عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - خففت مشتريات المستثمرين المواطنين من حدة الهبوط الذي تعرض له سوق أبوظبي للأوراق المالية للجلسة الثانية على التوالي أمس، ودعمت المؤشر بالبقاء فوق مستوى 3500 نقطة، بعد جلسة واحدة من تخليه عن مستوى 3600 نقطة.
وتراجع السوق بنسبة 1% وأغلق عند مستوى 3526 نقطة، بعدما حول ارتداده الصاعد بداية الجلسة واستمر لمدة ساعة وصل خلالها إلى أعلى مستوى عند 3573 نقطة، ودخل بعدها في وتيرة من الهبوط المتسارع إلى أدنى مستوى عند 3500 نقطة بضغط من مستويات هبوط قياسية طالت كافة الأسهم القيادية والثقيلة في قطاعي العقارات والاستثمار، خصوصاً سهمي الدار وصروح، خلافاً للتوقعات بأن يتماسك السهمان ويسجلان ارتفاعاً بعدما تحدد الخميس المقبل، آخر جلسة استحقاق مساهمي صروح لأسهم الدار.
وقال المحلل المالي وضاح الطه، إن الهبوط الحاد الذي شهده السوق يعد تصحيحاً فنياً بحتاً، وردة فعل سلبية مبالغ فيها من قبل المستثمرين في ضوء توفر الأساسيات الاقتصادية الإيجابية سواء المتعلقة بتوقعات أداء الاقتصاد الوطني بحسب تقرير صندوق النقد الدولي، أو أداء الشركات المدرجة.
وأضاف أن محافظ الاستثمار لعبت دوراً في تفاقم حدة التصحيح الذي تعرضت له الأسواق، حيث أقدمت مع اقتراب نهاية النصف الأول من العام والربع الثاني على البيع بهدف إظهار دفاترها المالية بأرباح محققة، والعودة للشراء من جديد عند مستويات سعرية أفضل، ضمن سياسة إعادة بناء مراكز جديدة.
وقال الطه، إن المضاربين لعبوا دورا مماثلاً في الضغط على السوق، مستغلين قناعة تسود أوساط المستثمرين بأن السوق متجه نحو تصحيح كبير، مضيفاً أن السوق قلص خسائره في الساعة الأخيرة من الجلسة، بعدما عاد البائعون الذين ضغطوا على السوق نحو التراجع عن طريق البيع عند أعلي الأسعار، إلى الشراء عند أدنى المستويات.
وتوقع استمرار الهبوط لجلسة أو جلستين ولكن بوتيرة أقل، إلى أن تدخل المؤشرات مرحلة من التداول الأفقي، يعقبها فترة من الارتداد القوي مع اقتراب الشركات من الإعلان عن نتائجها للربع الثاني والتي ستكون محفزة لدورة جديدة من النشاط.
وبحسب احصاءات سوق أبوظبي جاء البيع مكثفاً من قبل الأجانب بكافة شرائحهم الثلاث، وحققوا صافي بيع بقيمة 46,3 مليون درهم هي في ذات الوقت محصلة شراء المواطنين.
وبلغت قيمة مشتريات الأجانب نحو 41,7% من إجمالي تداولات السوق مقابل مبيعات للأجانب بقيمة 205,8 مليون سهم. وجاء البيع مكثفاً من قبل الأجانب غير العرب الأكثر شراءً الأسبوع الماضي، وبلغ صافي مبيعاتهم 24 مليون درهم والعرب 13,5 مليون درهم والخليجيين 8,7 مليون درهم.
وشارك الاستثمار المؤسسي بعمليات جني أرباح في زيادة حدة الهبوط، وسجلت استثمارات الشركات صافي بيع بقيمة 31,8 مليون درهم من مشتريات بقيمة 94,3 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 126,1 مليون سهم.
ووفقا للإحصاءات، ارتفعت قيمة تداولات السوق إلى 382 مليون سهم من تداول نحو 205,3 مليون سهم جرى تنفيذها من خلال 3426 صفقة، وارتفعت أسعار 4 أسعار فقط مقابل انخفاض أسعار 21 سهما في مؤشر على اتساع موجة الهبوط، واستقرت أسعار 4 شركات أخرى بدون تغير.
وحقق سهم شركة سيراميك رأس الخيمة أكبر نسبة ارتفاع في السوق بنحو 2,8% إلى 1,79 درهم وذلك من صفقة واحدة بقيمة 23970 درهم من تداول 17 ألف سهم، وفي المقابل تراجع سهم «بلدكو» بالحد الأقصى 10% إلي 0,54 درهم من صفقتين بقيمة 24700 درهم من 45 ألف سهم.
