الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيدة عائشة.. الصديقة بنت الصديق

24 يونيو 2015 23:29
محمد أحمد (القاهرة) السيدة عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة، ثالث زوجات النبي بعد السيدتين خديجة وسودة بنت زمعة، وإحدى أمهات المؤمنين والتي لم يتزوج بكراً غيرها، ويلتقي نسبها مع النبي في مرة بن كعب وتزوجها النبي بعد غزوة بدر في سنة 2 هـ، وهي الصديقة بنت الصديق. كانت أحب نسائه إليه وبشرها بالجنة فقال: «عائشة زوجتي في الجنة»، ولقبها بالحميراء، قالت: «دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال رسول الله لي يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم، فقلت نعم». والحميراء هي البيضاء والعرب تسمي الأبيض أحمر كراهة اسم البياض لكونه يشبه البَرَص، وفي «لسان العرب» الحميراء تصغير «حمراء» ويطلق على المرأة شديدة البياض لأن بياضها يختلط بحمرة خفيفة في وجهها. تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله إذا أراد السفر اقترع بين نسائه أيتهن تسافر معه، وفي غزوة بني المصطلق سافرت معه، فلما أمر بالعودة والمبيت بعض الليل ثم أذن بالرحيل، فارتحل الناس، وخرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد فانسل مني ولا أدري، ولم أجده، ورجعت أبحث عنه حتى وجدته ورحل الناس وهم يظنون أني بداخل الهودج فوق البعير، وقالت: اضجعت في مكاني حتى يرجعوا لنفس المكان ليجدوني، قالت: مر بي صفوان بن المعطل وقد تخلف لبعض حاجاته، فرآني وعرفني، فكان يراني قبل أن يفرض علينا الحجاب، فقال: ما خلفك يرحمك الله، قالت: فما كلمته، ثم قرب البعير، فقال اركبي، واستأخر عني، فركبت، فانطلق سريعاً يقود البعير للحاق بالناس، ثم قدمنا المدينة، فقال أهل الإفك ما قالوا.. ووالله لا أعلم بشيء من ذلك. وكان بعض المنافقين يتهامسون ثم يجهرون للنيل من السيدة عائشة ويتزعمهم عبدالله بن أبيّ بن سلول. وعندما علم الرسول سأل أصحابه «ما بال هؤلاء القوم يؤذونني في أهلي، والله ما علمت عن أهلي إلا خيراً؟».. وانتقلت عائشة إلى بيت أبيها، بعد أن استأذنت من النبي لتمرضها أمها، فقد أحست في نفس الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً منها لكنها لم تعرف ما يدور لمرضها. عرفت عائشة رضي الله عنها من صاحبتها «أم مسطح»، وقد أخبرتها بما يتحدث به الناس عنها وأشاعوا الإفك، لم تتمالك نفسها وهرولت إلى بيت أبويها، ودخل عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عائشة..قد بلغك من قول الناس، فاتقي الله إن كنت قد قارفت سوءاً فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة من عباده، فدمعت عيناها ولم يتكلم أبواها فقالت: سأقول كما قال يعقوب «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون». وهنا تذكرت عائشة.. أن الوحي اختارها للزواج من النبي، فقد قال لها الرسول: يا عائشة.. قبل أن أتزوجك، أتاني جبريل وأنا نائم في ثلاث ليال ومعه سُرقة - قطعة من الحرير - وقال لي: «هذه امرأتك» فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم عما في السُرقة فإذا وجه عائشة. وقالت أم المؤمنين: قضيت يومي أدعو الله أن يظهر براءتي، فما برحت مكاني حتى أقبل النبي وكان يتصبب منه العرق ويقول: «أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك» بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة النور: الآية 11». عُرفت عائشة - رضي الله عنها - بفصاحتها وبلاغتها وروت عن النبي الكثير من الأحاديث الصحيحة، وكانت من أعلم النساء بدين الله، تتمتع بذاكرة قوية، توفيت رضي الله عنها في العام 58 هـ في خلافة معاوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©