السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد».. جامع الأحلام

«الاتحاد».. جامع الأحلام
1 ديسمبر 2016 17:44
ميسون صقر القاسمي كيف توظف فكرة الحنين إلى المكان، الحنين إلى الماضي بما يوحي أنك تنتسب إليه وكأنك تعيشه، وكأنك تدخل عالماً سحرياً تنبهر به كأول مرة، تراه وتعلم به كأنك عشته بكامله. إن ما يحدث لنا ثقافياً، في كل مرة نتذكر فيها أننا أبناء الفكرة التي انبثقت من تراب هذا الوطن، واستمرَّت تكبر مع سنوات عمره وتترسخ فيها أقدامه على امتداد خريطته، وعلى امتداد أعمارنا وأعمار القادمين من أبنائه الجدد، أهم من فكرة التغيُّر فقط. فنحن عروة الوثق بين جيل انتبه لفكرة الاتحاد فحققها وقام بتلك المغامرة واثقاً أنها ستنجح رغم الصعاب، ثم جيل خاض غمار التجربة وكان مشاركاً، وبين أجيال جديدة تعيش هذه الفكرة ولم يعيشوا غيرها، فأصبح الماضي والحنين هو الحاضر أيضاً، أي أن فكرة الدولة هي الماضي والحاضر لديهم، فتعددت مفاهيم الحنين والماضي والثقافة والإنسان بحد ذاته في ظل حاضر وماض جديد أيضاً عن الماضي السابق، لكنه ينتمي إليه ولا يرفضه ولا يلغيه أو يستعرّ منه، بل يجله لأن من قاموا بهذه الخطوة هم من هذا الماضي، وهم من حوَّلوا وجودنا من فكرة سياسية وثقافية مغلقة وحلميّة إلى فكرة أوسع وواقعيّة. ومن الحنين فقط.. إلى الانتماء ومعرفة أن الوجود حولنا هو حقيقي وملموس بأفكار لم تكن ابنة الماضي، لكنها ابنة الواقع والمستقبل والسعي والمعرفة والمجازفة المحسوبة، والتنازلات لصالح العام والدفاع عن الفكرة إلى أن تحققت وانتقلنا من واقع إلى واقع، يتماشى معه ولا يختلف عنه بل قد يكون في البدء مشابهاً له.. لكن مع الاستمرار وفكرة الانتقال من حيز إلى آخر.. مع الإيمان به، أصبحت فكرة الدولة شيئاً حقيقياً ملموساً، واقعاً ، لا فكرة، يستحيل الحلم خارجها. تتماشى مع ما ينحاز له الداخل ولا ينفك عنه. إذاً هناك أكثر من حنين، وفي ظل الحلم.. هناك حيز يمكن من خلاله أن يتحقق، وليس حلماً في فراغ. استمرارية ورسوخ لقد أُوقظت الفكرة وبدأ البحث لها عن مردود في الواقع، بمعنى أنه قد وضعت الدولة على الخريطة في تاريخ الإمارات وبين الدول، ثم بدأت تستفيد من هذا الواقع التاريخي ومن أحداثه لصالحها. وبدأت تستفيد من الواقع الخارجي من دول وهيئات ومؤسسات وأنظمة، بقوة تحمُّلها وفكرة تخاف عليها. لهذا دعوني أولًا أهنئ الجميع على استمرارية وجودنا في ظل هذا الاتحاد الذي يستمر بقوة ونجاح في ظل ما يحدث حولنا من أزمات وانهيارات. استمراريته التي تنم على أهميته القصوى في حياتنا، وحياة شعبنا، ودولتنا التي ستظل الفتية القوية، لأن فكرتها تنم عن عقل منتبه لضرورة التغيير، وإلى أن الاتحاد والقوة في الوحدة لا التفرقة، والانتباه إلى أن الدول تقوم على الأفكار التي تؤمن بها وتحققها في لحظة زمنية محددة، أي لا تتأخر ولا تتقدم فيها، وهي أفكار تقدمية قصوى في تلك اللحظة، وحلمية أيضاً، لكنها تنظر للمستقبل وترغب فيه بما يحافظ عليها ويقويها. ثم أهمية الاستمرار والتقدم، فكل فكرة تنشأ من الحلم بها، والعمل عليها، والاستمرار بما يثبتها، ويظهر نقاط ضعفها وقوتها ليتم إصلاح الضعيف وتقوية القوي، بما يجعلنا نسير إلى الأمام بالتجربة. لهذا لابد أن أعزي أيضاً في الذين استشهدوا من أجل أن نعيش في استقرار وأمان. هم آمنوا وماتوا من أجل هذا الوطن، ولتحقيق حلمه والدفاع عن وجوده، كما آمن غيرهم وعمل بجد