الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دبي تواجه الاختناق المروري بمشاريع مبتكرة

دبي تواجه الاختناق المروري بمشاريع مبتكرة
4 يونيو 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
تنبأت دراسة خاصة بهيئة الطرق والمواصلات بدبي تم إنجازها في مايو المنصرم بأن التعداد السكاني للمدينة سوف يتراوح ما بين 5 و6 ملايين نسمة بحلول العام 2020 مقارنة بالتعداد الحالي المقدر بحوالي 1,5 مليون نسمة، وحذرت الدراسة أيضاً من أن هذا الرقم يمكن أن يرتفع إلى 10 ملايين شخص في وقت قريب·
وكما ورد في 'ميد' مؤخراً فقد أصبح من الصعوبة بمكان التغاضي عن حقيقة أن دبي أضحت أحد أسرع المناطق نمواً في العالم بعد أن ارتفع مستوى تسجيل السيارات بنسبة 35 في المئة في عام 2005 وأصدرت السلطات اجمالي بلغ 800 ألف تأشيرة إقامة في نفس العام· لذا فإن هذه الدراسة أثارت مشاعر متباينة وسط المطلعين عليها ما بين مصدق ومكذب، إذ أن العديدين مازالوا يتذكرون وحتى وقت قريب أن الفرد منهم كان بامكانه أن يتمشى على طول شاطئ جميرا لوقت طويل من دون أن يشاهد أو يلتقي بشخص آخر·
وهم يتوجسون من الآثار البيئية السالبة التي يمكن أن تنجم عن هذه المشاريع الكبرى التي تنتظم جميع أنحاء الإمارة ناهيك عن الازدحام المروري الخانق الذي أصبح يمسك بخناق دبي من أقصاها إلى أقصاها· ولكن مجموعة ثالثة اعتبرت أن هذه الدراسة إنما تنطوي على قدر كبير من الإثارة والمصداقية على حد سواء· وتأتي الإثارة من حقيقة امكانية بروز حضارة جديدة عصرية ماثلة أمام أعين الجميع· أما المصداقية في هذه التنبؤات فقد أصبحت تتجسد في أن التعداد السكاني لدبي قد ازداد أصلا إلى أكثر من خمسة أضعاف منذ عام ·1980
وهنالك مشاريع تمضي السلطات قدماً في تنفيذها بقيمة حوالي 200 مليار دولار بهدف يدفع بعضها إلى إسكان 2,5 مليون شخص في مشاريع دبي الكبرى وحدها· إلى ذلك فهنالك ثورة عمرانية حضرية أصبحت تجتاح جميع دول الخليج الأخرى·
وجلب الازدهار النشط والمتسارع الوتيرة في دول مجلس التعاون الخليجي جلب معه الكثير من التحديات التي أصبحت تواجهها دبي وتتصدى لها أولاً بأول· فالنمو غير المتوقع في حجم التعداد السكاني أجبر الإمارة فيما يبدو على إعادة التفكير في استحداث سياسة جذرية جديدة فيما يتعلق بالنقل والمواصلات·
وتسعى هيئة طرق ومواصلات دبي، المسؤولة عن قطار دبي الذي يعتبر أطول خط للمترو في العالم يخطط لإنجازه في بداية العام ،2010 وتسعى الهيئة أيضا إلى تنفيذ برامج طموحه للطرق تتضمن تشييد جسر ثالث مؤقت فوق خور دبي قبل أن يتم افتتاح الجسر الدائم الجديد في عام 2007 وينصب هدف هذه الخطة إلى استحداث 45 مسارا للطرق عبر خور دبي في عام 2008 مقارنة ب 19 مسارا فقط حالياً· ولكن المنتقدين يشيرون إلى أن الأمر سوف يتسم بقدر هائل من التأخير والعوائق· وبلاشك فإن جميع هذه المخاوف أصبحت تتعلق بالمدى الذي يمكن به التخطيط بصورة جيدة للمدن الخليجية الجديدة إلا أن التخطيط لم يؤد في يوم من الأيام إلى حل جميع المشاكل المتعلقة بالمناطق الحضرية فعلى الرغم من الإجراءات التنظيمية التي امتدت إلى قرن كامل فإن تدفق الحركة المرورية في لندن ما زالت لم تشهد سرعة أكبر مما كان عليه الحال عندما كانت الخيول وسيلة النقل الوحيدة في شوارع المدينة· ولكن الدروس المستفادة من التاريخ علمتنا أن الروح البشرية هي التي ستحدث الفرق بين إنشاء مدينة للأحلام أو الانتهاء إلى كابوس حضري·
فهل تنجح دبي والمدن الأخرى الجديدة في الخليج في الإيفاء بوعدها؟ يعتقد الكاتب أن الإجابة يمكن أن تكون بنعم بشرط أن تسترشد أيدي المخططين لهذه المشاريع برغبات وراحة الأشخاص الذين سيشكلون هذه المجتمعات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©