وخالف سهما الدار وصروح توقعات الكثيرين بالارتداد القوي مع تحديد يوم الخميس آخر يوم لتداول صروح واستحقاق اسهم الدار، بعد إتمام الإندماج رسمياً وهو ما تحقق في بداية الجلسة، حيث استقطب السهمان طلبات شراء دفعتهما للارتفاع، لكن دخول السوق في موجة من الهبوط الحاد بدد كامل المكاسب التي حققها السهمان.
وانخفض سهم الدار بنسبة 4,2% إلى 2,06 درهم، بعدما وصل بداية الجلسة إلى أعلى سعر عند 2,17 درهم، وتعرض لضغوط بيع قياسية دفعته للتخلي عن مستوى الدرهمين إلى أدنى سعر 1,94 درهم قبل أن يرتد السوق ويقلص السهم خسارته ويغلق عند سعر 2,06 درهم. وحقق السهم تداولات نشطة بقيمة 138,2 مليون درهم من تداول 67,7 مليون سهم
وعلى نفس المنوال، ارتفع سهم صروح في البداية إلى 1,73 درهم، قبل أن يتعرض للبيع المكثف ويهبط إلى أدنى سعر عند 2,42 درهم، وأغلق عند سعر 2,56 درهم، وجاء ثانية في قائمة الأسهم النشطة بتداولات قيمتها 67,6 مليون درهم من تداول 26,4 مليون سهم.
وسجل سهم شركة رأس الخيمة العقارية أكبر انخفاض بين الأسهم العقارية بنسبة 5,3% إلى 0,53 درهم، وبلغت قيمة تداولاته 6,8 مليون درهم من تداول 12,7 مليون سهم، وتراجع سهم شركة إشراق العقارية بنسب 3,7% إلى 0,52 درهم بتداولات بلغت قيمتها 20,3 مليون درهم من تداول 39,4 مليون سهم.
وتفاوت أداء الأسهم النشطة في قطاع البنوك، وحقق سهم مصرف أبوطبي الإسلامي الارتفاع الوحيد بنسبة 1,1% إلى 4,50 درهم وبلغت قيمة تداولاته 1,7 مليون درهم من تداول 384,3 ألف سهم، واستقر سهما الخليج الأول عند سعر 15,90 درهم، وجاء ثالثاً في قائمة الأسهم النشطة بقيمة 45,3 مليون درهم من تداول 2,8 مليون سهم، والاتحاد الوطني عند سعر 4,50 درهم، وحقق تداولات بقيمة 8,4 مليون درهم من تداول 1,9 مليون سهم.
وانخفضت أسهم بنوك أبوظبي التجاري بنسبة 2,1% وتخلى عن حاجز الدراهم الخمسة إلى 4,99 درهم، وحقق تداولات بقيمة 11,5 مليون درهم من تداول 2,2 مليون سهم، وأبوظبي الوطني بنسبة 2,1% إلى 11,45 درهم بتداولات بلغت 9,5 مليون درهم من تداول 822,7 مليون سهم، وراك بنك بنسبة 0,50% إلى 6 دراهم وحقق تداولات بقيمة 1,1 مليون درهم من تداول 192,1 ألف سهم، والشارقة الإسلامي بنسبة 8,2% إلى 1,33 درهم.
وتراجع سهم اتصالات بنسبة 1,3% إلى 11,10 درهم وبلغت قيمة تداولاته 27,8 مليون درهم من تداول 2,5 مليون سهم، وفي ذات القطاع تراجع سهم شركة «كيوتل» بنسبة 5,7% إلى 116 درهماً و»سوداتل» بنسبة 1,8% إلى 1,06 درهم.
وحقق سهم الهلال الأخضر للتأمين ثالث أكبر انخفاض في السوق بنحو 7,8% إلى 1,17 درهم، وميثاق بنسبة 2,1% إلى 1,40 درهم وحقق تداولات بقيمة 19,6 مليون درهم من تداول 14,3 مليون سهم، وواصل سهم الواحة كابيتال في قطاع الاستثمار هبوطه بنسبة 4,6% إلى 0,82 درهم.
وانخفض سهم شركة دانة غاز بنسبة 1,8% إلى 0,55 درهم وحقق تداولات بقيمة 24,2 مليون درهم من تداول 25,8 مليون سهم، وسهم شركة طاقة بنسبة 0,78% إلى 1,27 درهم.
وحقق سهم أغذية في قطاع السلع الاستهلاكية ثاني اكبر ارتفاع في السوق بنحو 1,2% إلى 3,17 درهم، وسهم الإسمنت الأبيض في قطاع الصناعة بنسبة 0,71% إلى 1,41 درهم، في حين انخفضت في ذات القطاع أسهم أبوظبي لبناء السفن 7,7% إلى 1,19 درهم، وإسمنت رأس الخيمة 4% إلى 0,96 درهم، وأركان 1,1% إلى 0,85 درهم.
عدد اليوم