واجتهاد، لكنهم ذادوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل الفكرة والعمل عليها، من أجل الوطن وتحقيق استقراره، من أجلنا ومن أجل القادم والمستقبل، الذي يحافظ على فكرته ويقويها، كي تعيش أجيالنا في استقرار وسلام وأمان. فلابد من تضحيات من أجل ما تصبو إليه وتريده، لأن الحلم والفكرة التي نشأت من أجل الاستمرار والحاضر أصبحت من أجل الأجيال القادمة أيضاً، فلم تظل في نقطة تحصرها، بل توسعت. ولا بد أن نتذكر، رغم أننا لا ننسى أبداً، الذين أفنوا حياتهم وهم يحملون همَّ هذا الوطن، وعاشوا لتحقيق هذا الحلم، الذي لم يكن حلماً فردياً أبداً، بل حلماً للجميع، لكل فئة، ولكل أسرة، ولكل فرد، فأصبحت أحلام الأشخاص في داخل حلم كبير يستوعبها ويحقق نجاحها.. نعم هي فكرة تضم أفكاراً، وحلم يضم أحلاماً، ونجاح يضم نجاحات، وهو حنين يضم رؤية للواقع والمستقبل في ظل ماضي الأيام. والماضي أصبح له تواريخ: ماض قديم، وأقدم، وأقدم، ثم ماض قريب، وأقرب وأقرب. ترى هل كل هذا كان واضحاً من البداية؟ ربما كلا، لكن الاستشراف المستقبلي والتغيير الذي يتوائم مع ما نحن فيه، ويحفز على التقدم في ظل مجتمع عالمي لابد من مواكبته، يوصل حتماً إلى نتيجة مثل التي نحن فيها الآن، ولهذا لابد من أن ننظر للماضي وعيوننا في المستقبل، ولابد أن ننظر مثل عين الصقر من أعلى لنكشف الخريطة بكاملها، إذاً الأفكار تبدأ، ولا بد من رؤية شاملة تكتمل لها، فهي ليست قاصرة، أو فكرة تقف في منتصفها، بل فكرة تؤسس تاريخاً لها، وحاضراً، ومستقبلًا يطورها، لا يعيدها إلى الماضي. دعوني أشكرهم، وأشكر الذين مازالوا في خدمة الوطن وقيامه، يعملون ويحلمون بأكثر مما تحقق، بقيادة رشيدة تنظر إلى وجود الدولة كحقيقة لا تمس، وإيمان لا يتزحزح، يكملون ما بدأ به السابقون، ويحافظون على ما اكتمل، ويحلمون ويحققون ما استجد، وما يحافظ على البدايات من استكمال استقرار الدولة، واستكمال مؤسساتها، وتثبيت وجودها في الواقع داخلياً وخارجياً بما استجد من تغيرات وأحداث جسام، تستدعي رؤية مختلفة عما بدأت به الدولة، وهذا مشروع وواجب، كي تستمر في ظل تغيرات تشملنا وتشمل غيرنا، فالأفكار إن ثبتت أصبحت قديمة لا تتجدد، فماتت أو أصبحت من الماضي ونحن في ظل حداثة وتطور تكنولوجي قد يستبيح حتى أمننا وعمقنا. الفكرة وتجلياتها: في البداية، كانت هناك خبرة قوية في فكرة الائتلاف الداخلي، تمت الاستفادة منها في تلك الفترة في بناء البيت من الداخل، وبناء علاقات قوية في الخارج، وإقناعه بوجودها القوي مع دول كبرى وصغرى. كانت الفكرة هنا هي التحقق، ووضع الدولة في حيز ملائم في الواقع تحافظ عليه وتثبت وجودها الجديد، ومنه تبدأ. فكانت فكرة الدعم تنصب على وضع مكانتها بين دول أخرى، في كونها ليست فقط دولة وليدة بل نبتت من فكرة قوية لها، وماض عتيد قويٌّ بأفكار القبيلة، من نجدة الضعيف ومساندة المحتاج ودعم الطالب ومناصرة الحق، فنشأت قوتها من فعلها وماضيها الذي لم تلغيه، بل كان ناصراً لها لترسيخ الأرض تحت أقدامها. لقد بدأت المؤسسات في القيام بدورها، ولم يُهمل دور الإعلام والثقافة. وبدأت أفواج الدارسين في الخارج، الذين رأوا الجديد عليهم في ذلك الوقت، وكانت الأرض لينة قابلة لتطويعها، وهم في حاجة ماسة لتحقيق الحلم، فخرج أوائل الخريجين ليلتحقوا بالخارجية ومؤسسات الدولة، وكلهم أمل أن يحققوا ما شاهدوه في الخارج. الثبات بعد التغيير القوي، والذي