السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيان «الرسالة الإماراتية»

بيان «الرسالة الإماراتية»
30 نوفمبر 2016 02:02
محمد أحمد السويدي ما يبدو جلياً أن دولة الإمارات العربية المتحدة خلال أربعة عقود ونصف، حققت نموذجاً متحركاً للإصلاح والتطور الثقافي، ما جعلها مجتمعاً متسعاً للفكر التنويري، وقد بدا ذلك عبر القدرة على استيعاب الثقافات المختلفة واحترام تجارب الشعوب الأخرى، ما يحقق لنا وللجميع هدفاً لطالما حَلُم به الإنسان في كل أحواله الزمنية والمكانية، ألا وهو توحيد القيمة الروحية للتجربة البشرية على الأرض. وفي هذا الإطار وقبل نشأة دولتنا، لم نكن منبتّي الصلة عن محيط ثقافة والتقاءات الحضارات قديماً، كما عن تجربة لغتنا ومعرفتنا الخاصة. وما كان من الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلا أن أرسى هذا الاستيعاب مستكملاً المُجايلة الحديثة لمكتشفات عصرنا الحالي، وهو من امتلك منذ أربعينيات القرن الماضي حِسّاً بالأمل والسعي لتحقيق رُؤىً مؤكدةٍ في وعيه المُسْبَق. فجميعنا الآن تربطنا «حضارة التواصل الاجتماعي» بدءاً من بزوغ الثورة الصناعية، مروراً بالإنترنت وتبعاته، وحتى فكرة مصير الأرض الواحد، إنها حضارة الروح الجمعية لمُنجز تاريخ المغامرة مهما كان نوع الخلافات. فكر البناء لا الهَدْم والإمارات السبع أدت بحكم اختلاف وتنوع بِيئاتها وحاضراتها الخاصة إلى رسم حضور جليّ لمستقبل ثقافي ذي خريطة خاصة للتعامل مع الأزمات الكلاسيكية التقليدية، نظراً إلى انتباه قادة دولة الإمارات إلى المكوِّن الإستراتيجي الذي استطاع بناء معبر لجديد التحولات المتسارعة من طرق تعليم جديدة وأفكار ومخترعات وشبكات تواصل ثقافية كبرى وإنسانية أكبر بالتالي. وهو ما يقول بأننا أبناء فِكر قادة البناء، وليس الهدم، وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الإمارات أصبحت ظاهرة ونموذجاً علينا قراءته بحثياً من خلال العلوم الاجتماعية وأشكال الإبداع الكتابية بما توفره من منبع لمواضيع وتأصيلات شعورية بين الأنا الذات والأنا الآخر. فمن الناحية الملموسة على الأرض كانت «الدائرة الثقافية» في الشارقة و«المجمع الثقافي» في أبوظبي إرهاصات فاعلة في بناء مشهد ثقافي تنموي، محلي وعربي وعالمي، مما نَحَى لجعل المعرفة مفهوماً فلسفياً للإدارة بكل مستوياتها الاجتماعية. معايير عالمية ننظر الآن إلى مشاريع ذات بنى تحتية بمعايير عالمية ثقافياً، من متاحف كاللوفر وجوجنهايم وغيرها في أبوظبي، ودار الأوبرا ومؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، ومتاحف وبينالي الفنون في الشارقة، ومهرجان مسرح المونودراما في الفجيرة، والكثير فعلاً من مهرجانات لا تكلّ سنوياً للسينما والمسرح والآداب، ومشاريع الترجمة، والجوائز الإبداعية العربية والدولية في أفرع الإبداع المختلفة، وأطروحات التعليم المستقبلية، والكثير من التفرعات في الأنشطة التشجيعية للمثابرة على عدم التوقف عند حَدٍّ. وإن بدا ذلك للعيان تكثيراً، إلا أنه في أغلبه ركيزة لإيضاح فعل «الرسالة الإماراتية» لمشاركة العالم كيفية وأولوية الحلول السلمية للأزمات من أبسط وأجمل باب لها، باب الإبداع والجَمَال واستيعاب اختلاف الضرورات من زمن إلى زمن. إن ثقافة الإحصاء ضرورية لنرى فاعلية ما يحدث، وأفكر في من زاروا مكاناً كـ «المجمع الثقافي» بأبوظبي وكل مؤسسات الدولة بتنوعاتها الوظيفية من رموز فكرية وسياسية ودينية وعلمية ورياضية وغيرهم، وتأثير ذلك على المشاركة في بناء الواقع وليس صورته فقط، فكل شيء يتعلق بجريان الماء من منبع لمصب، فعندما تتحدث عن الإمارات فأنت تتحدث عن احترام الآخر كمبدأ لفلسفة القيم التعايشية، فالاحترام هو الصفر الأول في أي معادلة لتكوين الحب غير المشروط، وقد حُزْنا بذلك حضوراً عالمياً ومشهديَّة ثقافيَّة طالت البنيان العام للمجتمع، ولنرى العمارة وما تطرحه من معرفة مستجدة، كونها دليل تجاور لاختلافات الشعوب، وكذلك ما أدى إليه تطور قطاع الطيران، والخدمات الفندقية، وسبل الترفيه التي تشير إلى أصل حاجة الإنسان إلى التماهي مع الطبيعة الأولى للفرح بالوجود. ويكفي أننا نستيقظ كل صباح على خبر إيجابي جديد. ولا ننسى الإشارة إلى ما توليه دولة الإمارات من عناية بالبيئة والطاقة النظيفة، كون ذلك من مقومات ثقافة الحوار مع الآخر المتمثل في الطبيعة، والمشاركة في بناء قضايا التعليم والصحة وما إلى ذلك مع حضورنا جنباً إلى جنب مع العالم، فكما سلف، هذا ما أرسته رؤية البناء للوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» وإخوانه قادة الاتحاد، البناء الذي لن يكون عكسه أبداً ثقافة الهدم، وأعتقد أن هذه النقطة هي مفتاح فرض التغيير الدائب بمبادرات وليس في انتظار فرص. والآن أصبح لدينا كتابنا وفنانونا وخبراؤنا في مجالات عدة وأصبحت الدولة مهيأة لإنجازات أكثر على مستوى العالم. أقول.. وكل ما سبق منذ البداية الجغرافية المحددة لدولة الإمارات وحتى الآن، أوجدت حياته تدرجاً للتشريعات القانونية، من تفاصيل الحياة اليومية للناس الذين أرسوا بوضعياتهم ومشاركاتهم وأحلامهم مع الوقت لقوانين متحضرة، وهو ما جعل من الإنسان هنا، القانون المُنشِئ للقانون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©