السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلات توزع وجبات الغذاء والمياه والعصائر على العمال

عائلات توزع وجبات الغذاء والمياه والعصائر على العمال
25 يونيو 2013 11:38
رجال أساسيون لهم مكانة وأهمية خاصة في حياتنا، لولا أن الله قدر وجودهم بيننا لما بنيت البيوت ولما رصفت الشوارع، يعملون بلا كلل أو ملل، ولمن المحزن أن نراهم في منتصف الظهيرة يكدحون وتضرب الشمس رؤوسهم بحرارتها اللاهبة، لكن قنينة من الماء البارد أو علبة عصير يمكن أن تخفف معاناتهم. إنها مبادرات فردية تأتي ضمن المشروعات الخيرية تهدف إلى تحقيق أهداف إنسانية وتسهم في تعزيز هذه الفئة من خلال تقديم جرعة ماء تطفئ الظمأ وترطب الأجواء، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، هناء الحمادي (أبوظبي) - مراعاة لهذه الأجواء الملتهبة حددت وزارة العمل الأوقات التي لابد للعمال من التوقف عن العمل فيها خاصة الأعمال التي تكون تحت أشعة الشمس أو الأماكن المكشوفة، وذلك ابتداء من الساعة 12 ظهرا وحتى الثالثة من بعد الظهر، للتخفيف عن العمال من لهيب الشمس. ثواب وخير علّمت أبناءها حب عمل الخير والشعور بمعاناة الآخرين، وهذا ليس بغريب على خولة سعيد «ربة بيت»، حيث تدفع بأبنائها لعمل الخير طوال العام، لكن في فصل الصيف الوضع يختلف، فمع ارتفاع درجات الحرارة ولهيب الشمس الحارقة، وجدت نفسها هي وأبناءها الأربعة تقوم بالتجول في الأماكن التي تكثر فيها الأعمال الإنشائية، والتي يتواجد بها الكثير من العمال، الذين يعملون تحت حرارة الشمس الحارقة. وتقول في هذا الشأن: «هذه هي السنة الرابعة التي أقوم بها بتوزيع المياه والعصائر ووجبة الغداء على العمال، فمع ارتفاع درجات الحرارة نراهم يعملون في صمت، وذلك من أجل لقمة العيش، وهذا المشهد الذي أراه يوميا جعلني أشعر بهموم هؤلاء الفئة التي تعمل وتقف تحت حرارة الشمس ما جعلني أقوم بتوزيع المياه أنا وأبنائي، معترفة بأن ذلك من أجل الثواب والخير، وبهدف تعليم أبنائها الشعور بمعاناة الآخرين». عمل جماعي ولا يختلف الوضع مع أسرة خالد البلوشي الذين يعملون في توزيع وجبات غداء الظهر مع الماء والعصائر بكل نشاط، حيث بعد انتهاء خالد من عمله ظهرا، يكون البيت لديه مثل خلية النحل وعمل جماعي لفعل الخير، كل واحد لديه مهمة، فهناك من يقوم بوضع مجموعة من «قنينات» المياه والعصائر ووجبة الغداء في «كيس»، وآخرون يقومون بالتوزيع في الأماكن التي يوجد بها عمال. وفي هذا الصدد يقول «نتمنى من الجميع المساهمة في هذا العمل الخيري، فتوزيع تلك الوجبات والماء والتي لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة نهدف منها إلى القضاء على عطش العمال، خاصة أن درجات الحرارة ترتفع يوما عن يوم، ومن المؤلم أن نرى هؤلاء العمال يعملون في منتصف الظهيرة وتضرب الشمس رؤوسهم بحرارتها المرتفعة، فقنينة ماء أو عصير يمكن أن تخفف لهيب العطش، ويوضح البلوشي أن تلك الفكرة كانت لزوجته حين سمعت عن قيام جارتها بتوزيع المياه على العمال وقت الظهيرة، معترفا بأن تلك الغيرة النسائية دفعت نساءنا إلى التسابق في مضمار الخير». شمس حارقة أما عهود إسماعيل وزوجها نايف النقبي فلا يختلفان عن الآخرين، فحبهما لكسب الأجر والثواب هو ما دفع عهود إلى شراء مجموعة من كراتين المياه وتبريدها، لتقوم هي وزوجها بتوزيع المياه على العمال وعلى وجوههما ابتسامات مشرقة تفيض من أرواحهما الرحمات فخراً وإيماناً بدورهما بهذا العمل الخيري والإنساني، مبينا النقبي «ربما لا أكون مخطئاً إن قلت إن من أمتع الأشياء في الحياة شرب الماء البارد بعد الإجهاد والعمل الشاق إذا كنت ممن يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة. وعن التفاعل الذي وجده النقبي، يقول «لمست السعادة على وجوه العاملين وقد تعاونوا معنا، وحرصوا على أن يشرب الجميع من أكواب المياه الباردة، وبالابتسامة استقبلونا، وبالدعاء لنا ودعونا». فريق رواد التطوعي هناك من أدرك بأنها نعمة الله التي لا يجب أن تنضب، وأنها يجب أن تقدّم للمحتاج وغيره ما دامت الإنسانية جمعاء بحاجة لها. هكذا ولأجل هذا المبدأ، أطلق فريق الرواد التطوعي المشروع التطوعي «للعمال تحية»، والذي يهدف للقضاء على العطش والتخفيف عن العاملين القابعين تحت حرارة أشعة الشمس في أوقات الظهيرة، والذين يعملون في البناء وتنظيف الشوارع وغيرها من الأعمال الشاقة، حتى المارّة كان لهم