يستلزم وقتاً كي يستوعب الداخل والخارج حجمه ومكانته واستمراريته وقوته والانتشار المحسوب، ثم مع تعزيز هذا الدور وبناء جذور له وماض له حنين في قلب كثير من أبنائه، وبين مجتمع دولي له ومعه تاريخ جديد وكبير نوعاً ما، كان لابد من تحرك جديد للأمام، مع وجود تغيرات مجتمعية ودولية حاسمة وكثيرة، مزلزلة وثابتة. ومع تعزيز دور الدولة لم يغفل المؤسسون أن وجودها مرتبط بمؤسسات تدعم الوجود الفعلي لها، وتدعم المواطن فيها، فكان الاهتمام في جميع المؤسسات، تحت فكرة المواطنة ودعم المواطن، ومسمى الدولة الداعمة والقوية والمهتمة، ودعم مؤسساتها التي تخص تكملة بنيان الدولة الذي تحقق بمعجزة، واستمر برغبة قوية وجهد عظيم، دون أن يكون ذلك مشابهاً مع دول أخرى في المنطقة في ذلك الوقت، في ظل المناداة بالوحدة التي لم تنجح تجاربها بين دول كثيرة. إذاً الفكرة جديدة وقديمة، حداثية على مكانها، منصتة لمصالحها في ظل مصالح عديدة كانت تترتب في ذلك الوقت، أما النتيجة فمنها ما يتضح في الوقت القريب، ومنها البعيد نسبياً، ونلحظه الآن بعد كل هذه السنوات من وجودها، وهو لصالح هذه التجربة الفريدة. نجح «الاتحاد» بدعم قوي وحرص وقناعة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيادته الحكيمة، واقتناع تام ومؤازرة من إخوانه حكام الإمارات بأن العصر الحديث يحتاج للقوة لا للشتات، وللعمل المشترك لا لإضاعة الفرص، وللتعامل الخارجي بقوة القوي لا الضعيف أو المشتت، إذاً ليكن لمّ الشمل، ترتيب البيت، اتضاح الفكرة والعمل عليها والنظر إليها من أعلى ومن الداخل، ثم وضعها في موضع التطبيق، مع تهيئة كل الأوضاع لنجاحها، والنظر إليها من عين المستقبل لا الماضي أو الحاضر فقط، ثم الإيمان بها بقوة دفع إلى الأمام. ظل الاهتمام بالانتماء إلى مفهوم الوطن الواحد في ظل أفرعه القوية المساندة، وليس إضعاف الفرع في ظل خارج قوي لابد من منافسته، والعمل بحرص وحكمة كي يستطيع الخارج أن يتقبل ويضع الوطن موضع الثقة والاحترام والتقدير، وهذا ما قام به بكل حكمة ومعرفة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعطى الاتحاد والدولة الثقة الخارجية، والاحترام له من شخصه ومن صفاته، مما أوعز للآخرين بالثقة في هذا المولود الجديد، الذي كان ينظر له بقلق من احتمال عدم الاستمرارية، أو عدم الوصول إلى شكل ثابت، وهذا ما لم يحدث، كانت الدولة تأخذ من صفاته وإخوانه الذين دخلوا في ظل هذا الكيان الكبير والضخم والحقيقي، وكلهم إيمان به. تمكين المرأة كانت هناك أيضاً قوة إصرار على التعليم وتمكين المرأة في المجتمع، ولا يُنسى أبداً دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أم الإمارات، في دعم المرأة ودورها وقيمتها في المجتمع، وتقويتها في اتخاذها للقرار، ودعم المطلقات والأرامل وحقوقهن المعيشية مبكراً، وهذا ما أسس لما نراه اليوم من دور واضح وجلي للمرأة الإماراتية في جميع المجالات، بل إنها تتحمل المسؤولية بقلب شجاع وروح مثابرة. إذاً الأفكار تبنى جزئياً، لكن لابد من تكملتها ووضعها موضع التطبيق، والأفكار لا تتجزأ في موضع يظل قديماً ناتئاً، وآخر حداثياً جديداً، بل لابد فيها من إعطاء الحريات والحقوق والتنسيق بين ما ترغبه وما تحققه منها، وكل ما له صلة بالإنساني الثقافي، بمعنى عادات الشعوب، المخزون الغنائي والشعري، المعتقدات والصفات البيئة، وأهمية أن نكون شبه أوطاننا لا مختلفين عنها. ومع الاستمرار