الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اللبناني يسيطر على «المربع الأمني» للأسير ويتعهد بإزالته

الجيش اللبناني يسيطر على «المربع الأمني» للأسير ويتعهد بإزالته
25 يونيو 2013 13:25
عواصم (وكالات) - سيطر الجيش اللبناني مساء أمس بالكامل على مجمع الشيخ المتشدد أحمد الأسير في مدينة صيدا، وذلك بعد معارك عنيفة تواصلت منذ أمس الأول مع أنصاره، في حين لم يعرف مكان وجود الأسير. وتمكن مراسل “فرانس برس” من التجول في المجمع المؤلف من مسجد بلال بن رباح وعدد من الأبنية المحيطة، مشيراً إلى أن الجيش كان موجودا في كل مكان. وأكد مسؤولون لبنانيون في وقت سابق أمس، أن قوى الجيش ستواصل تنفيذ إجراءاتها بمنطقة صيدا حتى «الانتهاء من المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني» للشيخ الأسير، وذلك قبل تأكيد مصدر أمنى أن القوات النظامية دخلت مجمع المساجد وتقوم بعمليات تمشيط في أنحاء بلدة عبرا. وخاض الجيش اللبناني والمسلحون الموالون للأسير معارك في عبرا قرب مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان لليوم الثاني، في واحدة من أشرس المواجهات التي أذكتها الانقسامات الطائفية الناجمة عن الحرب الأهلية الجارية في سوريا، موقعة بحسب حصيلة أولية، 21 قتيلاً عسكرياً وأكثر من 65 جريحاً، مقابل ما لا يقل عن 35 قتيلاً من المسلحين معظمهم من السوريين، وسط أنباء عن إصابة الأسير وهروبه من المربع الأمني بعد الظهر. وما زال الجيش اللبناني يضرب طوقاً حول «المربع الأمني» الذي يضم مسجد بلال بن رباح ومجموعة أبنية يتمركز فيها مناصروه، حيث اندلعت الاشتباكات أمس الأول. من جهتها، دعت السعودية جميع اللبنانيين إلى «وقف الاشتباكات» بمنطقة صيدا «حفاظاً على أمن واستقرار هذا البلد الشقيق»، قائلة في بيان عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء برئاسة الملك عبدالله بن عبد العزيز، إن المجلس «أعرب عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع بجنوب لبنان، وما تشهده صيدا من أحداث»، داعية «الجميع إلى وقف الاشتباكات وعدم تصعيد الموقف حفاظاً على أمن واستقرار لبنان». وبالتوازي، أعربت باريس عن «قلقها الكبير» لأعمال العنف الدامية المستمرة جنوب لبنان، ودانت بشدة «الهجمات على قوات الجيش اللبناني» التي يشنها أنصار الأسير، قائلة إن «فرنسا تؤكد دعمها الجهود التي تبذل تحت سلطة الرئيس ميشال سليمان لضمان الأمن...ووضع حد للاستفزازات من حيثما أتت»، ودعت الأحزاب السياسية اللبنانية للعمل من أجل السلم الأهلي والاستقرار في لبنان. كما دانت الجامعة العربية استهداف الجيش اللبناني، بينما اعتبرت دمشق أن أحداث العنف في صيدا «خطيرة جداً»، معربة عن الأمل في أن يحسم الجيش اللبناني المعركة ضد «الإرهابيين». وأكد مصدر أمني لبناني أن الجيش دخل مجمع مساجد شرق مدينة صيدا، حيث كان يعتقد أن الشيخ السلفي يحتمي مع أنصاره، كما انتشر بكثافة في كورنيش المزرعة ومستديرة الكولا ومناطق أخرى بالمدينة. وأضاف أن الجيش كان يتأهب لدخول مبان واعتقال من تبقى من المسلحين بعد ظهر أمس، وفي الساعة الثالثة مساء تقريباً ترددت أصداء أعيرة نارية داخل المجمع. وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش اللبناني أن 12 جندياً قتلوا بالاشتباكات التي اندلعت أمس الأول، بعد أن ألقت قوات الأمن القبض على أحد أتباع الأسير، ورد أنصار الأخير بفتح النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش. وذكرت مصادر أمنية أن عدد القتلى من جنود الجيش بلغ 21 جندياً، كما أصيب 65 آخرون. وبعد اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ضم قائد الجيش جان قهوجي والوزراء والمسؤولين عن الأجهزة الأمنية، أمس، أكد بيان «وجوب استمرار قوى الجيش، تؤازرها بقية القوى العسكرية والأمنية في تنفيذ إجراءاتها حتى الانتهاء من المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش». وخصص الاجتماع للاطلاع على «سير العملية العسكرية التي تنفذها قوى الجيش بعد الاعتداء الذي تعرض له حاجز تابع له الأحد». كما بحث الاجتماع في «احتياجات قوى الجيش لتمكينها من القيام بمهامها». وتعهد الجيش بالقضاء على قوات الأسير، متهماً إياها بمحاولة دفع لبنان إلى حرب أهلية كالتي شهدها خلال الفترة من 1975 إلى 1990. وقال الجيش في بيان أمس «قيادة الجيش لن تسكت عما تعرضت إليه سياسياً أو عسكرياً، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق». كما دعت قيادة الجيش في البيان «المسلحين الذين قاموا بالاعتداء على مراكز الجيش والمواطنين...إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم فوراً إلى قوى الجيش، حرصاً على عدم إراقة المزيد من الدماء»، مؤكدة أن هؤلاء «معروفون بالنسبة إليها فرداً فرداً». ولم يتسن التحقق من الخسائر بين مقاتلي الأسير الذي تحدثت مصادر عن تكبدهم 35 قتيلاً، بينما قالت قوات الأمن إنها تعتقد أن أكثر من 20 من رجاله قتلوا. وتضم مجموعة الأسير المسلحة قرابة 250 عنصراً مسلحاً تشمل لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، تشير مصادر إلى أنهم مدربون ومسلحون جيداً. وبعد ظهر أمس، أصدرت السلطات القضائية «بلاغات بحث وتحر» بحق 123 شخصاً متورطين في الاشتباكات، في مقدمهم الأسير نفسه. وأكد القاضي صقر صقر مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية، أنه تم استدعاء الأسير للمثول أمام المحكمة إلى جانب 123 من أتباعه، منهم شقيقه والمطرب فضل شاكر الذي ترك العمل الفني وانضم إلى الجماعة السلفية. وأوضح المصدر أن أبرز المطلوبين هم «الأسير نفسه وشقيقه ونجله، والفنان شاكر». من جهته، ندد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني بالقتال، وقال إنه لا يجوز تحت أي اعتبار التقاتل مع الجيش اللبناني. في حين أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، مذكرة تقضي بإعلان الحداد العام اليوم على الضحايا العسكريين، والتوقف عن العمل لمدة ساعة ظهراً. وكانت الاشتباكات الموازية اندلعت أيضاً عند طرف مخيم عين الحلوة بين حي الطوارئ الذي يعتبر معقلاً لمجموعات متشددة، بينها «جند الشام» و«فتح الإسلام» والجيش اللبناني الذي يقيم حاجزاً عند المدخل الشمالي للمخيم، بحسب ما ذكر مصدر فلسطيني. واستخدمت في المعارك الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية. وأعلنت حركة «حماس»، التوصل مع مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب والقوى الإسلامية والفصائل الفلسطينية، لاتفاق لوقف إطلاق النار في محيط مخيم عين الحلوة، بدءاً من الساعة الواحدة ظهر أمس، وذلك التزاماً بالاتفاق الذي حصل إثر اتصال هاتفي جرى بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وكانت 3 قذائف سقطت على مستشفى الأقصى في مخيم الحلوة، وحمّل الجيش مقاتلي الأسير مسؤولية إطلاقها. كما سمع إطلاق نار كثيف في محيط مسجد الزعتري باتجاه بولفار رياض الصلح. ولاحق الجيش مسلحين في شوارع صيدا، حيث دارت اشتباكات متقطعة. وشاهد مصورو “فرانس برس” عناصر الجيش اللبناني يطلقون النار على قناصة وسط المدينة. وبدت الحركة مشلولة في كل أنحاء صيدا أمس، حيث تواصل نزوح الأهالي، بينما تم إرجاء الامتحانات الرسمية التي كانت مقررة أمس للمرحلة المتوسطة في 10 مراكز بصيدا ومحيطها. ووجهت النائبة بهية الحريري التي تقطن صيدا نداء عبر وسائل الإعلام قالت فيه، إن «المدينة وقعت في قبضة المسلحين.. وآلاف المواطنين محاصرين، ولا يوجد ماء ولا كهرباء». وفي إطار تداعيات المعارك في صيدا، قطع مسلحون ملثمون في طرابلس شمال لبنان أمس، الطريق السريع وطرقاً عدة محيطة بالمدينة بكتل إسمنتية وإطارات مشتعلة، في استعراض لتأييدهم للأسير. وقال سكان إن مسلحين سنة في حي باب التبانة أطلقوا صواريخ على مواقع للجيش الليلة قبل الماضية، لكن لم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. وهاجم مسلحون صحفيين اقتربوا من المناطق التي أغلقوها وحطموا كاميراتهم وحذروهم من الاقتراب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©