الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع سوق الأسهم ينعش المضاربات على العملات والذهب

تراجع سوق الأسهم ينعش المضاربات على العملات والذهب
3 يونيو 2006
تحقيق - محمود الحضري:
اتسعت دائرة الاهتمام في الفترة الأخيرة بالاستثمار في المضاربة على العملات الأجنبية والذهب بصفة خاصة، وزاد عدد الوسطاء والشركات التي تعمل في هذا القطاع بصورة ملفتة، خاصة أن حجم هذا السوق عالميا يصل الى 1,9 تريليون دولار يوميا، وزاد الاهتمام مع الانهيار الذي أصاب أسواق المال والخسائر الكبيرة التي تحملها المستثمرون صغارهم وكبارهم على حد سواء·
ويبقى السؤال المهم والملح على لسان الجميع ما هي عوامل الأمان في مثل هذه الاستثمارات القائمة على المضاربة، خاصة انها تتم من خلال المستثمر نفسه وعدد محدود من الوسطاء، والأمر كله يحتاج إلى خبرات ومعرفة بأصول اللعبة تتطرق في السطور التالية لهذه التجارة الجديدة على السوق نسبياً·
في البداية يقول حسن عبدالله المدير التنفيذي المساعد للذهب والمعادن الثمينة في مركز دبي للمعادن والسلع المتعددة، ان هناك فرقا جوهريا بين المضاربة على العملات والمضاربة على الذهب، فالمضاربة على العملات تتم على اقتصاديات دول، وربما تتم بين دول لتقوية أسعار عملاتها على المستوى العالمي، بينما المضاربة على الذهب والسلع الثمينة الاخرى تتم على المعدن نفسه، وبالتالي فالمجال للمضاربة على الذهب هو الاكثر اتساعاً أمام المضاربين من المستثمرين الأفراد·
ويوضح حسن عبدالله ان ظاهرة المضاربة على الذهب معروفة منذ سنوات طويلة في العديد من دول العالم مثل اليابان ودول أوروبا واميركا الشمالية، وشبه القارة الهندية والصين، وان كانت بنسب أقل في الدول المنتجة للذهب مثل روسيا واميركا اللاتينية وجنوب افريقيا· وقال ان المضاربة تحتاج إلى عنصرين الأول يتعلق بوجود أموال للاسثتمار، إضافة ثقافة ومعرفة بأصول هذه المضاربة، خاصة بالنسبة في منطقتنا والتي ظهرت بها المضاربة على الذهب في السنوات الأخيرة، ولاشك ان هناك نقصا في مفاهيم المضاربة، وان كانت الأمور بدأت تتضح اكثر فأكثر وبدأ ان هناك نوعا من الوعي· ولكن هذه التجارة مازالت جديدة والمخاطر فيها كبيرة إذا لم تتوافر الخبرة - هكذا يواصل حسن عبدالله حديثه - مشيراً إلى ان أي خطأ أو تقدير يمكن ان يؤدي بصاحبه إلى خسائر كبيرة، ولهذا من المهم ان يطلع المستثمر بصفة دائمة على جديد التحليلات والتوقعات العالمية في سوق الذهب، ونفس الشيء بالنسبة للعملات، وان كنت غير متخصص في هذا المجال·
