الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا محمد قويض

أنا محمد قويض
16 أكتوبر 2017 21:33
اللاعبون في أوج عنفوانهم الفني، دقائق قليلة مضت على انطلاق الشوط الثاني وها هو جهاد الحسين يحرز الهدف الثاني. ما زلنا بحاجة إلى هدف ثالث. نعم هدف واحد فقط بات يفصلنا عن التأهل للدور الحاسم لتصفيات مونديال جنوب إفريقيا، هل سنفعلها؟، لما لا؟ فالأجواء مشتعلة بالحماس، لحظة ما هذا الظلام الدامس؟، لقد انقطعت الكهرباء. المباراة تتوقف أمام الشقيق الإماراتي لبرهة قبل أن تعود الحياة إلى أعمدة الإنارة من جديد. الأداء القوي انحسر بعد دقائق التوقف. ركلة جزاء تلوح لإسماعيل مطر يحرز منها هدف «الأبيض» الوحيد، هدف صعبّ من مهمتنا، بتنا بحاجة إلى هدفين «ثالث ورابع»، لكن المرمى الشقيق أبى إلا أن يتلقى هدفاً واحداً فقط لفراس الخطيب، وبه انتهت المباراة، ليتبدد حلم التأهل رغم الفوز 3-1. عندما تصديت لتدريب منتخب بلادي لم أكن أتخيل مثل هذا السيناريو. فلو سألني أحد حينها عن أسوأ ظروف يمكن أن تمر بها على صعيد حياتك التدريبية، لم أكن لأقول له أن تنقطع الكهرباء في مثل هذا المنعطف المهم والتاريخي، نعم لقد قارعت أعتى فرق القارة الآسيوية، وضربت بكافة الترشيحات عرض الحائط عندما قدت الكرامة إلى نهائي دوري أبطال آسيا، لكن مشاعر الحزن على خسارة اللقب الأخير لا توازي أحزان الخروج من تصفيات المونديال. الآن. وأنا أقلّب في دفتر الذكريات على طاولتي، تمر العديد من المحطات والمنعطفات والألقاب التي ناهزت الـ 15 لقباً، توزعت ما بين سوريا ولبنان والأردن. أتذكر المرة الأولى التي أصبحت فيها مدرباً خلال خدمتي العسكرية، وقبل ذلك خطواتي الأولى في صالات الكرة الطائرة وملاعب كرة القدم إلى أن جذبتني اللعبة الأخيرة بعنفوانها وجمالها. أتذكر سنوات المجد المحلي والآسيوي مع الكرامة السوري والعهد اللبناني وترشحي لجائزة أفضل مدرب آسيوي، وغيرها من الذكريات العصية على النسيان، لكن يبقى يوم 22 يونيو من عام 2008، والذي خرجت فيه النسور من تصفيات المونديال اليوم الذي أسعى جاهداً إلى طمسه. طالماً ما زال في دقائق العمر بقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©