الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد القادر القبالي: أجريت جراحات في وقت السحور

عبد القادر القبالي: أجريت جراحات في وقت السحور
11 يوليو 2014 00:31
لكبيرة التونسي (أبوظبي) قضى الدكتور عبدالقادر هادي أحمد القبالي استشاري الجراحة، أكثر من سبع سنوات في بريطانيا لممارسة الطب كجراح في أكبر المستشفيات هناك، مما جعله يعيش الشهر الكريم - خلال ثمانينات القرن الماضي - في بلاد الغربة، وكان الدكتور القبالي الذي يعتبر أحد ثمرات استثمار الدولة في الثروة البشرية يحرص على قضاء رمضان بطقوس وأجواء روحانية، تربط الكبار بعادات وتقاليد شعوبهم، بينما تبني ذاكرة الصغار وتعلمهم فضائل الشهر الكريم، وتعمل على ترسيخ الشعائر الدينية في نفوسهم.ومن بين الذكريات الرمضانية العالقة بذهنه أنه أجرى عملية جراحية بعد الأفطار استغرقت وقتا طويلا حتى أنه لم يتمكن من تناول السحور. ويقول استشاري الجراحة الحاصل على جائزة أبوظبي للتميز الطبي فئة المساهمين الأوائل إنجازات مدى الحياة، وجائزة راشد للتفوق العلمي، أن رمضان في بلاد المهجر كان سفر روحي بطقوس مختلفة، رغم الصعوبات الكبيرة والبيئة التي تحيط بالصوم من طول فترة الصيام، وتوقيت الدوام وطبيعة العمل التي تحتاج إلى تركيز عالٍ جداً، لافتا أن الدوام اليومي يبدأ من الساعات الأولى للصباح ويتأخر ما بعد الإفطار في الحالات الطوارئ والمستعجلة. ويضيف: رغم طول فترة الصوم التي كانت تصل إلى 18 ساعة في بريطانيا، فإننا كنا نصر على تعليم الأولاد الصوم ونبدأ تدريبهم على ذلك عندما تصل أعمارهم 10 سنوات، ولخلق بيئة مشابهة لبيئة الصوم في بلداننا العربية والخليجية فإننا كنا نجهز فطورنا ونغادر بيوتنا لنجتمع كلنا في المركز الإسلامي البريطاني، بحيث يحمل كل منا ما لذ وطاب ونؤدي صلاة المغرب ونقرأ القرآن وبعد ذلك نصلي صلاة العشاء والتراويح جماعة ونقضي باقي الوقت هناك إلى أن نتسحر ثم نعود للبيت نصلي الفجر وننام. وفي أيام الأعياد كنا نتبادل الزيارات ونحتفل في أجواء روحانية أما ليلة القدر فكانت تشكل لنا فرصة للسهر إلى غاية الفجر، وكنا نقضيها في التعبد والصلاة، وما زلت أحتفظ بصداقات وأتبادل الزيارات مع أصدقائي الذين كنت معهم في بريطانياً. صوم مستمر وعن الصعوبات التي كانت تحيط بعمله في هذه الظروف يقول الدكتور القبالي: «في البداية كان الأمر صعباً، لكن سرعان ما تأقلمنا مع الوضع، بحيث نقلت أسرتي كاملة هناك وأنجبت بنتين في بريطانيا، وتعودنا على الأجواء. أما الصعوبة الثانية فقد تمثلت في توقيت العمل حيث يبدأ الدوام مبكراً، ويستمر مرات إلى ما بعد الفطور بخاصة في حالة الطوارئ، وأذكر مرة أنه تم استدعائي لإجراء عملية جراحية، بعد الإفطار مباشرة، واستغرقت العملية أكثر من 6 ساعات، ولأن النهار طويل والليل قصير جداً عندما رجعت للبيت لتناول السحور أذن المؤذن معلناً عن فترة الإمساك، كما كنت أعاني العطش، فضلا عن الكثيرة من الأمور التي تجعل الصائم في بلاد الغربة يشتاق إلى بلده، ، وكنا نواجه ذلك بالصبر والصلاة والاستغراق في العمل الذي