مقتل جنديين وزعيم قبلي جنوب اليمن

يواصل الجيش اليمني فرض حصاره على مدينة الحوطة بمديرية ميفعة محافظة شبوة، التي يتحصن فيها مسلحون من تنظيم القاعدة المحظور منذ السبت الماضي، وسط أنباء عن مقتل جنديين وزعيم قبلي في اشتباكات متقطعة مع المسلحين، فيما تؤكد مصادر محلية وقبلية ارتفاع عدد النازحين من المدينة إلى 25 ألف مدني. وقالت مصادر قبيلة وأمنية يمنية أمس لـ(الاتحاد) إن “الجيش لا يزال يفرض سيطرته على المدينة بانتظار نتائج وساطة قبلية تسعى حالياً لإقناع المسلحين” المتشددين الذين يقدر عددهم بالعشرات “بتسليم أنفسهم حقناً للدماء في حال اتخذت القيادة العسكرية قرارها باقتحام” مدينة الحوطة التي تعد إحدى المدن التاريخية في شبوة، الواقعة جنوب شرق العاصمة صنعاء. وقال شيخ منطقة وادي الحوطة الشيخ حسين باحنحن لـ(الاتحاد) إن قوات الجيش قادرة على اقتحام المدينة خلال ساعة واحدة لكنْ هناك مساعٍ لقبائل ميفعة لإقناع المسلحين بالاستسلام”، مؤكدا أن أكثر 10 آلاف شخص من أهالي المدينة رفضوا النزوح وترك منازلهم، التي تحصن ببعضها المسلحون. وأوضح أن عدد النازحين الذين نزحوا خوفا من المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة تجاوز الـ25 ألف شخص، لافتا إلى أن بعض النازحين لم يبتعدوا عن المدينة “وافترشوا المناطق الرملية القريبة” منها. وأشار إلى نزوح بعض العائلات إلى مدن عتق عزان الخرمة في شبوة أو إلى محافظات أخرى مثل أبين وحضرموت وعدن. وأكد الشيخ باحنحن أن قبائل منطقة وادي الحوطة “حذرت” في رسالة إلى محافظ شبوة علي الأحمدي، من “الانعكاسات الخطيرة” للاقتحام العسكري للمدينة، لافتاً إلى مخاوف من “عمليات نهب وسرقة تطال ممتلكات المواطنين”، أو” تضرر البيوت التاريخية القديمة جراء تعرضها لقصف مدفعي”. بدوره، أكد مدير عام مديرية ميفعة عبد الله بامعوضة لـ(الاتحاد) أن الوضع “تحت سيطرة قوات الجيش”، نافياً وجود “أي رهائن بشرية” لدى مسلحي تنظيم القاعدة. وقال :”جميع الأهالي نزحوا من المدينة إلى المناطق المجاورة”، رافضاً إضافة المزيد من التفاصيل. إلا أن مسؤولاً أمنياً يمنياً قال لوكالة فرانس برس إن تنظيم القاعدة يستخدم المدنيين دروعاً بشرية في القتال المستمر بينه وبين القوات الحكومية في الحوطة، مشيراً إلى أن الاشتباكات التي تشهدها الحوطة منذ أيام أسفرت عن مقتل جنديين إضافة إلى مقتل الشيخ القبلي عبد الواحد منصور مساء الاثنين. واتهم المسؤول عناصر القاعدة بقتل منصور “عندما حاول النزوح باتجاه منطقة عزان” المجاورة. وقال إن “عناصر القاعدة يمنعون المواطنين من النزوح لأنهم يريدون استخدامهم كدروع بشرية ونحن سنعمل على الحفاظ على أرواح المدنيين”. وأكد المسؤول أن بعض الذين يحاولون مغادرة الحوطة “عالقون في المدينة بعد أن قام عناصر القاعدة بمنعهم من الخروج وأطلقوا النار عليهم”. وكان المجلس التنفيذي بمحافظة شبوة دعا أمس الأول (الاثنين) أهالي مدينة الحوطة إلى إخلاء المنازل التي يوجد فيها المسلحون حتى لا يكونون “دروعا بشرية تعيق جهود المكافحة الأمنية السريعة للعناصر الإرهابية”، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. كما دعاهم إلى التعاون مع قوات الجيش “في تتبع العناصر الإرهابية لتسهيل سرعة ضبطها”، منتقداً في الوقت ذاته “عدم تجاوب” المسلحين لجهود الوساطة القبلية “من أجل حقن الدماء”. وتأتي العملية العسكرية للجيش اليمني في منطقة “الحوطة” بشبوة بعد نحو شهر من عملية عسكرية مماثلة استهدفت تجمعات “القاعدة” في منطقة لودر بمحافظة أبين.