الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

50 درهماً للإقامة في «غرفة مزدوجة» بدبي

25 يونيو 2015 03:04
«أمباسادور».. أقدم فنادق دبي يفوح برائحة الأصالة والمعاصرة الموقع المميز للفندق وسط الأسواق ساهم في استقطاب الضيوف راجو أشرف جمعة (أبوظبي) جرعة من حديث الذكريات تكفي لأن تبهج الرّوح وتطلق المخيلة، فمع اكتشاف الأمكنة تتضاعف خبرة الحياة، فها هو فندق أمباسادور إيقاع الزمن الجميل وسحره، الذي يدون أبجدية الحياة القديمة، فمن الماضي إلى الحاضر، يواصل رحلته التي بدأها منذ أكثر من 45 عاماً، إذ يعد من أقدم الفنادق، وأحد أبرز الأماكن التاريخية كونه أول فندق شيد بالإمارة عام 1971، وتفوح منه رائحة الزمن الجميل في منطقة الرفاعة بدبي، فقد كان ملتقى ضيوف دبي، وفي قاعاته أقيمت فعاليات، وأبرمت اتفاقيات تجارية واقتصادية. ولعب دورا مهاً في معظم المناسبات والفعاليات، كما لم ينسَ رواده من الضيوف من الجنسيات كافة، الأوقات التي استمتعوا بها في هذا المبنى العتيق، ولم تنسَ دبي أبداً رغم النهضة المعمارية الحديثة في كل الاتجاهات وما وصلت إليه كواحدة من كبريات العواصم السياحية في العالم فنادقها وأسواقها القديمة، لأنها القلب النابض والانطلاقة نحو آفاق الحاضر والمستقبل، بهذه الكلمات عبر راجو 50 عاماً ابن رجل الأعمال لولا، الذي عهد له كمستثمر باستئجار وإدارة فندق أمباسادور عام 1971 الحديث عن ذكرياته مع أقدم فنادق دبي، لما له من تجربة ناجحة في الاستثمار في النشاط الفندقي، ومن خلال فندقين متواضعين الـ«جيست هاوس 1954»، والـ «آيرلين» عام 1958، وتراوحت أسعار الاستضافة للشخصين من 50 درهماً إلى 150 درهماً. مشروع فندقي وحضر لولا إلى البلاد في 19 أكتوبر عام 1954 وكان عمره حينذاك لا يتجاوز الـ24 عاماً، يحمل في جعبته أفكاراً طموحة، وكان دائم القول: «إذا كنت واثقاً من هدفك وتؤمن به، فلا تتردد ولا تخف من أية مخاطرة»، وعمل في البداية موظفاً في مطار الشارقة، ثم سرعان ما انتقل للعمل بمطار دبي، وكانت لديه قناعة لخوض المخاطر، ولا يعرف التردد، وكان يلاحظ خلال رؤيته لزوار دبي مدى حاجة البعض للإقامة في فندق، ما شكل لدى والد «لولا» فكرة تأسيس مشروع فندقي، ولِمَ لا؟! فتلك الفكرة كانت هي النواة لمجموعة من الفنادق بعد ذلك، منها ما أسسها، وأخرى استأجرها وقام بإدارتها. معالم قديمة وحول أبرز المعالم الفندقية التي لازالت نشطة حتى اليوم يقول راجو: أسس والدي واحد من أوائل الفنادق بدبي باسم «جيست هاوس»، وكان ذلك عام 1954 وموقعه شارع السكة ويضم 4 غرف، وواصل الفندق نشاطه واستقباله للزوار، إلى أن فكر الوالد في التوسع فأسس فندقا أخر أطلق عليه «آيرلين» من طابقين وكان ذلك عام 1958، وأدرج هذا الفندق بموقع دبي القديمة وضمن معالمها القديمة، حيث تم افتتاحه بـ8 غرف، لكل غرفة حمام منفصل، وصالة كبيرة للطعام لكل الغرف، بالإضافة إلى المطبخ، وكانت الإضاءة به تتم عن طريق الجاز، وتم توسعته حينها إلى أن وصلت سعته إلى 35 غرفة، وتراوحت أسعار الاستضافة بالفندق للشخصين ما بين 50 و150 درهماً. موقع متميز ويذكر أن الموقع المميز للفندق وسط الأسواق، ساهم في استقطاب الضيوف من كل حدب وصوب، فكانت غرف الفندق دائما وعلى مدى العام مشغولة بضيوف دبي، مما كان يضطر الوالد إلى تحويل صالة الطعام إلى غرف للنوم، مشيراً إلى أن معظم نزلاء الفندق كانوا من أطقم شركات الطيران، مما دفعه بعد ذلك إلى إضافة طابق ثالث لزيادة عدد الغرف، وقد دفعه نجاحه في هذا النشاط الفندقي إلى أن يفكر جدياً في التوسع في ذات النشاط، وكانت الخطوة التي تلت فندق «إيرلاين» ديرة» يناير 1956. رخصة سياحية ويحكي الابن عن والده أنه عرف عنه الهدوء ودماثة الخلق، وإحساسه المرهف في عمله وتحمله المسؤولية مبكراً، ما أهله إلى أن يكون محباً ومقرباً من الجميع، وصدرت للفندق أول رخصة سياحية في يناير العام 1971، بمنطقة الرفاعة السوق الكبير ببر دبي، وواكب افتتاحه بدء العمل في خور دبي، فكان معظم نزلائه من موظفي الشركات الأجنبية العاملين في مشروعي جسر المكتوم ومستشفى المكتوم،، ولا يزال الفندق قائماً حتى اليوم يديره أبناء «لولا» كمستأجرين له، ويحكي مسيرة نحو 44 عاماً، إذ يعد بمثابة مقصداً سياحياً بامتياز. مسيرة ونجاح وشجع نجاح «لولا» في ذات النشاط المضي قدماً في إدارة أكثر من فندق منها فندق أبولو في يونيو 1975، ثم فندق «أستوريا» في العام 1978، وواصل رجل الأعمال «لولا» مسيرته إلى أن توفى في أغسطس العام 2009، ليواصل أبناؤه إدارة ما تبقى من مجموعة تلك الفنادق، فيتولى الابن راجو إدارة فندق أمباسادور ويتولى بركاش إدارة فندق أستوريا. كادر//الأسواق التقليدية.. منطقة لا تهدأ يدرك الزائر إلى دبي القديمة أن حجم التراث الذي يلون به المكان، عبر مشاهد وصور حية، متمثلة في الأسواق التقليدية القديمة باعتبارها منطقة حية لا تهدأ، من حركة التعاملات التجارية التي تدب في المكان منذ أمد بعيد، حيث تجمع دبي بين تراث عريق يمتد عبر سنوات طويلة من تاريخ الإمارة, وحاضر يلهث جريا وراء تحقيق أكثر صور التطور نموا وحداثة، ولذا فهي تجسّد مزيجاً رائعاً بين الحداثة والتراث، لأبرز المعالم المتنوّعة التي تعكس طبيعة الحياة والقيم الاجتماعية، والمظاهر الثقافية حيث ملامح التراث تتجلى في مبانيها الحديثة التي تجمع بين الحداثة والأصالة، والتراث والتقاليد، وقد حرصت دبي على المحافظة على الهوية الوطنية، من خلال ترميم المباني القديمة والأسواق التاريخية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©