كان محط أنظار العالم من خلال الإنجازات التي يحققها طبيب إماراتي. يعتبر استشاري الجراحة من أوائل أطباء الإمارات الذين حصلوا على شهادة زمالة الكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية، حيث كان شرط الحصول عليها يتمثل في ممارسة المهنة داخل المستشفيات البريطانية إلى جانب الشق النظري، ليبدأ العمل سنة 1981 بأكبر مستشفيات بريطانيا ولتحقيق الاستقرار نقل أسرته معه. أول طبيب مواطن بقسم الجراحة يوضح تفاصيل هذه المرحلة قائلا «حصلت على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة عين شمس بالقاهرة في ديسمبر عام 1974، وكنت من أوائل الأطباء المواطنين في هذا المجال، وبعد تخرجي في كلية الطب بجامعة عين شمس عدت إلى أرض الوطن لأعين كأول طبيب مواطن في قسم الجراحة بالمستشفى المركزي في أبوظبي الذي كان المستشفى الوحيد في الإمارة وبعد عدة سنوات بعثت إلى المملكة المتحدة للدراسة والعمل لسنوات عديدة في عدة مستشفيات بريطانية وحصلت على زمالتي كليتي الجراحين الملكية البريطانية بكل من أدنبرة وجلاسكو عام 1986، ثم عدت إلى قسم الجراحة في المستشفى المركزي والجزيرة الذي كان قد أنشأ حينئذ، وترقيت بعدها إلى أن وصلت إلى درجة استشاري أول ورئيساً لقسم الجراحة في كلا المستشفيين كأول طبيب وأستاذ جراحة مواطن يتبوأ هذا المركز. العمل بالمستشفيات البريطانية ويقول القبالي: من أبرز الصعوبات التي واجهت هو عدم اعتراف الجامعات الدولية بالخبرة الإماراتية مما اضطرني لقضاء فترة الخبرة المطلوبة للزمالة البريطانية بالعمل في المستشفيات البريطانية للتأهل لزمالة كليات الجراحين الملكية، وقد عملت في المستشفيات البريطانية بعد أن حصلت على التصريح من المجلس الطبي البريطاني لممارسة المهنة ببريطانيا وواجهتني في البداية صعوبة التعامل مع لهجتهم وليس اللغة الإنجليزية، وعملت في مجال الجراحة، كما عملت في مرحلة ثانية بقسم الحوادث في عدد من مستشفيات البريطانية، منها: أدجوارد العام، ومستشفى تشارينق كروس التخصصي، ومستشفى جامعة ستانمور الطبي، وغطيت بذلك المدة المطلوبة للحصول على شهادة الزمالة، وقمت بإجراء أعقد العمليات الجراحية في الكبد . جراحة المناظير ويسرد قصة إدخال جراحة المناظير بالدولة قائلا: كان يعمل بقسم الجراحة طبيب واحد بالمستشفى المركزي وهو نصير محمد غازي، وبدأنا نعمل مع بعض ونجري العمليات الجراحية في أبوظبي ودبي والعين إلى أن استقال، وتسلمت رئاسة قسم الجراحة بمستشفيي الجزيرة والمركزي، في هذه الأثناء زارني الدكتور الإماراتي عاتق المصعبي الذي كان حديث التخرج من بريطانيا وأخبرني عن جراحة المناظير بها، وذكر لي اسم الدكتور جون ساندر الذي كان يقوم بهذه العمليات، فاستدعيته للإمارات وأجرينا العديد من عمليات الجراحية عن طريق المنظار في مستشفى الجزيرة وساعدنا فيها وأتقنا العملية وكنت أول جراح للمناظير وهكذا عملت مع الزميل الدكتور عاتق المصعبي على إدخال جراحة المناظير لأول مرة إلى الدولة حيث بدأنا بإجراء كل عمليات استئصال المرارة وكانت الجراحة الوحيدة التي تجرى بالمنظار في ذلك الوقت حول العالم. ويضيف: ثم تطور استخدام المناظير في العمليات الجراحية لإجراء معظم العمليات المتعلقة بالبطن كعلاج بعض أسباب انسدادات الأمعاء والزائدة والفتاق وغيرها. ويقول القبالي: أثناء عملي بقسم الجراحة سعيت للحصول على اعتراف كليات الجراحين الملكية البريطانية بالتدريب العملي في مستشفى الجزيرة والمركزي للتأهيل للتقدم لزمالة الكليات الملكية البريطانية.