لكن لماذا الإقبال على الذهب كعنصر مضاربة، ويرد حسن عبدالله: الذهب آمن والملاذ الاكثر أماناً في ظل التدهور في أدوات الاستثمار الاخرى، وإذا ما حدث هبوط في أسعار الذهب، فإنه لا يفقد قيمته بالكامل كما حدث في مجالات اخرى، وبالتالي فشبح الانهيار في سوق الذهب تاريخياً بعيد ان لم نقل كلياً· ويوضح بان الذهب يحقق المعادلة في الاستثمار، كما يمكن تسييله في أي زمان وأي مكان، إضافة إلى ان الذهب عنصر جذاب لراغبي الاستثمار والمضاربة· وأشار عبدالله إلى انه حدث تطور جديد في السنوات الأخيرة بالدول الغربية تمثل في ظهور ما يسمى بـ (إي جولد) وهو عبارة عن بطاقة إئتمان خاصة بالذهب لحائزي الاستثمارات في المعدن الاصفر ويمكن استخدامها في المشتروات حول العالم، ولاشك ان هذا تطور مهم جذب مستثمرين جددا· وحول مدى استقطاب هذا القطاع من الاستثمار شرائح المستثمرين في الأسهم، يرى حسن عبدالله ان الخسائر التي شهدتها أسواق المال في الشهور الأخيرة، والتي دخلت على العام، وتدني مستويات العوائد دفع بالكثيرين للبحث عن منفذ جديد للاستثمار، وقد تزامن وبالصدفة هذا الهبوط في أسواق المال مع ارتفاع في أسعار الذهب، مع ارتفاع أسعار البترول، وهناك ترابط بين الاثنين·
ويقول: ما جرى جاء في صالح استثمار الذهب، والمضاربة عليه، ونتوقع ان يصبح الذهب عنصرا جاذبا خلال الفترة المقبلة، وهو ما تؤكده توقعات اكثر من 95 بالمئة من المحللين والتابعين للسوق عالمياً·· ويشدد حسن عبدالله على ان يأخذ المستثمرون والمضاربون على الذهب بالحيطة والتدقيق في قرار استثماري بهذا القطاع، ولا يعتمدون على مجرد الشائعات، ولابد من اللجوء إلى المتخصصين والوسطاء ذوي الخبرة، قبل اتخاذ أي قرار، خاصة ان الاستثمار في الذهب يعتمد على القرار الفردي·
ويقول إيهاب السيسي من شركة رويال اندكس المتخصصة في التدريب على خدمات المضاربة: ان المضاربة على العملات والذهب أضحت من أهم عناصر الجذب في السوق الاستثماري بعد الهبوط الحاد في أسواق الأسهم، ولكن الصورة ليست وردية وسهلة، فصاحب الخبرة ومن يمتلك أدوات المضاربة الحقيقية يستطيع ان يجني أرباحاً تفوق 35 بالمئة وربما اكثر بكثير، ولكن السؤال كيف؟
ويجيب السيسي: بداية لابد من التأكيد على ان الشركة تمارس نشاطها بترخيص من الجهات المختصة بما في ذلك مصرف الامارات المركزي بمزاولة نشاط الوساطة في تداول العملات والتوسط في عمليات السوق النقدية، ولكن لا نقوم بأية أعمال مالية للعملاء، فدورنا يقتصر على التدريب وتأهيل الشخص لدخول سوق المضاربة على العملات والذهب· ويوضح بان سوق المضاربة على العملات والذهب على مستوى العالم تصل 1,9 تريليون دولار في اليوم وتتنافس مئات البنوك حول العالم على هذا السوق، ويدخل السوق عشرات الآلاف من المتنافسين، سواء من خلال البيع أو الشراء، ويتوقف العائد على مدى امتلاك المستثمر الخبرات الكفيلة في البيع أو الشراء في الوقت المناسب، واتباع أساليب الحماية في حالة الخسارة· ويقول إيهاب ان مهمتنا هي تأهيل وتدريب المستثمر على المضاربة واكسابه مهارات الاستثمار الصحيح، ولكن المشكلة التي نواجهها ان المستثمرين يرون انهم وصلوا إلى مستويات خبرة عالية، وهذا خطر كبير يصيب العديد من الأفراد بالغرور وبالتالي بالخسائر الكبيرة، ولهذا ننصح المستثمرين باللجوء إلينا على مدى ساعات اليوم·
