الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهدايا·· عربون محبة بعضها غير مأمون النوايا

الهدايا·· عربون محبة بعضها غير مأمون النوايا
16 فبراير 2009 00:18
ليس غريباً أن تمتلك الهدية مفعول السحر في النفوس وأن تشق طريقها بسهولة إلى قلوب الألوف· كيف لا· وعلى أرضها ترتطم الخلافات وأمامها تهزم المنازعات وبها تتوطد العلاقات، كبيرة مهما صغر حجمها لأنها قيّمة في المضمون ، ثمينة مهما رخص ثمنها لأنها غالية بما تحمله من معان جميلة تزيل الدموع، لترسم مكانها أجمل الابتسامات، وهي تختلف باختلاف الأشخاص والمناسبات وتتباين فيما يفضله الشباب وتحبه الفتيات· القصد من الهدية هو تعميق أواصر المحبة بين الناس ومشاركتهم أفراحهم، مما يزيد حجم هذه الفرحة في نفوسهم، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ويحب مشاركة الآخرين فيما يقوم به· بهذه العبارات بدأت هيام حسن حديثها عن الهدية التي أصبحت من الضروريات في عصرنا الحالي أو بمثابة الدين كما تقول، فأنا إذا شاركتني صديقتي فرحتي لابد أن أرد لها هذه الهدية في مناسبة ما، ولكن الهدية في الوقت الحالي أصبحت تتطلب ميزانية خاصة لأن قائمة الهدايا طويلة، من هدايا زواج ونجاح وأعياد ميلاد وغيرها الكثير، لذا أصبحت تستوجب التخطيط وتفرد لها الميزانيات ولابد منها لأن لدينا مثل شعبي يقول '' كله سلف ودين حتى دموع العين '' أما سعيد محمود فله وجهة نظر مغايرة في الهدية فيقول : أنا شخصياً أفضل الدعوات الخفيفة السريعة التي تجمع الأصدقاء على أن يجلب لي أحدهم هدية مادية، لأن هذه اللمة التي نجتمع فيها ونقضي بها ساعتين من تبادل الحديث والضحك أكبر في نفسي من هدية مادية أركنها جانباً وتصبح مجرد ذكرى وأصدقائي يعرفون ذلك، لذا عندما يتعلق الأمر بمناسبة لي نخرج أنا وأصدقائي لتناول الغداء أو حتى الجلوس في أحد المقاهي وتنتهي القصة · وتخالفها الرأي عليا أحمد في مفهومها للهدية فتقول : الهدية بالنسبة لي لها وقع خاص، خاصة إذا كانت لشخص عزيز علي وأكثر هدية أحتار في تقديمها كل عام هي هدية عيد الأم، لأن الهدية يجب أن تتوافق وتتماشى مع قيمة الشخص المهداة له، وغالباً ما أضع المناسبات التي تخص صديقاتي في مذكرة كي لا أنساها، وأفكر كثيراً فيما أقدمه لأنني أحرص على تقديم هدية مميزة تدخل الفرحة في النفوس، وترقى بالمناسبة التي تقدم لأجلها، كما أحرص على معرفة ما يحبه الطرف الآخر ويفضله فبعضهم يفضل العطور وآخرون يحبون الزهور، أما إذا تعلقت الهدية بشخصي فأنا أفضل الدمى وخاصة الدببة على ما سواها وأزين بها غرفتي · وتتحدث جميلة حمدان عن ما هو أسمى من الهدايا المادية فتقول : قد تتجاوز الهدية حدود الأشياء المادية الملموسة فتكون أكثر تميزاً وأشد خصوصية ووقعاً في النفس، فمن الممكن أن تكون الهدية عبارة عن جملة معبرة مكتوبة على بطاقة أو أبيات شعرية منظومة لشخص بعينه أو حتى كتاب، وتضيف: أعتقد أن الفتيات يبرعن في اختيار الهدايا أكثر من الشباب لأن الفتاة حساسة تعرف متى وأين وكيف تقدم الهدية؟ وتشير بتول عبدالحسين إلى أجمل وأفضل الهدايا التي تتلقاها من خطيبها، والذي يبرع في تقديم المفاجآت كما تقول، ففي يوم ميلادي قدم لي باقة ورد حمراء وقد علق خاتماً على ساق إحدى الورود ولم انتبه له حتى قال لي ما الذي يميز هذه الوردة عن غيرها، فوجدت الخاتم وسعدت به كثيراً، خاصة وأن عنصر المفاجأة لابد وأن يرافق الهدية فتصبح به أجمل · وعلى الرغم أنه من غير اللائق رفض الهدايا خاصة وأن ديننا الإسلامي الحنيف شجع عليها عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ''تهادوا تحابوا''، إلا أن أحمد غريب قد يضطر لرفض الهدية عندما تكون محرجة فيرفضها، مثلاً عندما تكون مبلغاً من المال من أي شخص مهما كان عزيزاً علي، ولا أقبل هكذا نوع من الهدايا سوى من والدي ووالدتي فقط، حتى أخي الأكبر أرفض أخذ المال منه وأعتبر هذا الشيء محرجاً وأستغرب كيف يتقبله البعض · ويشير برهان حسين إلى أن الهدية لا يجب أن يبالغ فيها من كلا الطرفين لأن الأصل فيها هو توطيد أواصر المحبة وقيمتها في تذكر الآخرين لنا ومشاركتنا أفراحنا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©