الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تنتقد

3 يونيو 2006

يقول البعض لا تنتقد لأن النقد لا يأتي بأي فائدة ترجى وهو مجلبة للعداوة، وكثير من الناس يعتبر هذا النقد مساسا بشخصه وان كان على خطأ ومتأكدا في قرارة نفسه بأنه مخطئ·
واقول في البداية لا بد من التأكيد على مسألة ان الخطأ فطرة بشرية وان الانسان مخلوق ضعيف وان هذا الضعف ميزة لا نقص وفي كثير من الاحيان نعاتب الانسان المخطئ بطريقة نظهر أنفسنا فيها بالمقابل على اننا ملائكة·
وخطأ الإنسان دليل العمل لأن الانسان الذي لا يعمل لا يخطئ أما من يدخل معترك الحياة ويشارك فيها فلابد له من هفوات التعلم·
والرسول صلى الله عليه وسلم أكد على هذا المعنى بأن الخطأ ميزة تميز بها بنو آدم حيث قال 'كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون' فإن لم تخطئ فأنت لست من بني آدم ولكن لماذا نصر دائما حتى من يدعى انه يحب النصيحة على انه لا يخطئ وان قراراته كلها سليمة وان توجيهاته حكيمة ويصر على انه دائماً على حق ويصر المدير أمام موظفيه انه دائماً الصح وهلم جرا كلما صعدت الى الأعلى تعقدت المسألة واصبح النقد ضربا من ضروب الخيال·
فلماذا لا نعتبر النقد هدية تهدى إلينا 'رحم الله امرئ أهدى الى عيوبي' فإن كانت من صديق قبلنا بها بصدر رحب لأنه يريد ان نكون بأفضل حال وأرقى درجات الكمال· واما ان كانت من عدو فنتقبلها ايضا بصدر رحب لأننا سنعرف نقاط ضعفنا التي يرصدها عدونا فنقويها ونعمل على إزالتها·
لذلك أتمنى ان تتسع صدورنا وقلوبنا لما نسمعه من نقد ونعتبره نصيحة وهدية أهديت الينا ونأخذ منها ما ينفعنا ويطورنا ونرمي كل ما لا نحتاجه بدون اي انفعال·
محمد صقر الزعابي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©