مؤتمر المصالحة المقبل يضم البعثيين لأول مرة

أعلن وكيل وزارة الدولة للحوار الوطني في العراق سعد المطلبي أمس أن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي سيبدأ قريباً زيارة رسمية إلى بغداد وذلك للتحضير لمؤتمر القوى السياسية العراقية في سياق عملية المصالحة الوطنية المزمع عقده خلال شهر مارس المقبل· وقال المطلبي في تصريح صحفي إن المؤتمر سيضم لأول مرة ''بعثيين'' سابقين لكن بصفة شخصية وليس مندوبين عن ''حزب البعث'' المنحل بالإضافة إلى قوى وشخصيات معارضة أخرى من مختلف الكتل والاتجاهات· وأكد أن الحوار سيشمل الجميع باستثناء ''هيئة علماء المسلمين'' أكبر مرجعية للعرب السنة العراقيين وأمينها العام الشيخ حارث الضاري وتنظيم ''القاعدة''· وفي القاهرة، قال بن حلي في تصريحات لـ ''الاتحاد'' قبيل توجهه الى بغداد إن مهمة وفد الجامعة للعراق الأسبوع المقبل ستكون مفتوحة وستشهد إجراء حوارات مع مختلف الأطراف· وأوضح أن الحوار سيتناول بندين أساسيين هما استعراض كامل للأوضاع الداخلية وما توصلت اليه الجهود السياسية لإعادة الاستقرار من خلال التعديلات على قوانين منها قانون ''اجتثاث البعث'' مؤخرا والترتيبات الخاصة بالمصالحة والحوار الوطني واستطلاع الأطراف العراقية المعنية بشأن استئناف الجامعة جهودها لعقد المؤتمر السياسي الشامل· وأكد عدم وجود ''خطوط حمراء'' أو قيود أمام مهمته، مشددا على أنها ستشمل كل الأطراف العراقية دون استثناء أن شمولية الحوار ضرورة لكي تتحقق المصالحة الوطنية الشاملة المرجوة· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر رفيعة المستوى في الجامعة العربية أن مهمة الوفد ربما تشهد تحركات أخرى باتجاه دول عربية مثل سوريا والأردن لإجراء لقاءات مع رموز عراقية ''ليست محل اعتراض ولم يثبت تورطها في ارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي''· وذكرت المصادر أن الجامعة أبلغت بغداد بأن أي جهود للمصالحة والحوار الوطني لا يمكن أن تتحقق أو تكتمل من دون اشراك القوى العراقية الفاعلة داخل وخارج العملية السياسية، بمن فيها قيادات ''بعثية'' سابقة لا توجد اتهامات لها أو تحفظات عليها، من أجل تعزيز الحوار وضمان أن يثمر عن النتائج المأمولة من ورائه· وشددت على أن أي حوار سينطلق من أرضية أساسية هي الاحترام المتبادل والمساواة الكاملة في الحقوق والالتزامات وفقا لمبدأ المواطنة والحفاظ على سلامة ووحدة واستقرار العراق·