحلية وهذا دور ايجابي الا انها في الوقت نفسه خلقت منابر لبعض المضاربين كانوا يوجهون السوق بشكل يخدم مصالحهم·
وحول معالجة الشأن الاقتصادي قال الحوسني ان الملاحق الاقتصادية في الصحف اليومية والبرامج في الفضائيات تغطي نسبة جيدة من القضايا الاقتصادية التي تهم صغار المستثمرين إلا انه اخذ عليها غياب الطابع التثقيفي فكل جهود الصحافة الاقتصادية في الدولة منصبة على نقل الأحداث فقط·
منافسة·· ولكن
وترى مي عيساني أن اهتمام القنوات الفضائية والصحف المحلية بالقضايا الاقتصادية اصبح اكثر وضوحا في السنوات الأخيرة الى جانب المنافسة الشديدة بين الملاحق الاقتصادية والفضائيات المتخصصة وأضافت: اهتمام الاعلام الاقتصادي ينحصر في سوق الأسهم باعتباره أحدث اهتمامات الناس بشكل مبالغ فيه·
واشارت الى ان بعض الاعلام الاقتصادي حقق انجازات مهمة من حيث التحليلات والمتابعات الا ان بعضها الاخر ما زال يتبع اسلوب التلميع للجهات والمؤسسات الرسمية وهذا ما يفرغ الإعلام من مضمونه·
انسياق وشائعات
ودعا سلطان احمد البلوشي الى استحداث تخصصات في الدراسات الجامعية بالدولة معنية بالإعلام الاقتصادي على وجه التحديد، تتولى تقديم برامج دراسية تركز على تناول القضايا الاقتصادية في الإعلام المحلي·وقال ان مثل هذه الخطوة من شأنها أن توجد محللين اقتصاديين حياديين ومتخصصين في مجالات اقتصادية معينة، بالاضافة الى تطوير الاعلام الاقتصادي المرئي والمقروء على مستوى الدولة، مشيرا الى ان التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الامارات بحاجة الى مواكبة من الاعلام الاقتصادي خصوصا مع اهتمام المجتمع المحلي بمتابعة الاخبار والقضايا الاقتصادية سواء فيما يتعلق بتطورات اسواق المال المحلية او القضايا الاقتصادية التي بدأت تحظى باهتمام متزايد من قبل الجمهور·
وانتقد سلطان انسياق بعض وسائل الإعلام الاقتصادي وراء الشائعات والأخبار التي لا تتسم بالتجرد والمصداقية خصوصا في أسواق المال· بالإضافة إلى ذلك- والحديث ما يزال للبلوشي- فهناك تركيز على ايجابيات الكثير من الشركات دون ذكر سلبياتها، الا انه اكد وجود بعض البرامج الجيدة التي تتناول قضايا السوق خصوصا في بعض القنوات التلفزيونية المحلية·
واشار الى وجود تطور في اهتمام القراء بمتابعة القضايا الاقتصادية عبر وسائل الاعلام والاقتصادي منه على وجه التحديد خصوصا مع التطورات التي تشهدها الدولة في أكثر من قطاع ومن أبرزها قضايا شركة موانئ دبي العالمية ومجموعة من القضايا الأخرى·
ودعا سلطان إلى الاستفادة من تجارب الدول الغربية الأخرى في مجال الإعلام الاقتصادي المتخصص وتطوير وسائل الإعلام المحلية بما يتناسب مع التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات في مختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية·
من جانبه انتقد موسى محمد الحمادي تركيز الإعلام الاقتصادي المحلي على إبراز شخصيات معينة وفي غير مجالاتهم الحقيقية مثلما يحدث في تغطية أخبار السوق المالية المحلية حيث نرى أصحاب محافظ مالية يظهرون على وسائل الإعلام على أنهم خبراء ومحللون ماليون سواء في الصحف أو القنوات التلفزيونية المحلية، والكثير منهم يفتقرون للمصداقية، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه يوجد عدد محدود من المحللين الحياديين·
وقال إن هناك تحيزا واضحا في الكثير من الأحيان عند تغطية أخبار وموضوعات بعض الشركات حيث يتم التركيز على الايجابيات فقط، فيما يكون إبراز السلبيات محصورا على شركات معينة ولا ينطبق ذلك على شركات أخرى، مشددا على أن ذلك من شأنه الإضرار بمصداقية الإعلام الاقتصادي المحلي·
وأكد أن تطور سوق الأسهم المحلي دفع الكثير من الجمهور إلى الاهتمام والتركيز على الإعلام الاقتصادي وخصوصا الصحف والملاحق الاقتصادية اليومية لمتابعة تطورات السوق، وفي نفس الوقت شهدت الدولة تطورات اقتصادية مهمة جذبت اهتمام شريحة كبيرة من القراء·
وأكد أن الإعلام الاقتصادي المحلي تطور عما كان عليه في السابق إلا أن مشكلة الافتقار إلى المصادر ذات المصداقية والحياد يظل المشكلة الأساسية في هذا الخصوص، حيث نرى الكثير من الشخصيات تظهر عبر وسائل الإعلام عند الأزمات لمحاولة طمأنة الرأي العام فقط وليس لإظهار الحقائق·
