الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يصبح علماء جينات الأجنة ترزيون يصنعون أجنة حسب الطلب؟

هل يصبح علماء جينات الأجنة ترزيون يصنعون أجنة حسب الطلب؟
4 يونيو 2006
الأخ المنقذ المعدل وراثياً بنك لقطع الغيار البشرية
هل يتوصل علم الجينات الآخذ في التطور الى تكوين طبقة من 'الترزيين' مهمتهم 'توليد' أطفال حسب الذوق والطلب؟ أي اذا أراد أحدهم 'ابنا' بمواصفات شكلية أو ذهنية معينة، أو حتى 'ابنا احتياطيا' يوفر 'قطع غيار' لاخوته الطبيعيين عندما يحتاجونها، فما عليه الا أن يملأ استمارة بيانات ويقدمها لخبراء الموضة الجينية؟
هذه المسألة تثير جدالا في الغرب، لا يتوقف عند حدود العلم وانما ينطلق الى ميادين الاخلاق والقانون والعواطف والعلاقات الاجتماعية والمحظورات الدينية، وهو ما انطوى عليه تقرير صدر مؤخرا عن المفوضية البريطانية لعلوم الوراثة وتكنولوجيا الجينات البشرية، جاء فيه أن الإختيارات تتزايد بصورة درامية أمام الأزواج، الذين يريدون إنجاب أطفال 'مهندسين' وراثياً· وأوضحت المفوضية، وهى هيئة استشارية للحكومة البريطانية، أن امكانية توليد مثل هؤلاء الأطفال، بهدف إكسابهم 'الوسامة' أو قدرات ذهنية ورياضية نموذجية، ليست، ولن تكون، في الأفق المنظور ممكنة لأسباب تكمن في الطبيعة المعقدة لنظام جينات الأنسان، وأن التطور الجديد في تقنيات وتكنولوجيا التحكم في الجينات هدفه 'انتاج مولود' صمم لأداء دور 'الأخ المنقذ'·إعداد: جمال إدريس
وحذر التقرير من إغراءات التعامل مع 'الأخوة المنقذين' وكأنهم بنوك قطع غيار بشرية· وأعلن أن عدداً منهم قد ولد بالفعل· وأشار الى أن أحد هؤلاء الأطفال عمره الآن أصبح عامين وأسمه 'جامي ويتاكر' وأنه النظير الجيني الأقرب الى التطابق مع شقيقه 'تشارلي' البالغ من العمر خمسة اعوام ويعاني من حالة نادرة من أمراض 'الأنيميا' التى لا تعالج إلا بزراعة 'خلايا زندية حاجزة' من نظير متبرع·
ضرورات للإنتباه
وتعنى المفوضية البريطانية بانعكاسات التطورات المتسارعة في علوم الوراثة والجينات البشرية على حياة الأفراد اجتماعياً وأخلاقياً وقانونياً· وقد أصدرت تقريرها بعد دراسات استغرقت أكثر من عامين وأجراها فريق عمل شكل لهذا الغرض·
لم يشر التقرير الى حالات فردية لأسر، إنما انصبت توصياته على 'أحوال' الطفل الذي يولد لأداء دور الشقيق المنقذ· في هذا السياق دعا التقرير الى ضرورة وضع 'الأخوة المنقذين' تحت مراقبة دائمة، وأبدى تخوفاً بشأن المدى الذي سيسمح به عند استغلال مثل هؤلاء الأطفال لمصلحة ونفع إخوة لهم: إن أخذ دم من الحبل السري بعد الولادة قد لا يسبب تأثيرات مرضية تذكر، لكن نقل نخاع العظم يثير جدلاً حول مدى الضرر الناجم عنه·
وقد أوصى التقرير أيضا بضرورة وجود المزيد من الأبحاث حول الأطفال الذين ولدوا بعد تشخيص وراثي للجينات، حيث يتم انتقاء الأجنة اذا ما خلت من شروط وراثية·
ونبه التقرير إلى أن توصيته هذه ليست 'روتينية' مؤكداً أن الأمر يحتاج بالفعل إلى 'نصيحة واضحة' تجعل الأمهات يدركن بوضوح أن قرار اجراء فحوصات جينية هو قرارهن، وأن التشخيص الوراثي والتحليلات الجينية مسألة اختيارية·
كذلك أوضح التقرير أن الأمر، في حال القبول من حيث المبدأ بأن الأطفال يمكن أن يوجدوا لإنقاذ حياة أشقاء لهم، قد يصبح مباحاً بالقدر نفسه الذى يسمح فيه بالتبرع بكلية أو بتكرار التبرع بأنسجة: سيكون من الصعب تبرير منع والدين لديهما طفل في حالة مرضية تهدد حياته، من إنجاب شقيق منقذ له· ولكن لابد من وجود اجراءات احترازية بشأن العلاقات الأسرية و'أحوال الطفل التي يجب أن تظل مراقبة ومحل بحث'·
تجربة احتفالية
لقد اقترن صدور هذا التقرير بتصريح للبارونة 'هيلينا كينيدي' رئيسة مجلس إدارة المفوضية الذي يضم 24 عالماً في الجينات والأخلاقيات والقانون وشؤون المستهلك، قالت فيه إن التطورات في أبحاث هندسة الجينات تقدم الآن امكانيات جديدة تحمل في طياتها مخاوف جديدة و'علينا أن نوازن ما بين حقوق الأمهات والآباء في اتخاذ قرار انجاب الأخ المنقذ، وحقوق هذا الطفل ومصالحه والمصلحة الأوسع للمجتمع'·
لكن 'جوزفين كوينتافل'، العضو في الفريق المعني بأخلاقيات تقنيات علم الوراثة، داخل المفوضية، علقت مؤكدة أنه كان يجب اعطاء أهمية أكبر للأثر الأهم الذي ينجم عن التطور الحديث في تكنولوجيا هندسة الجينات التي أدت الى توليد 'الأخوة المنقذين'· وتقول جوزفين إن هذه القضايا 'هي ذاتها التي حذرنا منها ومن خطورة انعكاساتها السلبية··· وكان يجب إمعان العقل والفكر فيها قبل استخدام الأطفال كفئران في تجربة احتفالية'·
لا يستطيع أحد تخيل ماذا يمكن أن يكون عليه حال أطفال صمموا وخضعوا وهم في أرحام أمهاتهم لتجارب وشروط الهندسة الوراثية، لكي يكونوا في خدمة 'الآخر' طوال حياتهم· ولايستطيع أحد أن يتنبأ بردود أفعالهم، أو أحولهم، في المستقبل·
ويذكر أن من بين المهام الرئيسية، لمفوضية تقديم النصح الى الحكومة البريطانية في قضايا الجينات البشرية، رعاية ودعم الحوار والمناظرات، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام وآراء 'الجماهير' صاحبة المصلحة العامة· وتستعين المفوضية، إضافة إلى خبرائها من المتخصصين، بهيئة استشارية تضم عدداً من الشخصيات والأفراد أصحاب التجارب المباشرة، والمعاشة، مع اضطرابات جينية أو وراثية، هم بمثابة جهاز استطلاع رأي خاص تجاه تقارير المفوضية وتوصياتها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©