ويشير السيسي إلى ان سوق المضاربة على العملات والذهب سوق مفتوح وليس له حدود، ويعمل على مدى 20 ساعة يومياً وعلى مدى خمسة أيام اسبوعياً فيما عدا يومي السبت والأحد، لكونهما إجازة في البورصات العالمية، كما ان السوق يمتاز بالشفافية المطلقة·
وقال ان سوق المضاربة أو ما يعرف بسوق (الفوريكس) وهو عبارة عن جمعية لسماسرة العملات الأجنبية، تركز على أربع عملات هي الين الياباني واليورو والاسترليني والفرنك السويسري وجمعيها مقابل الدولار، مشيراً إلى ان السوق لا يتطلب ملايين الدراهم لكي يدخله احد، يبدأ من 30 ألف دولار، وهذا ما ساهم في استقطاب مستثمرين من أنحاء العالم·
ويقول السيسي: أهم أدوات الاستثمار في العملات والذهب امتلاك المستثمر أدوات الفهم الصحيح للتحليل الأساسي والتحليل الفني أو التقني لأوضاع أي عملة والوقوف على التوقعات المستقبلية، والتعرف على التغييرات المالية والاقتصادية الخارجية ذات التأثير على العملة·
ويضيف السيسي: لا ننكر ان هناك بعض الشكاوى من المستثمرين، ولكن المشكلة تكمن في نقص الخبرات لدى المستثمر، ولهذا تعمل على تقديم الاستشارات المالية والاقتصادية والتكتيكية (الفنية) وتوفير أحدث الأخبار والتقارير على على مدار الساعة للعميل ليقوم بعمليات المضاربة على الوجه الصحيح، ثم اننا نتدخل في الوقت المناسب لحماية العميل في حالة الانهيار والخسائر الكبيرة، والقيام بعمليات معاكسة لتقليل الخسائر أو وقفها· وأشار إلى ان سوق المضاربة يمكن ان يكون البديل لسوق الأسهم في السنوات المقبلة في المنطقة، ولكن هذا يتوقف على اتساع نطاق المعرفة بالسوق والإقبال عليه، فالسوق مازال محدودا جداً·
ويشير الوسيط جاسم عبيد النقبي إلى انه بدأ مضارباً في سوق العملات والذهب، ومع الوقت تحول إلى وسيط ومدرب، منوهاً إلى ان العائد على المضاربة في العملات يمكن ان يصل إلى 30 بالمئة و35 بالمئة ولكن هذا كله يتوقف على الخبرة والمعرفة·
ويضيف ان أهم عوامل التميز في المضاربة على العملات انها تتم مباشرة من المستثمر نفسه، ومن خلال شبكة دولية مفتوحة وعلى مدار معظم ساعات اليوم (20 ساعة في اليوم)·
وأشار إلى ان أعمال النصب تكاد تكون منعدمة في هذا القطاع نظراً لكون أموال المضارب تبقى في حسابه الشخصي، بشرط ان يتم فتح الحساب لدى البنك أو المؤسسة التي تحددها الشركات العالمية المرخص لها للعمل في هذا المجال بالدولة· وقال النقبي انه وبعد سنوات من الخبرة في هذا المجال يرى ان الشركات الاميركية انها تمتلك الخبرة وأدوات أفضل وأي خلاف مالي يمكن البت فيه من خلال هيئة الرقابة الاميركية على المضاربة في العملات (سي إف تي بي)·
ويحذر جاسم عبيد من اقتحام مجال المضاربة على الذهب والعملات الأجنبية دون خبرة كافية، ومعرفة بكل التفاصيل والتوقعات، مشيراً إلى ان معظم خسائر المضاربين ناجمة عن فقدان الخبرة، والقيام بعمليات بناء على توقعات غير صحيحة، أو أصدار أو أمر للوسطاء، دون الاستماع والأخذ بالنصائح، ولكن يبقى القول بان المضارب يمكنه ان يحقق عوائد ضخمة بالمعرفة فقط·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©