السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمهوريون.. وضرب كوريا الشمالية

16 أكتوبر 2017 21:15
خلاصة مفاجئة هي تلك التي خلص إليها استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية يوم الخميس الماضي: فقد قال 46 في المئة من الجمهوريين -الأغلبية- إنهم يؤيدون توجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية، وهو ما يعني أن قرابة نصف حزب الرئيس دونالد ترامب مستعد للحرب -اليوم- مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (هذا في حين قال 41 في المئة إنهم يعارضون توجيه ضربة استباقية). والواقع أنه ليس مفاجئاً كون الجمهوريين هم الأكثر تشدداً بخصوص هذا الموضوع مقارنة مع الديمقراطيين، فهذا يعكس واقع الحال عموماً بخصوص سياسة أميركا الخارجية. غير أنه لا أحد عموماً يتحدث الآن عن احتمال القيام بضربة في الوقت الراهن. وحتى عندما يتحدث ترامب عنها، فهو يفعل ذلك فقط في معرض رده على تهديدات كوريا الشمالية للولايات المتحدة أو حلفائها. غير أن من الممكن أيضاً، على ما يبدو، أن تكون لخطاب ترامب التصعيدي تأثيرات على قاعدته الانتخابية. فقد توعد ترامب كوريا الشمالية في أغسطس الماضي بـ«النار والغضب» في حال انتهكت القانون مجدداً. وفي الشهر الماضي، هدّد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ«تدمير» تلك البلاد «كلياً». كما وصف أكثر من مرة كيم بـ«رجل الصواريخ»، وبدا أنه معجب عموماً بلغة الوعيد والتصعيد التي كنا نتوقعها من الجانب الآخر من هذه المواجهة. ولكن، هل دفع ترامب الجمهوريين فجأة إلى رفع علم الحرب؟ ربما. والواقع أنه كانت ثمة استطلاعات رأي محدودة حول هذا الموضوع على مر السنين، غير أن استطلاع الرأي الجديد هذا يُظهر بالفعل زيادة لافتة في حدة الموقف، مقارنةً مع استطلاعات الرأي السابقة. ففي 2006، على سبيل المثال، سأل استطلاعٌ للرأي لـ«فوكس نيوز» و«أوبينيون دايناميكس» المستجوَبين عما إن كان ينبغي للولايات المتحدة أن تتمسك بالوسائل الدبلوماسية، أو أن تستخدم ضربة وقائية «لمنع كوريا الشمالية من مواصلة تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية». فكان أن اختار 20 في المئة من المستجوبين بشكل عام، و28 في المئة فقط من الجمهوريين، خيار الضربة الاستباقية. غير أن استطلاعاً آخر للرأي لـ«واشنطن بوست» و«إي بي سي نيوز» أُجري قبل أسبوعين سأل المستجوَبين عما إن كان ينبغي شن ضربة عسكرية «فقط في حال هاجمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة أو حلفاءها أولاً» أو «قبل أن تستطيع مهاجمة الولايات المتحدة وحلفاءها». فاختار 23 في المئة عموماً، و30 في المئة من الجمهوريين، خيارَ الضربة الاستباقية. والواقع أنه يصعب على المرء أن يصدّق أن دعم الجمهوريين لضربة استباقية ارتفع فجأة بنسبة 16 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بالنظر إلى أن كل تصريحات ترامب المشار إليها أعلاه جاءت قبل الاستطلاعين - وبالنظر إلى أنه لم تكن ثمة تطورات أخرى كثيرة مؤخراً. وبالتالي، فالأرجح، على ما يبدو، هو أن الحقيقة توجد في مكان ما بين الاستطلاعين، ذلك أن طريقة صياغة الأسئلة تؤثّر أحياناً على الكيفية التي يجيب بها الناس. غير أنه صحيح أيضاً أن الرئيس الأميركي سياسيٌّ يركز كثيراً على ما يعجب قاعدته، وقد أثبت أنه يستطيع التأثير على آرائها وأولوياتها. وبالتالي، فربما ليس من قبيل المفاجأة كون الحزب الجمهوري بات أكثر استعداداً، نوعاً ما على الأقل، لضرب كوريا الشمالية اليوم مما كان عليه في 2006. وفي كل الأحوال، فإن الأمر يتعلق بنسبة مهمة من أعضاء الحزب. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©