الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجهمية».. أصل الجهل والضلال والزندقة والنفاق

«الجهمية».. أصل الجهل والضلال والزندقة والنفاق
24 يونيو 2015 23:20
أحمد محمد (القاهرة) ولد الجهم بن صفوان في الكوفة ونشأ فيها، وصحب الجعد بن درهم بعد قدومه إليها هاربا من دمشق وتأثر بتعاليمه، وبعد مقتل الجعد في العام 105هـ واصل الجهم نشر أفكاره وصار له أتباع إلى أن تم نفيه إلى ترمذ في خراسان، وأخذ بنشر مذهبه. والجهم هو حامل لواء «الجهمية»، ظهر في المئة الثانية من الهجرة ويكنى بأبي محرز، وهو من الجبرية الخالصة وأول من ابتدع القول بخلق القرآن وتعطيل الله عن صفاته، كان له ولأتباعه صولات وجولات في نشر الضلالات واضطهاد أهل السنة. مقالة التعطيل قال الإمام ابن حنبل: «الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القـــرآن والحديث فضلوا وأضلوا بكلامهم بشراً كثيراً، فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام». ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، أن أصل مقالة التعطيل ترجع في نهايتها إلى اليهود والصابئين، والمشركين، والفلاسفة الضالين، فإن أول من حفظ عنه «الجهم» أنه قال هذه المقالة في الإسلام، أعني أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإنما استوى بمعنى استولى ونحو ذلك، أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن طالوت ابن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر. إنكار الأسماء والصفات وقال: «أصل الجهل والضلال والزندقة والنفاق والإلحاد والكفر والتعطيل في هذا الباب هو ما اشتركت فيه الدهرية والجهمية من التكذيب والنفي والجحود لصفات الله تعالى بلا برهان أصلا، بل البراهين إذا أعطوها حقها أوجبت ثبوت الصفات». مذهبهم في التوحيد هو إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل، ويجعلون أسماء الله من باب المجاز، ويقولون بالجبر والإرجاء، وإنكار كثير من أمور اليوم الآخر مثل الصراط، الميزان، رؤية الله تعالى، عذاب القبر، ويقولون بفناء الجنة والنار، وينفون أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله، ويقولون إن القرآن مخلوق، وبأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، وينفون أن يكون الله في جهة العلو. البدع الكلامية قامت أفكار الجهم بن صفوان على البدع الكلامية والآراء المخالفة لحقيقة العقيدة السلفية متأثراً بشتى الاتجاهات الفكرية الباطلة، من المعلوم أن الجهمية قصَّروا في علم السمع والنقل، وهو علم الرواية. فجانبوا كثيراً من المرويات المشهورة المعروفة عند أهلها، ففاتهم ركن عظيم من أركان أصول الشرع، وهو السنة، وما يتبعها من علومها المتنوعة، وفنونها المحررة. وقد كان ظهور الجهمية في أواخر عصر التابعين، وتولى نشر المذهب الجهمي في الأمة جماعة مخذولون، هم الجعد بن درهم، شيخ الجهمية، وتنسب إليه الفرقة، ولكنها اشتهرت باسم تلميذه الضال الجهم بن صفوان، وإن كان شيخه هو الذي بذر هذا الشر العظيم في الأمة، وتلقاه عنه كل جهمي. والجهم بن صفوان الضال المبتدع، رأس الجهمية وإمامهم، هلك في زمان صغار التابعين، وهو أس الضلالة، وهو الذي سن في الإسلام سنة سيئة لا يزال أهل الباطل يأخذون بها، فهو أعظم الناس نفياً للصفات، وللأسماء الحسنى. مقتله وقد قتل الجهم العام 128هـ بعد اشتراكه مع الحارث بن سريج التميمي في الثورة على الدولة الأموية، واستفاض في كتب السلف ذكر طريقة قتله، وأنها على يد الأمير خالد بن عبدالله القسري الذي ذبحه يوم عيد الأضحى قال كلمته المشهورة في خطبة صلاة العيد: «أيها الناس، ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليماً، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً، ثم نزل فذبحه في أصل منبره»، واستمرت الجهمية بعد مقتله ولكن مع بداية القرن الثالث بدأت بالانحسار. وقد جاء بعدهم من وافقهم في معتقداتهم، مثل المعتزلة في نفيهم بعض صفات الله، وقولهـم بأن القرآن مخلوق، ونفيهم رؤية الله في الآخرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©