الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لهذه الأسباب.. البرازيليون لا يخجلون من شعار «كلنا ألمانيا»!

لهذه الأسباب.. البرازيليون لا يخجلون من شعار «كلنا ألمانيا»!
11 يوليو 2014 15:16
«واكتمل الكابوس»، وفي موضع آخر «الكابوس يتعاظم».. بهذا العنوان تفاعلت صحيفة «إل ديا» البرازيلية مع فوز الأرجنتين على هولندا بركلات الترجيح، وتأهلها إلى نهائي كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، ويشير عنوان الصحيفة من دون مواربة إلى أن الملايين في البرازيل يشعرون بحزن مضاعف، وغصة في الحلوق ليس للهزيمة الكارثية في «ثلاثاء الذل والعار» على يد ألمانيا بالسبعة فحسب، بل لأسباب تتعلق بوصول العدو الأبدي «منتخب الأرجنتين» إلى المباراة النهائية، ووجود احتمالات لا تقل نسبتها «نظرياً» عن 50 % بحصول «التانجو» على كأس العالم من فوق الأراضي البرازيلية، بعد التغلب على العقبة الألمانية الصعبة، والعودة إلى بها إلى بوينس آيرس، أو كما تعرفها لغتنا العربية بـ«عاصمة الهواء العليل». «كلنا ألمانيا» المفاجأة الكبرى كانت في العنوان الذي نشرته صحيفة «لانسي نت» البرازيلية عبر موقعها الإلكتروني، وهي واحدة من أشهر الصحف في بلاد السامبا، بل هي الصحيفة والموقع الرياضي الأول، فقد جاء في أحد عناوينها الداعمة للمنتخب الألماني ضد نظيره الأرجنتيني في نهائي الماراكانا المرتقب: «سوموس تودوس ألمانيا» وهو شعار لاتيني تم توزيعه باللغتين الإسبانية والبرتغالية، ومعناه :« كلنا ألمانيا»، مما يعني أن المنتخب الألماني سوف يحظى بدعم جماهيري مطلق من الشعب البرازيلي، ليس حباً في الكرة الألمانية التي أهدرت كبرياء «السامبا» بل كراهية في الأرجنتين«العدو الكروي التاريخي». وكان من اللافت أن تحرص الصحيفة على وضع الشعار بطريقة «الهاشتاق» الذي ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر»، وما هي إلا ساعات، وأخذ «الهاشتاق» ينتشر عبر موقع تويتر، بل حظي بتفاعل كبير في أنحاء العالم كافة، سواء من جانب المتعاطفين معه، أو من هؤلاء الذين أبدوا دهشتهم من رغبة جماهير البرازيل في الوقوف خلف المانشافت في النهائي الكبير. ونقلت صحيفة «كلارين» عن أحد أنصار المنتخب الأرجنتيني، ويدعي ميجيل مارتن قوله: «لقد حرصت على حضور جميع مباريات المنتخب، أعمل سائق شاحنة، وقررت الزحف خلف ميسي ورفاقه في كل مكان، ومن الرائع أننا تأهلنا إلى النهائي، فهذا إنجاز كبير في حد ذاته، ولكنه أصبح تاريخياً لأننا في النهائي الذي لم يصل إليه المنتخب البرازيلي على أرضه وبين جماهيره، ولكنني على المستوى الشخصي كنت أحلم بأن يصل المنتخب البرازيلي إلى النهائي ونحن معه، لكي نحقق الفوز عليه، وننتزع منه كأس العالم هنا في الماراكانا، على أي حال يظل وصولنا إلى النهائي، واقترابنا من الفوز باللقب إنجاز كبير». وأشارت صحيفة «كلارين» إلى أن المواجهات الجماهيرية بين جماهير الأرجنتين والشعب البرازيلي، خاصة في كوباكابانا، وغيرها من الأماكن التي تتميز بحيوية المتابعة