تغيرت بعض الافكار والرؤى وتطور بعضها مع دخول ثقافات متعددة وتجارب كثيرة، ونشوء أجيال جديدة بأفكار أكثر تطوراً، وبدأت الدولة تستوعب أفكاراً أكثر ومؤسسات أكثر، فبدأت حقوق المرأة تأخذ أشكالًا أخرى من حيث ضمّهن داخل بؤر وظيفية لم تكن المرأة فيها من قبل، مثل أن تكون المرأة وزيرة، وقائدة طائرة مقاتلة، وموظفة في بنك، وغير ذلك، ومن ثم نشأت فكرة المواطنة وأفكار التسامح والسعادة، والمؤسسات الوطنية الاتحادية، والمؤسسات الداعمة مرة أخرى بأشكال مختلفة داخل أطر جديد مناسبة لروح الدولة في عصرها. الدولة الراعية والداعمة ومع ظهور أجيال مثقفة ومبدعة في كل حقبة من الحقب، كان لابد أيضاً للثقافة والإعلام أن يتغيرا شكلا ومضموناً مع تغير الإنسان ومواكبته لشكل المؤسسات الخارجية وأطرها، ومع ذلك لم يتغير شكل الدولة الراعية والداعمة داخلياً وخارجياً. فكم تأثرت وكبرت لدي قيمة دولتي وأن أسمع مثلاً عن أهمية واستمرار عمل دولة الإمارات في نزع القنابل التي زرعها الكيان الاسرائيلي في جنوب لبنان، هذا العمل الكبير الضخم ليس إنسانياً، فقط وليس سياسياً فقط، لكنه قيمة أكبر من ذلك في فكرة الحق في الحياة، ومحبة الآخر، ونجدة المظلوم والتفاعل مع الغير، وكان من الممكن أن يكون هناك انغلاق وتركيز على الداخل فقط، لكن هذا لم يكن من مبادئ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه، ولا من مبادئ الدولة التي نشأت من خلالهم، لأنها لا تعيش دون مصالح كبرى وصغرى، ولا تتحرك في مجال داخلي معزول. بل حافظت على وجودها وكيانها، ودعمت ذلك خارجياً. اذن ركزت الدولة على تعدد المؤسسات وعدم مركزيتها، وبحثت عن التعدد في ظل المركز حتى استقلال الفرع عن المنبت في المؤسسة لسهولة اتخاذ القرار المناسب، وتطبيقه والوصول إلى النتيجة المرجوة سريعاً، حتى تتوسع المؤسسات بدلًا من أن تكبر وتترهل في مكانها، بل تتسع لوظائف أكثر وتستجيب لفكرة الابتكار مثل فكرة «مصدر»، أو تجديد الخطابات السابقة في الفن والثقافة والإعلام والعلاقات السياسية والعمل المشترك، فتتسع الرؤية والصدر تجاه التجارب الجديدة والاختلافات العقائدية الأخرى، فتطل فكرة التسامح بشكله الإنساني الواسع، وفكرة الاتساع والانفتاح على الآخر، من فن وثقافة ووعي ورؤية وتجربة، وتقبله، أوجد المؤسسات المتعددة للشأن الواحد، وتغيرت فيما بينها الرؤية والطريقة، مثل تعدد دور النشر الأهلية مقابل المؤسساتية، وتعددت اختلافات كل دار عن الأخرى، وظلت مؤسسات حامية لشكل النوعية، مثل مشروع «كلمة» كمشروع مؤسساتي يعمل على دعم الترجمة بشكل قوي، أو مثل معرضي كتاب أبوظبي والشارقة، أو الجوائز الرسمية والأهلية بأشكالها وحجمها، وكان الدور واضحاً جلياً مؤثراً وقوياً، إذ تعددت الجوائز والتفاصيل من أجل لا مركزية العمل الواحد المتشعب، إنها استجابة لفكرة مفهوم الدولة الحديثة بكل مؤسساتها بما فيها الثقافي بمعناه الواسع. هذه الأفكار نشأت كلها من منبع واحد، هو فكرة معنى الدولة واتجاهاتها ووعيها، وطريقة تسييرها في مسارها الصحيح الحالي بوجهة نظر واعية قادرة على اتخاذ القرار الصائب في حينه، وناظرة لمستقبل وطن وحياة شعب. هذا الحلم الذي كان ضرورة والذي نشأ وترعرع في قلوبنا جميعاً. حفظ الله الإمارات العربية المتحدة، ورحم أرواح من بنوا هذا الصرح، ورحم الشهداء الذين ضحوا من أجلها، ولها الروح والقلب.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©