الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتبهوا·· النساء قادمات!

انتبهوا·· النساء قادمات!
16 فبراير 2009 00:09
توقفت كثيراً أمام حلقة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية كرست لمناقشة ''ضرب الزوجات للأزواج''، وعرضت تقريراً عن أزواج ''رجال'' يشكون كيف تضربهم زوجاتهم، ونماذج من النساء اللاتي يبررن هذا النوع من العقاب لأزواجهن بفخر وتباه· تأملت أرقاما إحصائية للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، تقول إن ضرب الزوجات لأزواجهن باتت ظاهرة عالمية تجتاح العالم، ففى الهند بلغت نسبة الأزواج''المضروبين''11%، وفى بريطانيا17%، وفى أميركا 23%، وفى العالم العربى تراوحت النسبة بين 23% و 28%، وتبين أن النسبة الأعلى تكون فى الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى، أما فى الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط، وربما تفسر هذه الفروق بين الطبقات أن المرأة فى الطبقات الاجتماعية الأعلى استفادت أكثر من جهود تحرير المرأة وتمكينها، وأن صوتها''وسوطها''أصبح أكثر ثأثيراً من المرأة فى الأحياء الشعبية التى لم تصلها تلك الجهود وما زالت تنظر لزوجها باحترام أكثر ولا تتطلع إلى منافسته أو مزاحمته أو القفز على مكانته· البعض يعزو هذا العنف الأنثوى إلى حالة الانتقال من مرحلة التحرير إلى مرحلة التمكين مما أدى إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكورى لدى الرجل''الشوفينية'' فراح يمارس عدواناً سلبياً ضد المرأة بتجاهلها أو إهمالها، أو التخلص من جوانب مسؤولياته التربوية والأسرية والاجتماعية ، والاقتصادية أحياناً ليثقل كاهلها، فهبت لتعاقبه وتؤدبه· والمهتم بشؤون المرأة في كافة أنحاء العالم تقريباً، يلاحظ تنامي دورها المحوري في الأسرة والمجتمع، وتراجع دور الرجل إلى اقتصاره على كونه ''العائل المادي''فقط· سنلاحظ التطور المنطقي لهذا النوع من العلاقة بين الأزواج، سنجد العراك باستخدام الألفاظ الخارجة والمهينة والساقطة، ومن ثم تستعمل الأيدي عندما تدافع المرأة عن نفسها''الضرب الدفاعى''، وتضطر بعدها إلى''الضرب الانتقامى''وهو نتيجة القهر والقسوة الزائدة· لكننا يمكن أن نلاحظ أيضاً أن ضرب الزوجة لزوجها غالباً ما يكون ضرباً غير مبرح، وعادة ما يكون تعبيراً عن الشعور بالظلم والإهانة، وغالبا يكون''بالبوكس'' أوبالأسلحة الخفيفة المتاحة كالمنفضة أو المكنسة أو أي شيء من أدوات المطبخ ، وربما تستخدم أسلحة أكثر خطورة كالسكين أوالساطور، ومن حسن الحظ أن المرأة العربية ما زالت بعيدة عن استخدام الأسلحة النارية التي يصعب الترخيص الرسمي لحيازتها· لن أتمادى بكلمات تفهم أنها ضد المرأة، لكن من حقي أن أتخيل أنها بداية النهاية لثقافة ذكورية أطبقت على أنفاس المرأة قروناً طويلة، وجاء الوقت ليدفع الرجل الثمن · والسؤال: على من تقع المسؤولية؟ على أية حال ، عليّ أن أنصح الأزواج بالمزيد من الحذر، فالنساء قادمات! المحرر خورشيد حرفوش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©