الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان: خلاف ما بعد الانسحاب

16 يناير 2013 21:55
كيفين سيف كابول بعد أيام على ما بدا أنه اتفاق تم التوصل إليه بين الرئيسين كرزاي وأوباما بشأن الدور المستقبلي للقوات الأميركية في أفغانستان ظهر انقسام بين الطرفين حول أحد البرامج الدفاعية التي أشرفت عليها القوات الأميركية وتعتبرها إحدى ثمار جهودها المهمة، فقد أعلن المسؤولون الأفغان أن تعهد أوباما الأسبوع الماضي بسحب جميع القوات الأميركية من القرى الأفغانية عليه أن ينطبق على قوات العمليات الخاصة المكلفة بتدريب الشرطة الأفغانية المحلية، في حين يقول المسؤولون الأميركيون إن الانسحاب يسري فقط على القوات العسكرية التقليدية مع استثناء مدربي الشرطة الأفغانية. وهؤلاء المدربون من القوات الخاصة يرى فيهم الأميركيون ضرورة ملحة لضمان الأمن في البلاد. ويؤشر الخلاف بين الطرفين إلى الصعوبة التي تواجهها المفاوضات حول تحديد معالم الشراكة الأمنية لما بعد الانسحاب من أفغانستان، ويتمحور هذا الخلاف، كما هي حال العديد من أوجه النزاع الأخرى، حول مسألة جوهرية تتمثل في الوسائل الكفيلة بحفظ حد أدنى من الاستقرار في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي. ففي الوقت الذي يقول فيه الأميركيون إن برنامج تدريب الشرطة المحلية الأفغانية مهم وحيوي للتصدي للمتمردين، يصر كرزاي من جهته على أن وجود قوات خاصة في القرى الأفغانية يستفز الناس ويجتذب الهجمات. والحقيقة أن التفسير الأفغاني لانسحاب القوات الأميركية التي يقول المسؤولون الأفغان إنه سيتم خلال أسابيع يهدد مهمة قوات العمليات الخاصة في أفغانستان والمتمثلة في توسيع قوات الأمن الأفغانية، علماً بأن المهمة كلفت حتى الآن مئات الملايين من الدولارات. والآن يقوم حوالي 4500 عنصر من القوات الخاصة الأميركية بتدريب الشرطة المحلية الأفغانية التي يصل قوامها إلى 18500 عنصر والذين يتلقون رواتب للدفاع عن القرى ضد تسلل عناصر «طالبان». ويتوقع أن يرتفع عديد الشرطة بتدريب من القوات الأميركية إلى 26 ألف عنصر بنهاية عام 2014 مع تدريب عدد منها لحماية المناطق النائية التي تشهد وجوداً ضعيفاً للقوات الأفغانية، أو تنعدم فيها تماماً. وبرغم موافقة كرزاي على إنشاء الشرطة المحلية، إلا أنه لطالما عبر عن معارضته لانتشار القوات الغربية في القرى الأفغانية، معتبراً أنه قد يشكل عامل عدم استقرار وتوتر ويمكن الاستعاضة عنها بقوات أفغانية. وقد عبر عن هذا الموقف المتحدث باسم الرئيس، «إيمال فيزي»، قائلًا يوم الإثنين الماضي: «موقفنا أن هذه التدريبات عليها ألا تحدث في القرى الأفغانية، فوجود قوات أجنبية يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال هجمات المتمردين، والسؤال هو كيف يمكن للقوات الأفغانية أن تؤمن البلاد بعد الانسحاب الأميركي إذا لم تكن قادرة اليوم على حماية القرى؟». ولكن من جانبه قال الجنرال جون آلين، قائد القوات الأميركية بأفغانستان في شهادة أمام الكونجرس الأميركي خلال السنة الماضية، إن إنهاء برنامج تدريب الشرطة المحلية الذي تشرف عليه قوات العمليات الخاصة يعني وضع حد لأكبر مهمة في أفغانستان، مشيراً إلى أن «قوات الشرطة المحلية تبقى إحدى الوسائل المهمة لصد المتمردين»، وهو الأمر الذي يتفق معه أيضاً الكولونيل، «توماس كولينز»، المتحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بتأكيده أن التدريب «أساسي لضمان تطوير قدرات الشرطة المحلية وتحسين المستوى الأمني العام في جميع المناطق الأفغانية». وعلى رغم الخلاف فقد بدا أن الطرفين مستعدان للتوصل إلى حل لإنهاء الخلاف حول بقاء قوات العمليات الخاصة في القرى الأفغانية، ولاسيما أن خطاب كرزاي، على رغم معارضته الشديدة للبرنامج، ناقضه السفير الأفغاني لدى الولايات المتحدة إكليل حكيمي، الذي قال إن القوات الخاصة يمكنها البقاء ما شاء لها في القرى إذا كانت تقوم بدور الإسناد لقوات الشرطة المحلية، وأضاف قائلا للصحفيين، «سيكون الأفغان في المقدمة فيما القوات الأميركية تكتفي بتقديم الدعم اللازم». وعن هذا الموضوع أوضح مسؤول أميركي بارز أن «تفاصيل الحل سيتم بحثها خلال الأيام القليلة المقبلة مع حلفائنا الأفغان، فالشرطة المحلية تلعب دوراً حيوياً في حماية القرى الأفغانية، وسيتم بحث هذا الدور في المستقبل القريب». لكن كرزاي أكد أنه سيربط طلبه بانسحاب القوات الأميركية من القرى الأفغانية بأي مناقشات حول الموضوع الأشمل المتعلق بالحضور الأميركي بعيد المدى في أفغانستان، بالإضافة إلى ربطه باستعداد حكومته منح القوات الأميركية حصانة دبلوماسية ما بعد عام 2014. وفي هذا السياق قال كرزاي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالبيت الأبيض بصحبة أوباما في الأسبوع الماضي: «نحن نفهم أن مسألة الحصانة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة بنفس قدر أهمية السيادة والاعتقالات واستمرار تواجد القوات الدولية في القرى الأفغانية بالنسبة لنا». وقد كان لافتاً أن كرزاي أشار إلى انسحاب القوات الأميركية من القرى الأفغانية أثناء زيارته للولايات المتحدة ثلاث مرات، ولدى عودته إلى أفغانستان قال أمام الصحفيين، «عندما يغادر الأجانب لن تخسر أفغانستان الاستقرار أبداً، بل ستكون آمنة». وكان كرزاي قد رفض منذ البداية فكرة تشكيل شرطة محلية في القرى، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى ظهور ميليشيات مسلحة، وهو لم يقبل القوة إلا بإلحاح من القادة العسكريين الأميركيين. ولكنه ظل مع ذلك متشككاً في عناصر تلك الشرطة وفي قدرتهم على حماية المدنيين. ولعل ما يدعم موقف كرزاي الاتهامات التي وجهت مؤخراً لبعض عناصر الشرطة المحلية في القرى وتورطها في بعض التجاوزات التي حذرت منها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©