الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدفاع بـ«العقل»

17 يناير 2015 22:33
من شاهد مباراة إياب كأس إسبانيا بين فريقي ريال مدريد وأتلتيكو مدريد مؤخراً، أعتقد «إن لم يكن يملك رؤية مسبقة لقدرات الفريقين» أن ثمة فارق كبير يفصل بينهما، واستغرب أن تصل نسبة الاستحواذ على الكرة إلى ما يقارب 78% لمصلحة الريال مع نهاية الشوط الأول. الصورة قد تكون خادعة إذا ما تم النظر إليها من منظار السيطرة الميدانية فقط، لأن الفريقين خرجا متعادلين بهدفين مع نهاية المباراة، فلم يكن التعادل عادلاً بل كان بطعم الفوز لأتلتيكو وبطعم الخسارة لمضيفه، وكذلك خادعة من منظار النتيجة النهائية فقط، لأن الريال قدم مباراة كبيرة و«أخرج له الحظ لسانه » بعد أن سنحت لرونالدو ورفاقه نحو عشر فرص حقيقية للتهديف. لكن أتلتيكو مدريد عرف كيف يكمل المشوار على حساب «حامل اللقب» الذي «نعى» كأس البطولة وترك لغريميه أتلتيكو وبرشلونة فرصة مواصلة المنافسة، بعد أن «جرّ» أتلتيكو الريال إلى أسلوب اللعب الذي يريده، فشيد جدرانا دفاعية وكدس عشرة لاعبين في نصف ملعبه، فتمكن من تضييق المساحات على لاعبي الريال ومنعهم من حرية تنفيذ اللمسة الأخيرة بنجاح في كثير من المواقف. البعض يرى في مثل هذا النهج الدفاعي «عاراً» إذا ما صدر من فريق كبير، ولكن متى كان الدفاع بمثابة الخطأ الذي لا بد أن تتجنبه الفرق؟. التوازن في تأدية الشقين الدفاعي والهجومي مطلوب، ولكن ظروف بعض المباريات قد تستوجب تعزيز النهج الدفاعي لامتصاص حماس الفريق المقابل وتجنب «أنيابه الحادة» قدر المستطاع، من خلال احترام الفريق لقدراته الذاتية وقدرات الفريق المنافس. في كأس آسيا ثمة فرق تملك قدرات هجومية واضحة، لاسيما منتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران وحتى الصين المتطورة، ولذلك وجب على الفرق الأخرى التعامل جيداً مع «الماكينات الهجومية» وأعطابها قدر المستطاع، من خلال العقلانية التي تتجسد في الدفاع أولاً قبل الانتقال إلى الهجوم من دون مبالغة. الفرق التي تدافع بـ«العقل» وتتحلى بالحكمة في مواجهة خصومها الأقوياء ستتمكن من تحقيق أهدافها، ويمكن أن تسجل هدفاً أو أكثر من فرص شحيحة، أما الفرق التي «تركب رأسها» فقد تجد نفسها سريعاً على «قارعة الطريق»، وهذا لا يعني «قتل اللعب بالدفاع» بل اللعب على الإمكانات المتاحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©