نصيب، وذلك عن طريق توزيع أكواب الماء البارد وعلب العصير عليهم ووجبات الغداء. والبداية كما يرويها مؤسس فريق رواد التطوعي سلطان الوشاحي، أنه للمرة الثانية على التوالي يقوم الفريق بتوزيع الماء والعصائر ووجبات الغداء وفواكه طازجة للكثير من عمال البناء في عدة مناطق مختلفة، مبيناً الوشاحي «من أجل التخفيف من حرارة الصيف على العمال، الذين تتطلب طبيعة عملهم البقاء لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة، ومع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة في هذه الأيام، يواصل الفريق عمله الخيري، وقد أطلق هذا العام حملة تحت شعار» للعمال تحية» مؤكدا الوشاحي في الوقت ذاته أن فريق «رواد التطوعي» والذي يبلغ عدده 15 متطوعا ومتطوعة، يهدف من خلال مبادرته التطوعية لسقيا العاملين على مختلف جنسياتهم خلال فترة الظهيرة، وإلى تنمية قيمة التطوع والعمل الخيري لدى أبناء الشعب الإماراتي المعطاء. أفكار إيجابية ويبين الوشاحي في السياق ذاته، أن تلك الأفكار الإيجابية البسيطة من الفريق ما لبثت أن تحولت إلى جهود تطوعية كانت نواة لهذا المشروع الكبير. وتابع أن جميع المتطوعين المواطنين المشاركين في العمل التطوعي، يعملون على تعزيز مكانة العمل التطوعي والمساهمة في بناء المجتمع، ونشر القيم الإيمانية الصحيحة والإيجابية على حد سواء، من خلال تنمية الاعتزاز والثقة بنفسه وتحقيق الذات والمساعدة لتخفيف أي معاناة تصادفه من حوله، مع بناء قاعدة من الممارسات التي تَصُب في مصلحة المجتمع. وعن آلية تنظيم عملية التوزيع، يذكر الوشاحي «يتم تحديد وقت مناسب لتجمع المتطوعين مع الحرص أن يكون قريباً من مكان استلام الماء، وبعد ذلك يتم التقسيم على حسب العدد والمجموعات، ويتم بعدها التوزيع. ولم نجد أي صعوبات تذكر في التطبيق على أرض الواقع، وذلك بفضل الله ثم بفضل المتطوعين العاملين معنا». مؤكدا الوشاحي أنه منذ انطلاق تلك المبادرة وحتى الآن وصل عدد التوزيعات ما بين الماء والعصائر إلى حوالي (100,200)، بينما العمال ما يقارب من 4,000 عامل. لافتاً الوشاحي إلى أنه ومن خلال تلك المبادرات الخيرية التي يقوم بها فريق «رواد التطوعي» أردت التأكيد على أن شباب هذا المجتمع يحمل هماً إنسانياً ومجتمعياً كبيراً، يدفعه للمساهمة في تقديم مثال ونموذج من نماذج الأعمال الإنسانية الخيرية التي يمكن لأي شخص عملها ولو بشيء بسيط. حيث إن تلك الأعمال التطوعية هي? ?سمة أهل الإمارات الذين دأبوا على تقديم مثل هذه الأعمال الخيرة بجهود المتطوعين والمتطوعات?. ?وهكذا يبقى «للعمال تحية»، شعارا لمتطوعي فريق رواد التطوعي الذين بدأوا مشروعهم الخيري، وها هم يستمرون في عملهم، يحدوهم الأمل أن تكون هذه السقيا بادرة حسنة وفكرة متجددة في عالم التطوع. بادرة أخلاقية أثنى الدكتور سيف الجابري، مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي، على تلك المبادرات الخيرية التي يقوم بها أفراد المجتمع للفئة العمالية، موضحاً أنها تسهم إسهاما لا إراديا في ثلج صدور هؤلاء العمال ليخلصوا في أعمالهم ويدعوا بالشكر لمن قدم لهم شربة الماء الباردة في صيف حار. لافتا الجابري إلى أن هذه المبادرات التي تُعنى بالمجتمع والتي تصدر من فاعلي الخير بالذات في تطوع إنساني لخدمة المجتمع، إنما هو عمل يحبه الله ورسوله، متمنيا الجابري من كل أفراد المجتمع المساهمة ودعم هذه المبادرة.. مؤكداً أنها تخدم هذا الإنسان الذي هو منا ونحن منه، وقد وصانا الرسول عليه السلام بالضعفاء وأن هؤلاء العمال أُجراء، ولابد أن نقدم لهم ما يعينهم لأداء الواجب، كما نُحيي أصحاب هذه المبادرات الطيبة التي تسعى لخدمة المجتمع، وهذا العمل التطوعي موزون في ميزان العدالة بالرحمة ويد العون ويكتسب من قام بهذه المبادرة الإنسانية والأجر المضاعف والثواب، وهذا هو نهج الإسلام وقيمته التي حثنا على القيام بذلك. أفكار لتوزيع المياه على العمال ? إذا كنت تعمل في شركة أو مؤسسة ولديك استراحة وقت الظهيرة استغلها في الخروج وتوزيع بعض المياه بمفردك أو مع مجموعة من الزملاء. ? في الصباح وأنت ذاهب للعمل اشترِ كرتون ماء وضعه في سيارتك وسوف تمر بمواقع عمل وبناء كثيرة فيمكنك أن توزع عليها ما اشتريت. ? عند خروجك من العمل بإمكانك شراء بعض «قناني» المياه والعصائر الباردة وتوزيعها أيضا على عمال الظهيرة في مواقع الإنشاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©