الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مشاركة تاهيتي ظاهرة «إنسانية» بلا فائدة «كروية»

مشاركة تاهيتي ظاهرة «إنسانية» بلا فائدة «كروية»
24 يونيو 2013 22:43
محمد حامد (دبي) - ماذا استفاد الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم من مشاركة تاهيتي في مونديال القارات؟ سؤال طرحته الصحافة العالمية بعد أن أسفرت مشاركة المنتخب المجهول كروياً الذي يتكون من 22 هاوياً لا يوجد بينهم سوى محترف واحد عن نتائج متواضعة بصورة لافتة، فقد تلقت شباك بطل أوقيانوسيا 24 هدفاً في 3 مباريات، بواقع 6 أمام نسور نيجيريا، و10 على يد الماتدور الاسباني، و8 أهداف في مباراة لاسيليستي الأورجوياني، وسجلوا هدفاً واحداً في شباك بطل أفريقيا، لتصبح المحصلة 24 – 1 . وطرحت صحيفة “سبورت” الإسبانية قصة تاهيتي في مونديال القارات بصورة واقعية، حيث أشارت إلى أن هذا الكيان الكروي المجهول استدر عطف الملايين حول العالم، وحظي بتشجيع منقطع النظير من الجماهير البرازيلية في مبارياته الثلاث، كما فرض “الهواة” اسم تاهيتي على أسماع العالم، مما يؤكد أن الساحرة بما تتمتع به من جاذبية واهتمام جماهيري وإعلامي قد تنجح في غضون عدة أيام في تحقيق ما تعجز عنه حملات الترويج الاعلامي أو السياحي في سنوات. ولكن على الجانب الآخر تسبب ضعف الأداء الذي ظهر عليه منتخب تاهيتي في تعميق الانتقادات الموجهة للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، حيث تقوم فكرة البطولة على إتاحة الفرصة لأبطال القارات للمشاركة فيها، وهو ما يعني تفاوتاً كبيراً في المستويات، وخاصة حينما يتعلق الأمر ببطل أوقيانوسيا، الذي تسبب في هبوط المستوى العام للبطولة، وهو ما لا يتفق مع أساس كرة القدم ومنافساتها التي تقوم على تقديم وجبة ممتعة ومثيرة للمتابعين حول العالم. محصلة مشاركة تاهيتي في البطولة أقرب إلى الظاهرة الإنسانية التي لم يكن لها أي فائدة على المستوى الكروي، سواء لمنتخب تاهيتي الذي لم يتقدم مستواه بعد الاحتكاك بهذه المدارس الكروية الكبيرة، كما أن منتخبات نيجيريا واسبانيا والأوروجواي لم تحقق فائدة تذكر من مواجهة تاهيتي، عدا رفع بعض اللاعبين لحصيلتهم التهديفية على الساحة الدولية، وعلى رأسهم فرناندو توريس مهاجم اسبانيا، وآبل هيرنانديز لاعب أوروجواي، فقد سجل كل منهما 4 أهداف دفعة واحدة في شباك منتخب الهواة، كما أن المتضرر الأكبر هو ملايين المشاهدين حول العالم الذين كانوا يتطلعون إلى الاستمتاع بمنافسات أكثر قوة وإثارة. اهتمام “الفيفا” لم يسبق لأي فريق كرة قدم بعد منتخب السامبا أن استدر هذا الكم الهائل من العطف والدعم على تراب البرازيل مثل تاهيتي، على حد تعبير التقرير الذي نشره “الفيفا” عبر موقعه الرسمي، ولعل أبلغ دليل على ذلك تلك الهتافات الصاخبة وموجات التشجيع التي تطلقها الجماهير المحلية عند كل حركة فنية ينفذها ممثل أوقيانوسيا أو تصرف ما يقوم به حارس مرماه ميكيل روش، فخلال المباراة التي جمعت تاهيتي بالماتادور الإسباني، وانتهت 10 – 0 بملعب ماراكانا ضمن كأس القارات أحست كتيبة تاو آيتو وكأنها تلعب في ملعبها وبين جماهيرها، وهو نفس الشعور في مباراة نيجيريا، وكذلك أمام أوروجواي. وفي هذا السياق صرح وسط دفاع تاهيتي فانسون سيمون، لموقع “الفيفا” قائلاً: “أثلج صدورنا ذاك التشجيع الذي لاقيناه من الجمهور البرازيلي، فهم استقبلونا بحرارة وحفاوة لا توصف، حقيقة هم أخبرونا بذلك إلا أننا لم نتخيل أن الأمر بهذا الحجم. لم أستوعب هذا الدعم وتساءلنا عما كان يحدث لنا. إنه أمر لا يصدق أن نحظى بمثل هذا التشجيع ونحن فريق مغمور. كنا نشعر في بعض الأحيان أننا لسنا أهلاً لمساندة من هذا القبيل. أن تشجعك كل هذه الجماهير وأنت منهزم هو ضرب من الخيال”. ولعل سبب هذه المساندة اللا محدودة يعود بالأساس لتمكن كتيبة إيدي إيتايتا من ضمان مشاركتها في كأس القارات ومقارعة الكبار. إلا أن لاعبي تاهيتي لا يفقدون شيئاً من نظرتهم الواقعية للأمور. وهنا قال سيمون: “إنهم يدركون أننا لسنا سوى لاعبين هواة، ولا نعدو أن نكون رقماً ضعيفاً في معادلة كبيرة، وأننا مجرد مبتدئين بين كوكبة الكبار”. ويؤكد ماراما فاهيروا هذا الطرح حين يقول: “إننا الحلقة الأضعف في هذه المسابقة، لا يمكن مقارنتنا بهؤلاء العمالقة، غير أننا بوجود هذا الجمهور، فإننا نتشارك أيضاً مبادئ عليا، وهنا تكمن أهم أسباب هذا التفاهم والتعاطف”. وأضاف تقرير “الفيفا”: “مما لا شك فيه أن البرازيل وتاهيتي تملكان العديد من القواسم المشتركة، وبهذا الخصوص يقول روش: “عندما حللنا بالبرازيل شهدنا إلى أي حد نتبنى نمط العيش ذاته. حاولنا أن نلعب بتواضع وبحب وتفان، ولعل الجماهير البرازيلية قدرت ذلك واستحسنت الجهود الصادقة التي بذلناها على رقعة الميدان، نملك قيماً ثقافية واجتماعية مشتركة من قبيل حب الموسيقى والشواطئ ويجمعنا نمط عيش متقارب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©