الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طباخ المنتخب» اللاعب رقم 12

11 يوليو 2014 01:51
في الوقت الذي يكافح فيه الفرق والمنتخبات المختلفة على مدى مشوارها في كأس العالم منذ بدايته وحتى الآن، يعمل خلف الكواليس طاقم آخر مختلف، يسهم في تجهيز اللاعبين بصورة مختلفة، وذلك بعدما أصبح اتباع نظم تغذية معينة خلال مدة البطولة، يتطلب ضرورة تحضيرها بالشكل اللائق الذي يخدم أهداف الجهاز الفني للمنتخب المنافس في المونديال، ومع كثرة السفر وتنقل المنتخبات بين المدن الـ12 المستضيفة للمونديال، ظهرت في أروقة البطولة مهنة لا يعرف عنها الكثيرون، وهي مهنة طباخ المنتخب، والذي يعتبر في كثير من الأحيان هو اللاعب رقم 12 للفريق. ومع بداية البطولة وعلى مدى مشوارها حتى الآن، اختلفت مهام طباخي المنتخبات المشاركة، خصوصاً مع وجود لاعبين مسلمين لا يأكلون إلا أكلات معينة، ويحرصون على ضرورة توافر اللحوم الحلال، والتي تعتبر أمراً ضرورياً بالنسبة لهم، خصوصاً، ونحن في الشهر الكريم، كما تحرك بعض منهم بطول البرازيل، وعرضها للبحث عن الأغذية المطلوبة، ومن لم يجد ما هو مطلوب تقدم بطلب لـ «الفيفا» للموافقة على دخول الكميات المطلوبة من البلد الأصلي للمنتخب واللاعبين، حيث لا تسمح قوانين البرازيل بدخول الأطعمة من خارجها. فريد «المحاربين» وكان المنتخب الجزائري الذي خرج من دور الـ16 أمام ألمانيا يصطحب معه طباخاً يدعى فريد، وكان مرافقاً للفريق أيضاً في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، حيث يحرص على طهي كل شيء بنفسه للفريق، مع مساعدة من بعض العمال بالبرازيل، وذلك في مقر البعثة بمدينة كويابا خلال الأيام التي يوجد فيها الفريق بالمقر، أما في باقي الأيام التي يوجد فيها الفريق بالمدن التي يخوض فيها المباريات، يكون هناك تنسيق مسبق بين الطاهي فريد، والفنادق التي ينزل بها المنتخب، وذلك عن طريق طاقم عمل مكون من أربعة أشخاص، ومكلف من الاتحاد الجزائري للعبة، وحضر مع الفريق على متن الطائرة الخاصة من الجزائر، ولكنه يتنقل بين المدن التي يلعب فيها المنتخب الجزائري مبارياته، حيث يسافر إلى كل مدينة، قبل أربعة أيام من قدوم البعثة، لترتيب كل الأمور الخاصة بإقامة وتحركات الفريق، وعدم ترك أي شيء للصدفة بحسب مسؤولي بعثة «الخضر». أما بالنسبة لكميات الطعام، أكد إداري بالفريق الجزائري، رفض ذكر اسمه، أنها كميات ضخمة، تكفي حتى إقامة الفريق، لحين انتهاء مباريات دور الستة عشر، وأن المطبخ المتنقل بقيادة «الشيف فريد» يحرص على طهي الأطعمة التي اعتاد الفريق تناولها في رحلاته الخارجية، وخلال وجوده في المعسكرات، وذلك بالاتفاق مع الجهازين الفني والطبي للفريق. تشابه الظروف لم يختلف الأمر بالنسبة للمنتخبات الأخرى في المجمل، خصوصاً أن المنتخبات الأوروبية والآسيوية أكثر حرصاً على اصطحاب طباخ معها، ويشترك معها في هذا منتخبات أميركا الشمالية، بينما لا يبدو الأمر بالدرجة نفسها من الأهمية في المنتخبات الأفريقية لتشابه كثير من الوجبات بين أفريقيا وأميركا الجنوبية، ومنها البرازيل، والحال نفسه ينطبق على منتخبات أميركا الجنوبية. وحضرت منتخبات غانا ونيجيريا والكاميرون دون طباخ خاص في البطولة، بينما وجد طباخ ألمانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين، وسويسرا وبلجيكا واليابان وأستراليا، ولكن بالنسبة للبرازيل البلد المستضيف، فالأمر اختلف تماماً، حيث وفر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم فريق من الطباخين الخاصين بلغ عددهم 10 طباخين، يعمل خمسة منهم في المقر