طول فترة الصوم لا يشكل خطرًا على الصحة، بل على العكس، فالصيام يحقق مكاسب صحية وبدنية وروحية ونفسية واجتماعية. وخلال فترة الصيام التي تبدأ من صلاة الفجر وحتى آذان المغرب، يعتمد الجسم في طاقته على سكر الجلوكوز الذي تم امتصاصه من آخر وجبة تناولها الشخص فقط لساعات قليلة، ثم يقوم باستخدام مخزون السكر الموجود في الكبد المسمى بالجليكوجين لبقية ساعات النهار، وعند نفاذه فإن الجسم يتوجه إلى حرق الدهون المخزونة، وهنا تبرز فائدة الصوم في التخلص من الدهون والوزن الزائد بصورة تدريجية، وطرح سموم الجسم المخزنة في شحمه، ما يؤثر إيجاباً على مستوى السكر والكوليسترول، فتقل نسب تراكم الدهون على الشرايين والأوعية الدموية وتسهل حركتها.
العادات الغذائية
ليس الاستعداد للصيام بتناول كميات كبيرة من الطعام والشراب وتقليل حجم ومدة الجهد البدني والحركة، فذلك يضيع على الجسم حرق الدهون والتخلص من السموم.
لذلك لا بد من تعديل العادات الغذائية والإقلاع عن التدخين ما يؤدي إلى تعزيز القدرة على الصبر وزيادة الثقة بالنفس وتقوية المناعة وخفض نسب التوتر والضغط ما يحسن السلوك العام.
فوائد بالجملة
يمكن إجمال فوائد الصوم الصحية بما يلي:
- إراحة الجهاز الهضمي ما يزيد كفاءة، وبالتالي يقي من مشاكل الجهاز الهضمي من زيادة الحموضة وعسر الهضم بجانب أن العامل النفسي يبعث الهدوء ويحسن أعراض القولون العصبي والتوتر.
- تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة المتراكمة فالجسم، وتجديد الخلايا والشباب والحيوية للخلايا، واستبدال الخلايا التالفة بخلايا جديدة نشطة، وبالتالي تتأخر مظاهر الشيخوخة.
- أظهرت دراسات أن الصوم يقلل نسب الإصابة بأمراض القلب والخرف المبكر وداء السكر.
- الصوم يحسن كفاءة الأداء العضلي ويقلل آلام الساقيين ويخفض سرعة دقات القلب لأنه خلال الصوم تتحسن كمية الدم المتدفقة إلى العضلات والمخ بدلاً من تركيزه على المعدة لهضم الطعام في الأيام العادية، ما يؤدي إلى المزيد من النشاط والحيوية.
- الصوم يعالج السمنة وزيادة الوزن ويحسن مستوى السكر لمرضى السكر ويخفض ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
- يساعد في علاج أمراض الحساسية المرتبطة بتناول أنواع معينة من الطعام، مثل أمراض البشرة كحب الشباب والبشرة الدهنية.
بين الإفطار والسحور
بدلا من تناول وجبة كبيرة في الإفطار أو الوجبة الليلية يفضل تناول 3 وجبات رئيسة في أوقات منتظمة خلال الفترة الممتدة ما بين الفطور والسحور لضمان معدل ثابت للطاقة، ما يساعد على هضم جيد وسليم، فالوجبة الأولى، وهي الفطور الذي يحل محل وجبة الغداء والوجبة الثالثة، وهي السحور، فهي تحل محل الفطور أما الوجبة الثانية التي تكون بعد صلاة التراويح قرب منتصف الليل، فهي أقرب لوجبة العشاء على أن تكون خفيفة. وأهم ما تحتاج إليه لكي يكون صومك صحياً هو:
- نوع الطعام والشراب ومقدارهما والسعرات الحرارية المتناولة التي تؤثر في صحتك مباشرة لذا لا بد من اتباع غذاء صحي متوازن مع تجنب المأكولات الضارة ما يساعد في تحسين انتظامك وتجاوبك خلال الشهر الفضيل.
- رمضان فرصتك لكي تغير نظام حياتك واتباع نظام حياة صحي أساسه الغذاء الصحي المتوازن وممارسة رياضة منتظمة قد تكون المشي لنصف ساعة يوميا على الأقل.
- المحافظة على توازن السوائل في الجسم خلال الصوم يساعد في تحسين صحتك جسدياً وروحياً وعقلياً.
- الحد من التدخين. وفي حال عدم القدرة على وقفة نهائياً ينصح بتحفيف التدخين تدريجياً نظراً إلى أضراره الكثيرة على الجسم.
- التركيز على الأطعمة التي يهضمها الجسم ببطء كتلك الغنية بالألياف. ومن الأفضل تجنب تلك التي يهضمها الجسم بسرعة والتي لا تدوم لأكثر من 3 إلى 4 ساعات، فيما تدوم تلك التي يهضمها الجسم ببطء لأكثر من 8 ساعات. أما الأطعمة التي يحرقها الجسم بسرعة فهي النشويات المصنعة التي تحتوي على مكونات السكر والطحين، فيما تحوي النشويات المركبة التي يهضمها الجسم ببطء على الحبوب، والشوفان، والقمح، والعدس، والطحين الكامل الغذاء، والأرز الكامل الغذاء.
عدد اليوم
