الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البريق للعروس و المعاريس منسيون

4 يونيو 2006

فتحية البلوشي:
'يا معيريس عين الله ترعاك··· القمر والنجوم تمشي وراك'، أهزوجة جميلة تغنيها الأمهات لأولادهن الصبيان منذ نعومة الأظافر، ويكبر الأولاد الذكور لتنهال عليهم دعوات القلوب الطيبة كمكافأة على أي إنجاز صغير يقومون به مثل: 'عشت ولبست البشت'، أو 'يعلني أزفك معرس' وغيرها من الدعوات التي توحي للولد منذ صغره بأن زواجه قد يكون أعظم إنجازات حياته، وأقصى طموحاتهم له!
وحين يحين الوقت المناسب للزواج ويبلغ الرجل مبلغه بحسب نظرة المجتمع، تتبرع الأم والأخوات بالبحث عن عروس مناسبة أو قد يختارها الشاب نفسه بعد الانفتاح والتطور الذي حصل في المجتمع·
المهم ما أن تبدأ استعدادات الزفاف حتى يختفي العريس من على الخارطة وينصب اهتمام الكل على العروس، على اعتبار أنه رجل لا يحتاج للنصح بينما الكثير من الشبان يحتاجون النصح والإرشاد لمعاونتهم على تحمل مسؤولية البيت والأسرة كما ينبغي لهم كأزواج·
أسئلة حائرة
يقول عمر الكثيري (موظف): 'بدأت أفكر بالزواج مباشرة بعد حصولي على الوظيفة -التي انتظرتها 3 سنوات-، وكان الاستعداد بالنسبة لي هو سؤال أصدقائي الشباب عن الزواج وفكرة الاستقرار الاجتماعي والنفسي فيه، وهل الزواج فعلاً هو سر السعادة والإحساس بالأمان؟ وما هو الأفضل زواجي الآن في سن 24 سنة أم أؤجله لما بعد الثلاثين؟ وما الذي سأخسره وما الذي سأكسبه؟ وغيرها من الأسئلة'·
كثير من الأسئلة طافت ببال عمر وهو يبحث عن مرفأ استقرار لها، في البداية توجه للأصدقاء، وبعد ذلك بدأت أسئلته تتجه لإخوته الشباب المتزوجين، حتى استطاع أن يكون فكرة رئيسية عن الزواج· ويؤكد عمر أن للأم والشقيقات دور هام في نقل الانطباع النسائي عن الزواج إلى عقله، وكيف أن العروس تنظر للزواج بنظرة قد تكون مختلفة، وهذا يعني بالتأكيد الاهتمام برأي العروس أيضاً ومعرفة انطباعاتها الخاصة عن الزواج·
ويضيف عمر بعد اقتناعي الشخصي بضرورة الزواج الآن، بدأت جديا بالاستعداد النفسي للزواج والتجهيز له من حيث التفكير بتحمل المسؤولية، وحساب التكاليف المادية سواء لتحضيرات العرس أم للإنفاق والمصاريف بعده، فهي حسابات يجب الاستعداد لها قبل الزواج، خاصة وأن العادات والتقاليد والأعراف السائدة في الإمارات تفرض على الرجل تحمل كافة تكاليف الزفاف، مما يجعل الرجل أيضا أكثر مسؤولية في اختيار العروس من نفس الطبقة الاجتماعية لتـكون أكثر تفهما لما تحتاجه سواء في الزفاف أو في الحياة الزوجية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أقلهن مهرا، أكثرهن بركـة'·
إسأل مجرب!
سلطان الكتبي شاب مقبل على الزواج، ويستعد لزفافه بعد عدة أشهر قريبة يقول: 'يستقي الشاب معلوماته عن الحياة الزوجية من حوارات الأصحاب عادة، وأحيانا يأتي الشباب المتزوجون ذوي الخبرة للعريس ويقدمون له النصائح الخاصة بالحياة الزوجية وكيفية التعامل مع الزوجة، لكن التربية الصحيحة في البيت هي المقياس الأساسي لتعامل الرجل مع زوجته بعيدا عن كل النصائح الأخرى·
لأن الرجل -كما يؤكد سلطان- يتعامل مع زوجته بشكل يتمم تعامله مع أخواته، إن اعتاد على ضرب أخواته دون رادع في بيت والده واعتاد على التحكم بحياتهن، يحاول أن ينقل أسلوب التعامل الهمجي هذا مع زوجته، لأنه يجد فيه الأسلوب الجدير حسب وجهة نظره للتعامل مع النساء بغض النظر عن مدى صحة هذه النظرة، وبالمثل إن كان هذا الشاب يرتبط بعلاقة احترام وود مع شقيقاته، تكون حياته أكثر سعادة مع زوجته، لأنه في النهاية يقدرها كأنثى·
وبالنسبة للاستعداد المادي يجد الكتبي أن عادات الزواج في الإمارات وواجبات الرجولة بمعناها الحقيقي تفرض على الرجل الاهتمام بالأمور الصغيرة قبل الكبيرة التي تحتاجها العروس، من ملابس وهدايا وتجهيزات ليلة الزفاف بكاملها لأنها فرحة الشاب قبل أن تكون فرحة العروس، وبشكل عام يعتبر المجتمع الإماراتي متماسكا ومتعاونا في هذا الشأن لأن الرجال من العائلة عادة ما يقدمون (العينية) المناسبة للعريس وهي تساهم بدوها في تكاليف الزفاف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©