السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حوسبة الملفات الطبية لتحسين الرعاية الصحية

4 يونيو 2006

إعداد - عدنان عضيمة:
بالرغم من النجاحات الكبرى التي حققتها التقنيات الرقمية في تسهيل وتبسيط معظم أنواع النشاطات البشرية إلا أن دورها في تنظيم الملفات الطبية الشخصية بقي متواضعاً وغير مفهوم على الإطلاق· ويقول أحد المتحمسين لتغيير هذا الواقع: 'لو عمدنا إلى حوسبة الملفات الطبية الشخصية لكل الناس فسوف نتمكن من تجنب الأخطاء الطبية الخطيرة وأن نخفض تكاليف العلاج ونرتقي بخدمات الرعاية الصحية إلى آفاق جديدة'·
وكانت الحكومة الأميركية عمدت مؤخراً إلى نشر تفاصيل خطة تضمن تأسيس الملفات الطبية الإلكترونية لكافة المواطنين من دون استثناء خلال السنوات العشر المقبلة· وكان الرئيس جورج بوش أشار إلى اعتقاده من أن تأسيس قواعد المعلومات الرقمية الدقيقة المتعلقة بكل المواطنين من شأنه أن يرتقي بأساليب وطرق العلاج إلى آفاق جديدة ويساعد أصحاب القرار على اتخاذ الإجراءات المناسبة الهادفة إلى صيانة الصحة العامة·
وينطوي نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة على تاريخ حافل بالابتكار والإبداع· وتتنوع هذه الإنجازات وتتعدد لتشمل الاكتشافات التي تتم في مراكز البحوث الصحية وسلسلة الأدوات والأجهزة الطبية الدقيقة التي توضع إلى جانب أسرّة المرضى· وأمكن للباحثين هناك أن يترجموا نتائج بحوثهم إلى مفاهيم ومعارف جديدة حول الأمراض وأساليب متطورة للتشخيص والعلاج، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق الفائدة القصوى من هذه الإنجازات بسبب عدم الاهتمام بالربط بينها وأرشفتها بالطرق الإلكترونية الدقيقة·
وبالرغم من أن الإنفاق الحكومي العام على الشؤون الصحية في الولايات المتحدة يبلغ 1,6 تريليون دولار، إلا أن القطاع ما زال يعاني من أخطاء قاتلة من النوع الذي يمكن تجنّبه عن طريق تنظيم وحوسبة المعلومات والبيانات وتعزيز شبكات الاتصال بين الأطباء والمستشفيات ومراكز الرعاية الطبية· وذكر تقرير صادر عن المعهد الطبي الأميركي أن ما بين (44 و98) ألف أميركي يموتون كل عام بسبب الأخطاء الطبية بالإضافة لأعداد أكبر من المصابين بإعاقات مختلفة بسبب إعطائهم العلاجات غير المناسبة· وتشير الإحصائية أيضاً إلى تبديد مبلغ ضخم يقدر بنحو 300 مليار دولار سنوياً كمصاريف على الرعاية الصحية لا تصب في النهاية في مصلحة المرضى بل على العلاجات غير الضرورية أو غير الشافية· وتتفق آراء الخبراء على أن هذا القصور الإداري في معالجة المشاكل الصحية يعود في سببه إلى الفشل المسجل في استخدام تكنولوجيا المعلومات كجزء مكمل لا غنى عنه لتنظيم قطاع الرعاية الطبية· ويمكن التعبير عن أهمية التكنولوجيا الرقمية في التطبيقات الطبية من خلال الإشارة إلى أن التطور الكبير الذي سجلته 80 من مصالح الدفاع المدني 'الإسعاف والإطفاء' في معظم الدول المتطورة، يعزى في الواقع إلى تطور الأنظمة المبنية على الحواسيب· فهذه الأنظمة المدعمة بتقنيات 'نظام تحديد الموقع' أصبحت قادرة على تحديد مواقع سيارات الإسعاف أو الإطفاء في كل لحظة وأينما كانت حتى يمكن توجيه الأمر لأقرب هذه السيارات إلى بيت المريض بالتوجه إليه، كما تحدد لها أسهل الطرق التي يمكنها اتباعها للوصول إلى المكان بواسطة خريطة مستظهرة على شاشة الحاسوب الموجود في السيارة·
وكانت شركة 'أكاديان أمبولنس' التي يوجد مقرها في مدينة لافاييت التابعة لولاية لويزيانا الأميركية سباقة إلى إنشاء القواعد الأساسية لبنية تحتية رقمية متكاملة تضمن تدفق المعلومات الضرورية المساعدة على إنقاذ المصابين في الحوادث إلى كافة الأقسام المعنية بها في الشركة· وتعتمد هذه البنية على برنامج طورته مايكروسوفت تحت اسم 'فيسي كاد' VisiCAD. ويقول مستخدمو 'نظام الإسعاف بواسطة الكمبيوتر' بأنهم أصبحوا قادرين على توفير ما بين 60 و90 ثانية من الوقت الحاسم لتنفيذ عملية الإسعاف بفضل هذا النظام· ولا شك أن هذا التطور يعد على درجة عالية من الأهمية طالما أن عملية إنقاذ أرواح المصابين في الحوادث تقاس بالدقائق والثواني· وتتطلب حوسبة الخدمات الطبية إنشاء ملف إلكتروني لكل مواطن، ويكون هذا الملف محمياً بطريقة خاصة من أجل ضمان عدم تسرب المعلومات الشخصية السرية المتعلقة بالشخص المصاب إلى أي من الجهات التي قد تسيء استخدامها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©