للمونديال، اتخذت بعض الأبعاد الأخرى، حيث تنطلق مسيرات أرجنتينية صاخبة منذ هزيمة البرازيل بالسبعة على يد ألمانيا، وارتفعت وتيرة هذه المسيرات والاحتفالات الارجنتينية، عقب التأهل إلى نهائي المونديال، ويطغى على الاحتفالات الأرجنتينية طابع السخرية من هزيمة منتخب «السامبا»، ولكن لم تحدث مشكلات أو مصادمات، حيث اختفى جمهور كرة القدم البرازيلي من الشوارع بصورة ملحوظة، تاركاً الساحة لأنصار «التانجو». وأضافت الصحيفة الأرجنتينية: «المواجهات البسيطة التي تحدث في كوباكابانا بين جماهير البرازيل والأرجنتين أصبحت غير متكافئة، وغابت عنها السخونة المتوقعة، فقد شعر البرازيليون بالخجل عقب السقوط المدوي أمام البرازيل، فيما استمر أنصار الأرجنتين في الاحتفال سواء بالفوز على هولندا والتأهل إلى النهائي، أو الاحتفال بحرمان المنافس التاريخي من بلوغ نهائي الماراكانا». عمدة ريو وكان إدواردو بايس عمدة ريو دي جانيرو قد أطلق تصريحاً «ساخراً» قبل عام، لكنه يحمل مؤشراً «ضمنياً» يؤكد شدة المنافسة والعداء الكروي بين البلدين، حيث قال: «إذا وصلت الأرجنتين أمامنا إلى نهائي المونديال، ونجحت في الفوز بكأس العالم على أرضنا وبين جماهيرنا فسوف أقتل نفسي». أما ماركوس ريموندي 44 عاماً، وهو رجل أعمال برازيلي ظهر مرتدياً قميص هولندا في ليلة فوز الأرجنتين عليها، فقد قال: «لا أعلم كيف سيكون المشهد إذا فازت الأرجنيتن بكأس العالم، لا يمكنني أن أتخيل رئيسة البلاد ديلما وهي تعطي الكأس لميسي، سوف يكون كابوساً يفوق ما حدث لنا أمام ألمانيا». لماذا ألمانيا ؟ بالعودة إلى الأسباب المباشرة التي دفعت البرازيل إلى اعتناق حملة «كلنا ألمانيا»، يمكن القول: «إن العداء الكروي التاريخي بين البلدين (البرازيل والأرجنتين)، والذي بدأ منذ 100 عام، هو السبب الأساسي في كل ما يحدث على أرض الواقع حالياً، حيث يتم الاحتفال بعد أقل من 3 أشهر بذكرى مرور قرن من الزمان على أول مواجهة كروية بينهما. أما ثاني الأسباب فهو الشعور بالفاجعة إذا أضافت الأرجنتين نجمة مونديالية ثالثة إلى قميصها، وما يعمق من الشعور بالغضب البرازيلي أن يحدث ذلك باستاد الماراكانا الرمز الكروي والثقافي الكبير في بلاد السامبا، والذي يحظى باحترام يصل إلى درجة التقديس في البرازيل. وقد يخفى على البعض أن فوز الأرجنتين بكأس العالم سوف يترتب عليه مشكلات أخرى للبرازيل، وأهمها أن ميسي سوف يصبح أسطورة جديدة مع مارادونا، وكلاهما أرجنتيني، وفي هذه الحال لن تكون للبرازيل سوى أسطورة مونديالية حقيقية واحدة، وهي بيليه، أما عن رابع الأسباب والدوافع التي تجعل جماهير البرازيل تقف خلف الألمان في نهائي الماراكانا، فإنه يتعلق برغبتهم في التقليل من آثار الشعور بالعار والخجل بعد الهزيمة الساحقة أمام (المانشافت) بالسبعة، وهو ما يعني أن فوز ألمانيا على الأرجنتين سوف يؤكد قوة المنتخب الألماني، ومن ثم يتراجع الشعور بالخجل في صدور الملايين من أبناء وعشاق السامبا». (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©