الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأداء «التكتيكي» يحكم على لقاء الأرجنتين وهولندا بـ «السلبية»

الأداء «التكتيكي» يحكم على لقاء الأرجنتين وهولندا بـ «السلبية»
11 يوليو 2014 02:36
جاء لقاء نصف النهائي بين الأرجنتين وهولندا مختلف تماما عن مباراة نصف النهائي الأولي، فلم تكن المواجهة بين«التانجو» و«الطواحين» جميلة، وخلت من التشويق والحماس، وهي مباراة تكتيكية بحتة ربما يعجب بها المدربين والفنيين والمتخصصين في اللعبة لكنها بالتأكيد كانت بالنسبة للجمهور واحدة من المباريات المملة للجمهور، ولم تحقق تطلعات متابعيها، خاصة في ظل المستويات التي قدمها المنتخبان الأرجنتيني والهولندي في الأدوار السابقة ولوجود نجوم في صفوف الطرفين. ولم يشاهد الجمهور من عشاق الفريقين الفواصل المهارية أو الاستعراضية، التي غابت عن المستطيل الأخضر، وحضرت في المدرجات، التي كان التشجيع فيها أكثر حماساً وإثارة عن الحوار الذي يدور بين اللاعبين في الملعب. والواضح جدا أن الفريقين كانا متخوفين من الخسارة، وكل طرف عمل على «تكسير» لعب المنافس دون أن يبحث عن صناعة اللعب، والمجازفة في الهجوم من أجل تسجيل هدف، لذلك فإن الفرص الحقيقية تعد على اصابع اليد الوحدة خلال ساعتين كاملتين من اللعب، وشخصياً لا أتذكر سوى 3 فرص فقط في هذه المباراة المغلقة الأولى لميسى من ضربة ثابتة، وتسديدة لهيجواين، الأخيرة لروبن مع نهاية الوقت الأصلي وتألق في إبعادها ماسكيرانو. والملل استمر في المباراة حتى في الأشواط الإضافية، وكأن الفريقين في حالة استعداد لركلات لترجيح، وكنا نتوقع بعض الإبداع من ميسى أو روبن، ولكنهما لم يجدا المساحات وتعرضا لرقابة لصيقة ودائمة، لذلك لم يتمكنا من صناعة الفرص الخطيرة في هذه المباراة. وبعيداً عن المتعة في المباراة، وفي غياب الأهداف، ومع قلة الاستمتاع بمشاهدة لقاء الفريقين الكبيرين، فإن العمل الدفاعي كان في قمته ويحسب التنظيم العالي للطرفين، اللذين لعبا به. وخطوط الدفاع كانت متراصة بشكل قوي الخطوط كانت متقاربة والتوازن حاضر بشدة، وهذا السيناريو كان موجوداً عند الطرفين، اللذين أبدعا في الدفاع، وأخفقا في الهجوم. ولكسر هذا الوضع لكن الرقابة كانت المرصاد لكل من يحاول ان يصنع الفارق خصوصاً ميسي الذي لازمه 3 لاعبين، عندما يستحوذ على الكرة أو روبن، الذي لم تفلح مهارته وسرعته في جعله يفلت من الدفاع الأرجنتيني، الذي وظف له لاعبين عندما يتسلم الكرة، ولم تجدِ محاولاته بالهروب من الجهة اليسرى، التي اعتاد اللعب فيها والتوغل منها إلى العمق لإحداث خلل أو ثغرة في الدفاع، وهرب روبن إلى الجهة اليمنى، لكن الرقابة الصارمة كانت في انتظاره بأي جهة في الملعب. وأعتقد بشكل كبير أن الخسارة الكبيرة جداً للبرازيل، جعلت الخوف يسيطر على لاعبي الأرجنتين، وهولندا وكذلك مدرباهما، وكان مضاعفا ولعب دوراً في المردود الذي شاهدناه، رغم أن العمل الذي قام به اللاعبون كان رفيعاً من الناحية التكتيكية، وفي التنظيم الدفاعي المحكم الذي غيَّب نجوماً كباراً في كرة القدم العالمية وحجَّم من قدرتهم على صناعة الفرص أو التسجيل في المناسبات النادرة جداً، التي كان فيها تهديد على واحد من المرميين. أجمل هدف حسم «الترجيحية» بـ «الحالة الذهنية» يملك المنتخبان الأرجنتيني والهولندي آلة