الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فعاليتان تناقشان أحوال المخطوطات والاستراتيجية الثقافية

فعاليتان تناقشان أحوال المخطوطات والاستراتيجية الثقافية
11 يوليو 2014 01:57
محمد عبد السميع (الشارقة) احتضنت قاعة الاحتفالات في إكسبو ندوة بعنوان «المخطوطات الإسلامية تاريخ وحضارة» اشترك فيها كل من الدكتور خالد عزب والدكتور عبد الواحد النبوي من مصر ومايكل هاملتون من الولايات المتحدة الأميركية، وأدارها الدكتور حمد بن صراي من الإمارات، وهي من تنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب، وفي إطار احتفالية رمضان الشارقة. الدكتور عبد الواحد النبوي في تدخله قال إن التراث العربي المخطوط يمثل تراث الأمة ومصدراً مهماً من مصادر فكرها وهويتها، وقد تركت الحضارة الإسلامية كما هائلا من المخطوطات يصل على أقل تقدير إلى مليوني مخطوط، مما يدل على مركزية المعرفة والعلم في هذه الحضارة، وأنها انبنت على قيم تعلي شأن العلم، وتفتح له الباب على مصراعيه للتطور. وأضاف النبوي أن مما يؤسف له أنه هذا الكم الهائل من المخطوطات الذي لا نظير له في حضارات الأمم الأخرى، لم يحقق منه حتى الآن سوى 3 آلاف مخطوط، وهو ما يعني أنه لم تتم حتى الآن الاستفادة منه بالشكل المطلوب، ولم يحفظ بشكل كامل، أما عولج منه إلكترونيا فهو لا يتعدى 25 بالمائة من ذلك العدد الكبير، فتحتاج الأمة الإسلامية إلى تجنيد كافة الجهود لاستخراج كنوزها، والاستفادة منها. الدكتور خالد عزب قال إن الوقت قد حان لبرمجة جميع المخطوطات رقميا، وإخضاعها لتقنيات التحقيق الإلكتروني التي أصبحت منتشرة في العالم، فهذه التقنيات ستسهل على الباحث العربي الكثير من الجهد المادي وتوفر له الوقت، لأنها تستطيع أن تتحقق بشكل تلقائي من أصالة الورق والحبر، والتاريخ الحقيقي الذي كتب فيه ذلك النص، وغيرها من قضايا التحقيق المادي، فيصبح عمل المحقق بعد ذلك منصباً على النص نفسه، والمادة العلمية التي يحملها. أما مايكل هاملتون فاستهل حديثه بأنه كاتب روايات تاريخية، وليس متخصصاً في المخطوطات، لكن اهتمامه بالمخطوطات والتاريخ العربي، نبع من كونه وجد أن الأميركيين والغرب عامة لا يهتمون بهذا التاريخ، ويتجاهلون أو لا يعرفون التأثير الذي تركه في تاريخ البشرية، ولا كيف تأسست عليه النهضة الحضارية الغربية، وهذا ما دفعه إلى دراسة كتب التاريخ، وحياة المؤلفين المسلمين، والاهتمام بتاريخ العرب والمسلمين، لنقله عبر قصص شيقة إلى القارئ الغربي، حتى يفهمه ويعرف القيمة التاريخية للآخرين، ويعرفوا أن التفكير والعلم ليس مقصورا على الأمة الغربية. وقال هاملتون إننا حين نقرأ عن بغداد في أيام هارون الرشيد من خلال كتابات أبي الحسن المسعودي أو ياقوت الحموي سنجد أنها كانت مدينة نظيفة منظمة تعج بالعلماء وطلاب العلم تروج فيها النقاشات والأطروحات الفكرية المتعددة، ويقطنها حوالي مليوني شخص في وقت كانت فيه لندن مدينة قذرة متخلفة يقنطنها حوالي عشرة آلاف شخص، وتحدث هاملتون عن ابن خلدون وابن الهيثم والطوسي وغيرهم ممن أثروا في الغرب. إلى ذلك نظم المكتب ألإقليمي للإيسيسكو محاضرة بعنوان «الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي» قدمها د. عبد العزيز حميد الجبوري «خبير المكتب الإقليمي للإيسيسكو في الشارقة» في ملتقى الأدب بإكسبو الشارقة. أشار فيها إلى أن حكومات الدول الأعضاء بالمنظمة سعت إلى تأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لعدة أسباب منها: ما يمثله الإسلام، دين التسامح والانفتاح، من منهج للحياة، وقوة روحية، وإنسانية، وأخلاقية، وثقافية، وحضارية، كان لها ولايزال إسهام بناء في تكوين العالم الإسلامي، وتقدم الحضارة الإنسانية. وتحقيق التنمية والتقدم والازدهار من خلال الاهتمام والتعاون في المجالات التربوية والعلمية والثقافية. وتفعيل مبادئ التضامن والتكافل والمساواة لتقوية التعاون بين الدول الأعضاء للنهوض بالتربية والعلوم والثقافة والاتصال بالوسائل الملائمة كافة. وأوضح الجبوري أن العالم الإسلامي بحاجة إلى استراتيجية ثقافية للارتقاء بالإنسان وتمكينه من الارتقاء بنظامه الحياتي نحو الأفضل. وأشار إلى أن العلم هو وقود النهضة للثقافة الإسلامية، ويجب أن يكون هذا العلم خاضعاً لضوابط الأخلاق والقيم الإسلامية والمبادئ السمحة للشريعة الإسلامية. واستعرض الجبوري الواقع الثقافي للعالم الإسلامي ووصفه بأنه مرتبك وأمامه تحديات تدفق الحضارة الغربية المتميزة بأدواتها ووسائلها التكنولوجية، إضافة إلى ضعف الاستثمار البشري وفي الإبداع، وغياب التوظيف المالي في البحث العلمي وتوطين التكنولوجيا. ورصد الجبور أسباب عدم وجود استراتيجية ثقافية في تكرار الجهود وضياع الطاقات، وضعف التنسيق بين المؤسسات الثقافية في العالم الإسلامي. وحدد الاتجاهات السلبية المؤثرة على التطور الثقافي في العالم الإسلامي في: اشتداد الصراع مع الأطراف المناهضة للإسلام وضعف التعايش الثقافي، وارتفاع وتزايد المدن وتفاقم رغبات الهجرة وتخلف البنى التحتية وخصوصاً في المناطق الريفية. وانهيار السوق والقدرة الشرائية في العديد من الدول الإسلامية، وانتشار الفقر والأمية والبطالة بين الشباب. وتهميش الشأن الثقافي واشتداد الغزو الإعلامي والفكري واللغوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©