الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فوبيا امتحانات الثانوية معضلة دون حل

4 يونيو 2006
الشارقة - تحرير الأمير:
قصة تتكرر فصولها كل عام بأدق تفاصيلها وتداعياتها كأنها معضلة دون حل، قصة امتحانات الثانوية العامة التي تتصف بالخوف والهلع وتتحول إلى موسم يفزع الطلبة والأسر على حد سواء حيث يتم اختزال مستقبلهم في سنة واحدة فقط، بل في أسبوعين اثنين، يصبحان الفيصل في حياته: فإما الدخول إلى مرحلة جديدة وإما العودة إلى نقط الصفر، وبين هذا وذاك تبقى 'فوبيا' الامتحانات هي العنوان الأنسب لتلك القصة!
وحسب قول التربويين لابد من تغيير الإسلوب النمطي المتبع في الامتحانات الثانوية لما له من دور كبير في خلق أجواء من التوتر وبث الرعب في نفوس الطلبة من حيث القاعات وأرقام الجلوس والمراقبين، فضلاً عن أن المرحلة فيصلية في حياة الطالب وتحدد المسار الذي سيسير عليه مستقبلاً·
ووصف المختصون وضع الطالب بالمرعوب الذي يحمل في دواخله أحاسيس مسبقة بالذنب تجاه نفسه وأهله في حال الفشل، كما انه يخاف من المقارنة مع أشقائه أو أقربائه أو حتى اقرانه مما يساهم في تأزم الموقف وازدياده سوءاً·
ويرى هؤلاء أن تحرير عقل الطالب من الحشو بالمعلومات الجافة وانطلاقه نحو الإبداع هو الحل الوحيد للقضاء على شبح الرعب الذي يسيطر على الطلبة ويتمكن منهم في امتحانات الثانوية العامة·
إعادة النظر
وفي هذا السياق هناك دعوة إلى إعادة النظر في أسلوب تقييم الطالب خصوصاً في هذه المرحلة المهمة من حياته، بحيث تكون مراجعة شاملة تضع في اعتبارها صعوبة اختزال مستقبل الطالب في سنة واحدة وربما في أسبوعي امتحانات الثانوية العامة·
فتطالب صبيحة محمد عبدالله المحيان·· العضوة في المجلس الاستشاري بالأخذ بالأسباب والاستعداد المبكر والمدروس لهذه بحيث لا يتم اختصار عمر الطالب في 15 يوماً هي مدة الامتحانات، فمن الواجب المتابعة المكثفة أولاً بأول والابتعاد عن الأسلوب التراكمي كونه يؤدي إلى خلق أجواء من التوتر والفزع، الطلاب والطالبات في غنى عنها·
ودعت الأهل إلى عدم المساهمة في إرهاب الولد من خلال التهديد والوعيد بما قد يحدث له إذ لم يحصل على الدرجة المطلوبة لأنه في نهاية المطاف إنسان قد يخطئ وقد يصيب·
توقيت غير ملائم
ويقول حسن الحمادي أخصائي اجتماعي وعضو في المجلس الاستشاري بالشارقة: إن توقيت الامتحانات غير ملائم نظراً لتزامنها مع مباريات كأس العالم التي تجذب الشباب مما ستخلق أحاسيس مختلطة في نفوس الطلبة إذ أنهم سيتابعون المباريات دون شك إلا أنه في الوقت نفسه ستسيطر عليهم مشاعر من عدم الراحة وعدم الاطمئنان والخوف من عدم الانتهاء من مراجعة المنهج·
من هنا فإن كأس العالم سيؤثر سلباً على نفسية الطالب فضلاً عن ضغوطات خارجية تحيط بالطالب من كل جانب ابتداءً بالأهل وانتهاءً بالأقران بالإضافة إلى خصوصية الثانوية العامة إذ أنها تشكل مفترق طرق للطالب وتؤهله لدخول مرحلة جديدة
ونصح الحمادي بضرورة تهيئة الأجواء المناسبة كي يتمكن الطالب من اجتياز هذه المرحلة بنجاح وتفوق منوهاً إلى أن الطالب خاض في حياته المدرسية نحو 160 امتحاناً بالتالي فإن علاقته مع الورقة الامتحانية ليست حديثة العهد
فيلم رعب
وترى روزه عبد الرحمن مدرسة التربية الإسلامية والعضوة في المجلس الاستشاري - أن الأسرة هي البطل الأول في صنع فيلم الرعب الذي يذهب ضحيته الطالب إذ أن الأسرة تؤدي إلى نتائج عكسية مشيرة إلى أن الطالب في هذه الفترة يبحث عن سلام عقلي وداخلي لن يتحقق دون دعم الأهل والمدرسة والمحيطين بالطالب لأنه يعيش هذا الوقت بنفسية هشة قد يمزقها أي موقف·
ودعت روزه عبد الرحمن الطالب إلى أن لا يتعامل مع الأمر بنوع من الحساسية وأن يعطيه حجمه الحقيقي مشددة على أن يلتزم بشروط الورقة الامتحانية لأن التقيد بها يصب في مصلحته
ماراثون الامتحانات
وتتفق فاطمة المغني رئيسة مجلس الأمهات في الشارقة والعضوة في المجلس الاستشاري - مع الرأي السابق - مشيرة إلى أنها تعيش هذا الواقع حيث لديها ابنة في المرحلة الثانوية تستعد الآن لدخول ماراثون الامتحانات·
وتؤكد أن للأهل الدور الكبير في زرع الرعب من خلال الضغط المستمر بالمذاكرة بقصد تحفيز أبنائهم نحو الدراسة إلا أن النتائج تأتي عكس التوقعات·
وترى أن على الأهل بذل أقصى طاقاتهم في توفير كل ما يلزم من حيث بث أجواء المرح والترفيه في المنزل وعدم استخدام أسلوب الاستنفار أو تحويل البيت إلى قفص للمذاكرة مطالبة بضرورة توفير الغذاء السليم والإكثار من العصائر الطبيعية والعسل والعمل على المذاكرة بطريقة الفهم وليس حشو الأدمغة بالمعلومات·
ورفضت المغني تعامل البعض مع الثانوية العامة وكأنها غول سيفترس مصائر ومستقبل الطلبة واصفة إياها بسنة تمر مثل غيرها إذا أحسن الأهل التصرف وتحديداً الأم لأنه يقع عليها عبء كبير من حيث عدم إلهاء الطالب بأمور تافهة تشغله عن المذاكرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©