هجومية ضاربة وخطيرة جدا تجد الحلول في أصعب الأوقات، سواء من الضربات الثابتة أو الهجمة المرتدة السريعة أو التسديد من خارج المنطقة، لكن كل هذه الحلول لم تجد طريقا إلى الشباك في قمة المنتخبين، بسبب الحذر الدفاعي الكبير الذي لعب به الفريقان، فلا انتفاضات ميسى المتباعدة وجدت حظا في الوصول إلى المرمى الهولندي ولا هجوم التانجو وجدا حلا لهذه المعضلة المستعصية في ظل التنظيم الدفاعي الجيد لهولندا، ولا اجتهادات فان بيرسي وربن وبقية الأرواق الهجومية في فرقة «الطواحين» تمكنت من صناعة الفارق أمام منظومة دفاعية صلبة، لينتهي اللقاء في وقتيه الأصلي والإضافي دون أن ينجح أي منهما في فك الشيفرة الدفاعية للآخر، لتكون ظاهرة عجز مهاجمي الفريقين من السلبيات الكبيرة التي ظهرت في هذه المباراة فلا نجومية نفعت ولا اجتهاد وعمل مكثف شفع لأي من طرفي اللقاء لتكون ضربات الحظ الترجيحية هي الحل. وفي ضربات الترجيح ظهر التفوق الأرجنتيني واضحا، بفضل اللياقة الذهنية العالية والتألق اللافت للحارس روميرو، بعكس هولندا التي حرمها استنفاذ تبديلاتها من الاستفادة من الحارس كرول مثلما حدث في ربع النهائي، ليكون الحارس الأساسي ياسبر تحت الضغط بعد ما حدث في المباراة السابقة، وبجانب ذلك فإن اللياقة الذهنية كانت عالية جدا عند الأرجنتين بدرجة أكبر من هولندا، التي أطاحت بضرتي جزاء تألق فيهما روميرو، ولم يوفق فيها فيلار وشنايدر. سوبر ستار ماسكيرانو يعطل «الطاحونة» تألق الأرجنتيني خافير ماسكيرانو بشكل لافت وكان أفضل لاعبي فريقه في المباراة عبر المستوى المتميز الذي قدمه ودوره المهم، ونجح في الحد من خطورة أهم مفاتيح اللعب في المنتخب الهولندي أرين روبن، الذي لم تلفح محاولاته في التخلص من الرقابة المحكمة من ماسكيرانو فأينما ذهب وجد الأخير أمامه لينهي خطورته، خاصة في الشوط الأول الذي منع عنه الكرة، لم يتمكن صانع الفرح الهولندي استقبال الكرة في مناسبات عديدة جداً، بسبب قيام ماسكيرانو بقطع الكرة من أمامه في كل محاولة تمرير إلى روبن باستثناء مناسبات قليلة جداً، وفي الشوط الثاني اجتهد النجم الهولندي في التخلص من كابوس ماسكيرانو لكن الأخير لازمه كظله يميناً ويساراً ليفقده خطورته في الثلث الأخير من الملعب، وحره من التسجيل في الحظات الأخيرة من الوقت الأصلي بمنعه محاولة رائعة لروبن، هذا غير المواجهة الصعبة جداً، التي خاضها اللاعب الأرجنتيني مع الهولندي شنايدر في منطقة المناورة. وإذا كان روبن النجم الأول لبلاده في كل المباريات السابقة، فإنه أمام الأرجنتين أيضاً حافظ على تالقه وبحث كثيراً لكن ماسكيرانو كان نجما للتصدي له وحيدة في أحيان كثيرة خلال المباراة رغم اجتهاد اللاعب الهولندي الماكر. والمميز في ماسيكرانو انه استطاع أن يتماسك سريعاً، ويتجاوز الحالة القريبة من الإغماء التي نتجت عن اصطدامه بالراس مع ويجنالدوم لتكون الضربة قوية على اللاعب الأرجنتيني أرعب سقوطه الجميع، ولم يتوقع أحد أن يعود ويكمل المواجهة ويقدم هذا الأداء. واللاعب الثاني الذي استحق الإشادة في هذه المواجهة هو الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو، الذي تصدى لركلتي جزاء ترجيحية، من فيلار وشنايدر، ليسهم بقوة في بلوغ بلاده إلى نهائي المونديال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©