الرئيسي للمنتخب بريو دي جانيرو، بخلاف مساعديهم، ويُضاف إليهم 5 طباخين يوزعون على المدن التي يعسكر بها المنتخب للمباريات. شيف ألمانيا من جهتها نقلت وسائل إعلام ألمانية بعضاً من تفاصيل عمل طباخ «المانشافت»، وهو هولجر شترومبيرج المسؤول عن المطبخ، وإعداد أطباق شهية وصحية تمكن الفريق من تحقيق أفضل النتائج بحسب الخطة الطبية المتبعة، ومن المتعارف عليه أن طبيعة الوجبات ومكوناتها، خصوصاً في البطولات المجمعة، وضرورة ضبط كمية وجرعات النشويات والكربوهيدرات، التي يحصل عليها اللاعبون، يحتاج إلى مسؤول خاص عن التغذية، ويوجد مع جميع المنتخبات المشاركة، بأوامر من «الفيفا» واللجنة المحلية المنظمة للبطولة في البرازيل. أما «الشيف الألماني» هولجر فهو يعمل مع «المانشافت» منذ سبع سنوات على توفير تغذية صحية للاعبي المنتخب، فالتغذية المتوازنة تلعب دوراً مهماً في رفع مستوى الرياضيين بشكل عام، وفي هذا الصدد يقول شترومبيرج: «رعاية المنتخب تتطلب منه في المتوسط مائة يوم سنوياً، وذلك حسب أداء المنتخب والنجاح الذي يحققه، مضيفاً: «إذا شارك بنجاح في بطولة العالم أو بطولة أوروبا، فقد يصل ذلك إلى 150 يوماً، أما في السنوات الأخرى يتراوح ذلك حول 70 يوماً». وقبل انطلاق فعاليات المونديال سافر شترومبرج إلى الأماكن التي يلعب فيها المنتخب الألماني للبحث عن أفضل المواد الغذائية المتوافرة هناك، خاصة أن إحضار مواد غذائية إلى البرازيل ليس مسموحاً. وعن رحلته المبكرة للبرازيل يقول شترومبرج: «لقد كان مهماً بالنسبة لي أن أعاين الأماكن بنفسي، لأننا سنخوض مغامرة كبيرة، فالبرازيل تقع في قارة مختلفة تماماً وتسودها أنماط حياة أخرى». في جنوب أميركا يخضع اللاعبون الألمان لنظام غذائي صارم، يقوم على الإكثار من الخضار في الوجبات، ولكي تنال «السَلطة» إعجاب اللاعبين كافة، يستخدم هولجر كل مهارته، من أجل تحسين مذاقها، وذلك عبر استعمال «تخليلة» حلوة وحارة، على حد تعبير شترومبرج، الذي يضيف «الأكل كله طازج وكثير الألوان وشهي، هكذا يلقى إقبالاً كبيراً من طرف اللاعبين، هذه وصفتي حتى يصير تناول الخضراوات أمراً مثيراً». ويعمل شترومبرج عبر لمسات سحرية قليلة على تحضير السلطة المغذية والصحية، والتي تعد الوجبة المفضلة لمسعود أوزيل، كما يقول شترومبرج في تصريحاته لوسائل الإعلام الألمانية: «أعتقد أن فرانز بيكنباور نفسه كان يأكلها عندما كان يلعب في المنتخب، معكرونة بصلصة الطماطم أو بـ «صلصة البولونيز» و«جبن البرمجان المسحوق»، وهناك من يفضل أكلها بزيت الزيتون فقط». ورافق هولجر «المانشافت» طيلة ثلاث بطولات كبيرة، على غرار كأس أوروبا 2012 التي أجريت في بولندا وأوكرانيا، ويصل يوم عمل هولجر في أوقات المونديال والمنافسات الكبرى أحياناً إلى عشرين ساعة، انطلاقاً من الفطور في الصباح إلى حد دخول اللاعبين غرف تغيير الملابس قبيل المباراة. دعم «الفيفا» من جانبها أكدت ليليا فيشر مديرة الإعلام بـ «الفيفا» أن مسألة تعيين مسؤول تغذية للمنتخبات خلال مباريات كأس العالم يعتبر أمراً مهماً للغاية، وتم إبلاغ الفرق كافة به قبل وقت كافٍ من البطولة، كون وجود من يتولى الإشراف على تغذية المنتخبات المشاركة أمر بالغ الأهمية، ولفتت إلى أن «الفيفا» عمل بالتنسيق مع اللجنة المحلية المنظمة للبطولة، على تسهيل الأمور كافة لطباخي المنتخبات أو مسؤولي التغذية، سواء باستيراد الأغذية المطلوبة أو السماح لهم بإحضارها معهم قبل وقت مبكر من انطلاق البطولة على أن تخضع للفحص، ولكن بشكل أسرع من المعتاد. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©