الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ألف شريحة من أشباه الموصلات حاجة كل سيارة لإدارة أنظمتها

ألف شريحة من أشباه الموصلات حاجة كل سيارة لإدارة أنظمتها
24 يونيو 2013 21:37
أبوظبي (الاتحاد)- تحتاج السيارات الحديثة من الفئة المتوسطة نحو ألف شريحة أشباه موصلات تقوم على إدارة كافة شؤون السيارة، بدءاً من تشغيل المحرك إلى التحكم في الانبعاثات، وحتى كمية الوقود التي يتم ضخها إلى مكابس المحرك بحسب جيف دارو مدير تسويق قطاع المركبات في «جلوبال فاوندريز» . وأضاف أن التأثير الأكبر لهذه التقنية يتمحور حول السلامة السيارة أن مراقبة بعدد من المجسات التي تتابع معامل التسارع حتى تتمكن من تحديد مدى خطورة وقوع الحادث، إضافة إلى أنها تراقب المكابح حتى تتمكن من إدارة نظام مانع انغلاق المكابح ABS، فضلاً عن وزن الركاب لإحكام حزام الأمان وتفعيل الوسائد الهوائية بشكل صحيح. فالوسائد الهوائية على سبيل المثال، تسببت في وقوع العديد من الإصابات عندما بدأ طرحها، وذلك لأن عدم توافر التحكم الذكي في تشغيلها، أما اليوم فتحتاج الوسائد الهوائية إلى معرفة وزن الركاب ومكان جلوسهم قبل تفعيلها، وذلك يشمل أيضاً حزام الأمان. وقال دارو « تقوم هذه الشرائح الإلكترونية بتحليل السيارة ووضع كافة الاحتمالات والاستعداد لها لضمان الخروج الآمن للسائق والركاب، وذلك يحتاج إلى الكثير من الذكاء الاصطناعي، والكثير من شرائح أشباه الموصلات». وأكد دارو تكامل التقنيات المتوافرة في السيارة مع التقنيات الموجودة في الأجهزة الأخرى التي يتم استخدامها في الحياة اليومية. وأوضح « بعض العلامات التجارية اليوم تقوم آلياً بربط الهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي بالسيارة عبر تقنية بلوتوث، حيث تقوم السيارة فور دخول الراكب بعملية الاتصال بالجهاز وتنزيل كافة البيانات، سواء كانت ملفات صوتية أو مرئية، وأضاف «تتيح تلك الخاصية القدرة على التحكم في البيانات بسهولة من خلال الأوامر الصوتية، وغالباً ما تكون هذه الخاصية مدعومة بشاشة تحكم تفاعلية وذكية». وأشار إلى استمرار تطور هذه التقنية التي تتيح الولوج إلى المعلومات حتى والأشخاص داخل السيارة، لدرجة سيشعرون معها فعلياً أنهم يوقودون هاتف ذكياً وليس مجرد سيارة، وهو ما يدفع الكثير من المصنعين إلى التوجه نحو تعميم تقنية واي فاي التي ستضمن أن كل من في السيارة لديه القدرة على الولوج بسهولة إلى المعلومات، فضلاً عن السيارة بالطبع. وأكد أن سيارات بهذه القدرات ستحتاج إلى أكثر من ألف شريحة أشباه موصلات، فعلى سبيل المثال، السيارات الهجينة، والتي تعتبر أكثر تعقيداً تحتوي على قرابة 5000 شريحة أشباه موصلات. وفيما يتعلق بالسيارات الأكثر تقدماً، ونجاح أشباه الموصلات في الوصول إلى حدود تقدمها التقني والقيام بوظائف أكثر تعقيداً، قال دارو «إن بعض العلامات التجارية الألمانية الفخمة مزودة بشرائح أشباه موصلات متقدمة جداً تتيح لها القيام بوظائف أكثر تعقيداً». وتابع « بعضها مزود بتقنيات الرادار التي تراقب كل شيء على الطريق ربما يعترض مسار السيارة، وتنبه السائق إلى تلك العوائق ضمن حدود المسافة التي يستطيع خلالها الضغط على المكابح وتفادي ذلك العائق»، فضلاً عن أنها مزودة بآلات تصوير تستطيع الفرز بين حقيبة ملقاة على جانب الطريق أو صخرة، ما يعتبر خارقاً للذكاء الاصطناعي، حيث إنها متوافرة اليوم في العديد من السيارات. وأما الخطوة التالية، قال دارو «أنها تتضمن توفير القدرة الآلية للسيارة على التحكم ذاتياً في المكابح إذا ما اقترب السائق من المركبة التي أمامه أو إذا ما اعترضه أي عائق على الطريق». وأضاف أصبحت هذه الإمكانية متوافرة في الكثير من السيارات، في حين أن العائق الرئيسي حالياً يتركز في توسيع نطاق منح السيارة القدرة الذاتية على التحكم آلياً، حيث ذلك يخضع للتشريعات والقوانين المنظمة، وعدد من الأسئلة الجدلية حول منح السيارة تلك القدرات الذاتية». وفيما يتعلق بالتقنيات المستقبلية التي تعتبر تحولًا نوعياً، قال دارو « إلى جانب توافر المجسات بشكل قياسي في أغلب السيارات اليوم، إلا أن السيارة مستقبلاً ستتوافر لها القدرة على الشعور والتفاعل ذاتياً، حيث سيتم تزويد السيارات بنوعية متقدمة من تقنية واي فاي تؤهل المركبة للتواصل مع السيارات الأخرى المحيطة بها، وكذلك البنية التحتية للطرق». وأضاف، كخطوة أولى ستوفر هذه التقنية قدرات كبيرة لتجنب حوادث المرور، وأما المأمول منها، فيكمن في قدرة هذه التكنولوجيا على منح السيارة القدرة الذاتية على القيادة والتوجيه». وأشار أن ذلك لا يعني أن هذه التقنية غير موجودة، بل يمكننا اليوم تصنيع سيارة لديها القدرة الذاتية على القيادة والتحكم في التوجيه، لكن التحدي الذي يواجهنا هو جعل هذه الإمكانية في المتناول». وأوضح أن المعدات القادرة على تنفيذ هذه المهمة تقدر حالياً بنحو 100 ألف دولار، ونحن نحتاج إلى تخفيض هذا الرقم إلى 5000 دولار حتى نتمكن من طرحها تجارياً، وذلك سيأخذ وقتاً. وحول كيفية نشوء العلاقة بين أشباه الموصلات والسيارات خلال السنوات العشر الماضية، ظهرت أشباه الموصلات في السيارات خلال سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تصنيع أول شريحة أشباه موصلات، وساعدت أشباه الموصلات مصنعي السيارات في بادئ الأمر على وضع الخطوط الارشادية للانبعاثات، ولم يكن لهذا الانجاز أن يتحقق باستخدام المعدات المتوافرة في وقتها. ومنذ ذلك الحين، شهدت أشباه الموصلات نمواً بنسبة 10% سنوياً على مدى الخمس عشرة سنة الماضية من 40 شريحة فقط إلى أكثر من 1000 شريحة أشباه موصلات في السيارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©