سوق أبوظبي يتماسك في وجه جني الأرباح

أجبرت عمليات جني الأرباح التي تعرض لها سوق أبوظبي للأوراق المالية منتصف جلسة أمس المؤشر العام للسوق على تغيير مساره من أعلى نقطة بلغها عند مستوى 2,641 بارتفاع نسبته 0,15% إلى الإغلاق متماسكا على تراجع طفيف. ويجمع المحللون على أن الارتفاعات المتعقلة لسوق أبوظبي خلال الجلسات الأخيرة، حمت السوق من هبوط قوي، وهو ما يؤكد على أنه لم يخضع لمضاربات قوية منذ بدا طريقه الصعودي في الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وافتتح السوق تعاملاته على ارتفاع بدعم من سهم “اتصالات” الذي عاد، بعد استقرار لجلستين، إلى الارتفاع ليصل إلى أعلى مستوياته عند سعر 10,50 درهم بارتفاع نسبته 0,78% درهم، قبل أن يتعرض لجني أرباح ويتماسك عند نفس سعر إغلاقه السابق عند 10,45 درهم، كما جاء الدعم أيضا من قبل كافة أسهم العقارات التي واصلت ارتفاعها، حيث سجل سهم الدار مستوى سعري جديد عند 2,56 درهم بارتفاع نسبته 0,79% قبل أن تطاله عمليات البيع التي أجبرته على التراجع بنسبة 0,79% ليغلق عند مستوى 2,51 درهم محافظا على سعره فوق مستوى 2,50 درهم. ونشطت عمليات البيع التي قامت بها محافظ وأفراد على السواء في منتصف الجلسة، وتركزت على كافة الأسهم القيادية في قطاعات العقار والاتصالات والبنوك وإن جاءت أقوى على قطاع التأمين الذي سجلت أسهمه أكثر نسب الهبوط. وتراجعت قيم وأحجام التداولات إلى 138,1 مليون درهم من تداول 72,1 مليون سهم من خلال 1,516 صفقة مقارنة مع 258 مليون درهم من تداول 155,3 مليون سهم في جلسة أول أمس، وهو مؤشر على أن السوق لم يشهد عمليات بيع عشوائية، حيث فضل المستثمرون الاحتفاظ بأسهمهم وعدم الاندفاع للبيع بحسب المحلل المالي محمد علي ياسين رئيس قسم الاستثمار في شركة كاب ام للاستثمار. ويتوقع ياسين أن تشهد الجلسات المقبلة حالة من الهدوء يغلب عليها التقلب الواضح بين الارتفاع والهبوط الطفيفين، ترقبا لإعلان الشركات عن نتائج الربع الثالث، مضيفا أن الارتفاعات التي شهدها السوق غالبا هي حالة “استباق” من مديري المحافظ والمستثمرين للنتائج، الأمر الذي يجعلنا نتوقع ألا نشهد ارتفاعات قوية في الأيام المقبلة بعدما أصبحت هناك قناعة لدى المستثمرين بحاجة السوق إلى التقاط الأنفاس ترقبا للنتائج الربعية. وبحسب إحصائيات سوق أبوظبي، ارتفعت أسعار 6 شركات مقابل انخفاض أسعار 6 شركات واستقرار أسعار 5 شركات أخرى، وحقق سهم شركة سيراميك رأس الخيمة أعلى نسبة ارتفاع بنحو 2,5% إلى 1,60 درهم وسهم بنك أبوظبي الإسلامي 1,9% إلى 2,62 درهم، وسهم شركة طاقة 0,80% إلى 1,25 درهم وصندوق بنك أبوظبي ون شير داونز لدولة الإمارات 25 نحو 0,62% إلى 4,87 درهم. وتركز الهبوط على أسهم قطاع التأمين، حيث سجل سهم شركة الاتحاد للتأمين أكبر نسبة انخفاض 9,8% إلى 2,48 درهم وشركة رأس الخيمة للدواجن والعلف 9,7% إلى 1,57 درهم وشركة الهلال الأخضر للتأمين 5,1% إلى 0,55% وشركة الخزنة للتأمين 3,4% إلى 0,85 درهم وشركة أسمنت الاتحاد 3,4% إلى 1,49 درهم. وحافظت الأسهم القيادية على نشاطها رغم تراجع تداولات السوق، حيث جاءت 4 أسهم في قائمة الأسهم الأكثر نشاطا وتداولا وهى الدار وصروح وبنك الخليج ودانة غاز، واستحوذت على ثلثي إجمالي تداولات السوق ككل، حيث بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 100,5 مليون درهم. وباستثناء استقرار سهم بنك الخليج عند 14,90 درهم، سجلت الأسهم الثلاثة هبوطا بواقع 0,79% للدار و1,1% لشركة صروح عند 1,75 درهم، وبالنسبة نفسها من الهبوط لدانة غاز عند 0,84 درهم ولم يشهد قطاع البنوك والخدمات المالية تعاملات نشطة على غرار العقار، فقد خلت التداولات تماما على أسهم 9 بنوك وشركة استثمارية، وتراجع سهم بنك أبوظبي الوطني ثاني الأسهم الثقيلة في المؤشر بنسبة 1,2% إلى 11,75 درهم، وكذلك سهم بنك أبوظبي التجاري 0,47% إلى 2,13 درهم، في حين ارتفع سهم بنك الشارقة 1,9% إلى 2,62 درهم. ويرى شهير حسني مدير المبيعات في البنك الاستثماري أف جي هيرميس أن تراجع سوق أبوظبي “صحي” بعد ارتفاعات متواصلة وتسجيل غالبية الأسهم خصوصا القيادية في قطاع العقار بالتحديد نسب صعود قوية تستدعي بالفعل عمليات جني أرباح تعيد للسوق توازنه إلى حين إعلان الشركات عن نتائج الربع الثالث. ويضيف “من الصعب أن يتقدم مؤشر السوق كثيرا خلال الفترة المقبلة، لذلك من المتوقع أن تسود حالة من الهدوء يحتاجها السوق بالفعل، وفي حال حدثت عمليات تراجع لن تكون كبيرة فقد انتهينا من الأسوأ، على حسب قوله، مضيفا أن خسارة المؤشر لنقاط معدودات أمر مطلوب وعندما تعلن الشركات عن نتائجها الربعية ربما نشهد جولة أخرى من الصعود، لكن هذا يتوقف على ما إذا كانت النتائج قريبة من توقعات السوق أو جاءت مفاجئة.