ويقول: كان الطريق شاقاً ومتعباً وبه العديد من المنعرجات، والتحديات التي استطعت تجاوزها بكل جدارة واستحقاق لأكون أول مواطن إماراتي يجعل أبوظبي مركزا عالمياً لممارسة مهنة الطب والحصول على شهادة الزمالة للكلية الملكية البريطانية للأمراض الباطنية، بحيث أصبح مقصداً للحصول على الزمالة ومركز الامتحان في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وكانت أول خطوة لجعل أبوظبي مركزاً طبياً عالمياً، وساهم في اعتراف الغرب بقوة الإمكانيات الموجودة في إمارة أبوظبي عن طريق تأسيس مركز الامتحانات للكلية البريطانية في نهاية الثمانينات. إنجازات في وزارة الصحة بعد مسيرة مهنية تجاوزت العقدين تم تكليف الدكتور عبد القادر هادي القبالي برئاسة قسم التطوير المهني بوزارة الصحة، بالإضافة إلى إشرافه على امتحانات الكليات الملكية البريطانية في الجراحة وتخصصات أخرى كالباطنية والأطفال وتم ابتعاثه إلى عدة دول أوروبية وأميركية لعقد اتفاقيات لقبول الأطباء المواطنين في الدراسات التخصصية العليا في جامعات تلك الدول: «ووقع باسم وزارة الصحة اتفاقيات مع الجامعات الكندية لقبول الأطباء المواطنين للتدريب والحصول على البورد الكندي في التخصصات الطبية. أصعب عملية جراحية .أجرى الدكتور عبدالقادر هادي القبالي عدداً كبيراً من العمليات الجراحية على مدار 36 سنة من ممارسة المهنة لدرجة أنه لا يستطيع إحصاء عددها، ولكنه يتذكر أصعب جراحة أجراها قائلا: «كانت حوادث السير شنيعة جداً، حيث أجريت جراحات تعلق بهذه الحوادث، كما كان يتم استدعائي لإجراء العمليات القيصرية المستعصية بمستشفى الكورنيش، غير أن أصعب جراحة أجريتها، استمرت عدة ساعات، كانت تتعلق عملية جراحية أجراها أحد الأطباء أصيبت خلالها المجاري المرارية، وكنت حينها رئيس قسم وتم استدعائي على وجه السرعة وقمت بعمل توصيل للمجاري المرارية بقطع جزء من الأمعاء بدل الجزء المراري والحمد لله نجحت العملية على الرغم من دقتها وصعوبتها الشديدة. إضاءة مارس الدكتور عبدالقادر هادي أحمد القبالي استشاري الجراحة والطب وجراحة أمراض الكبد، المرارة، الجهاز الهضمي، الغدد الصماء، الأوعية الدموية، جراحة العظام، وإصابة الأيدي والأرجل وجراحة الثدي. وحصل على عدة جوائز تقديرية من مستشفى المركزي والجزيرة في أبوظبي ووزارة الصحة وهيئة الصحة بأبوظبي كان آخرها تسلمه لجائزة المساهمين الأوائل في تطوير الرعاية الصحية في أبوظبي، من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني خلال حفل توزيع جائزة أبوظبي للتميز الطبي عام 2013.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©