من ناحيته يرى عبدالله صالح سمحان النعيمي أن متابعة الإعلام الاقتصادي وعلى وجه الخصوص الصحف والملاحق الاقتصادية أصبحت تحظى باهتمام متزايد لدى القراء، وقال: أنا شخصيا اهتم بمتابعة تطورات الأوضاع الاقتصادية وعلى وجه التحديد قطاع العقارات الذي يشهد طفرة وانتعاشا كبيرا على مستوى الدولة·
وأشار إلى أن التغطية الإعلامية لمجمل القضايا الاقتصادية تعتبر تغطية جيدة في اغلب الأحيان ويستطيع القارئ الذي لديه اهتمامات محددة أن يجد ما يهمه، إلا انه انتقد أيضا تركيز الإعلام على إبراز ايجابيات الشركات بصورة مبالغ فيها·
وقال عبدالله: لا يوجد فرق كبير وجوهري بين الإعلام الحكومي والخاص في دولة الإمارات خصوصا فيما يتعلق بالقضايا والموضوعات الاقتصادية، وقال إن وجود صحف اقتصادية متخصصة ليس فكرة ناجحة واعتقد أن كل قارئ حين يشتري صحيفة أو وسيلة إعلامية معينة فانه يبحث عن التنوع في طرح الأخبار والموضوعات التي يجدها في هذه الصحيفة وبالتالي فأنا لا اعتقد أن التخصص سيؤدي لنتائج جيدة·
وأكد النعيمي على ضرورة التركيز بصورة اكبر على النقد البناء وإبراز السلبيات بعد التأكد منها لضمان توفير عناصر مصداقية اكبر للإعلام الاقتصادي المحلي وليس الاكتفاء بالبحث عن السبق الصحافي وإبراز ضخامة المشاريع الاقتصادية بالدولة وهو ما سيعطي مصداقية اكبر للإعلام الاقتصادي لدى القراء·
إهتمام أكبر
ويرى محمد علي البلوشي - طالب جامعي - أن توجه الكثير من الأفراد للاستثمار في سوق الأسهم المحلية خلال السنوات الأخيرة جعل الملاحق الاقتصادية في الصحف المحلية تحظى باهتمام كبير من قبل القراء الذين يتابعون الأخبار والموضوعات المنشورة في هذه الملاحق بشكل يومي، ونظرا لذلك أصبحت الملاحق الاقتصادية من أهم الأجزاء في الصحف اليومية·
وقال: اعتقد أن مستوى الموضوعات التي نقرأها في هذه الملاحق جيد إلى حد بعيد ويلبي احتياجات الكثير من القراء والمتابعين، خصوصا أن هناك ملاحق تركز بشكل كبير على تطورات الأسواق المالية وشركات المساهمة العامة المدرجة بهذه الأسواق، إلى جانب التركيز على القطاعات الاقتصادية الأخرى على المستويين المحلي والدولي·
وأضاف محمد: بالرغم من ذلك نلاحظ في الكثير من الأحيان موضوعات تأخذ جوانب متحيزة وتبتعد عن الحياد وقد حدث ذلك في عدة مناسبات سابقة، إلا أن الموضوعات والأخبار المنشورة تظل مناسبة إلى حد بعيد لما نحتاجه·
وحول الفرق بين وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، أشار محمد إلى أن الوسائل الخاصة أفضل بصورة نسبية من بعض وسائل الإعلام الحكومية، حيث تولي اهتماما اكبر بمختلف مناطق الدولة في أخبارها المحلية·
من جانبه يقول سلطان الشامسي - طالب جامعي: مما يلاحظ على الملاحق الاقتصادية في الصحافة المحلية افتقارها إلى حد ما للدقة في الأرقام التي يتم نشرها، ففي الكثير من الأحيان لا يتم تحديد أرقام دقيقة حول بعض المشاريع التي يتم النشر عنها ويتم التحدث في الكثير من الأحيان عن أرقام ضخمة بالمليارات وعشرات المليارات، ونشعر بأن هذه الأرقام ليست دقيقة·
وأضاف: أفضل الوسائل الإعلامية المتخصصة في الجوانب الاقتصادية هو الملاحق اليومية في الصحف المحلية، مشيرا إلى أن البرامج التي تقدم في القنوات التلفزيونية لا تغطي احتياجات القارئ بشكل كاف بعكس ما توفره الصحف التي تغطي مختلف الأخبار الاقتصادية المحلية والدولية·
وقال سلطان: رأينا ذلك بوضوح في تداعيات صفقة موانئ دبي العالمية لشراء شركة (بي اند او) والمشكلات التي واجهتها الشركات في هذا الخصوص والتي حظيت بمتابعة واهتمام كبيرين من جانب القراء، وهو الأمر الذي لم يكن يتوفر في البرامج التلفزيونية بنفس القدر من الاهتمام· وحول رأيه في الصحف الاقتصادية المتخصصة قال: لست مع وجود صحيفة متخصصة في مجال واحد، فحين اشتري أي صحيفة واذهب إلى البيت أجد فيها ما يشبع اهتماماتي المختلفة ومنها اهتمامات رياضية أو اقتصادية أو سياسية· وبالتالي فأنا لا أرى أن وجود صحف متخصصة في مجال واحد فقط تقدم خدمة إضافية أكثر مما نجده في صحافتنا المحلية المتنوعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©