الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبيض» «تفاؤل وثقة وتركيز» قبل24 ساعة من «موقعة الصدارة»

«الأبيض» «تفاؤل وثقة وتركيز» قبل24 ساعة من «موقعة الصدارة»
18 يناير 2015 00:04
بريزبن (الاتحاد) دخل منتخبنا الوطني، أجواء مباراة ختام مشوار الدور الأول، من كأس آسيا لكرة القدم، لمواجهة المنتخب الإيراني، أحد أبرز فرق البطولة، والمقرر لها مساء الغد على ستاد بريزبن، ويؤدي «الأبيض» تدريبه الأخير مساء اليوم على ملعب المباراة، والذي يشهد وضع اللمسات الأخيرة على الخطة والتشكيلة وطريقة اللعب، وخيمت حالة من التفاؤل على أجواء البعثة التي غادرت الى بريزبن أمس الأول، حيث رافق المنتخب الوطني، أفراد البعثة الرسمية والوفد الإعلامي في رحلة «صعبة»، استغرقت ما يزيد على 5 ساعات، حيث وصل الوفد إلى مطار كانبرا في الساعة العاشرة والنصف صباحاً، قبل أن تقلع الطائرة في الثانية عشر والنصف ظهراً، واستغرقت الرحلة ساعة و45 دقيقة تقريباً، مليئة بـ «المطبات الهوائية»، غير أن أكثر ما أثار استياء البعثة، وكاد أن يسبب أزمة هو تصرف الطيار الذي كان مساراً الانتقادات التي وجهت إلى شركة الطيران الأسترالية «كانتاس»، سواء من الوفد الرسمي، أو حتى من الركاب العاديين الذين رافقونا في الرحلة. وكان الطيار قد طلب بمجرد الهبوط من الجميع الالتزام بأماكنهم، وبعدها بدقائق معدودة بمجرد اقتراب الطائرة من المقر المخصص لها لفتح باب الخروج، وقف لاعبي منتخبنا وأفراد البعثة لاستخراج الحقائب، مثلما يحدث في أي رحلة، غير أن «الطيار» رفض حتى هذه الخطوة، ورفض فتح باب الطائرة إلا بعد وصول الشرطة، لأنه بحسب كابتن الطائرة، شاهد في الشاشة الداخلية جلبة وأشخاص يقومون وأيضاً يجلسون خلال الرحلة، وأعتقد أن هناك أزمة من نوع ما أو معركة بين الركاب، دون أن يدري أن هناك وفداً رسمياً مشارك في بطولة كأس آسيا مكون من أكثر من 60 فرداً على الطائرة نفسها. وأثار ذلك استياء وسخط البعثة أن الجميع ظلوا في مقاعدهم بسبب رفض الطيار فتح أبواب الخروج لفترة تجاوزت 15 دقيقة، رغم توقف الطائرة تماماً، وتركيب البوابة الإلكترونية الخاصة بنزول الركاب ودخولهم إلى صالة الوصول، وسبب هذا التأخير أزمة كادت أن تصل إلى تقديم شكوى رسمية إلى اللجنة المنظمة، لولا التدخل بالاعتذار، لأن الطيار لم يكن على معرفة، بوجود بعثة منتخب ضمن ركاب الرحلة. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت حالة الثقة، وسيطر التفاؤل على الجميع، خاصة بعد استمرار روح الإصرار والتحدي لدى اللاعبين، وهو ما ظهر خلال التدريبات التي أداها المنتخب خلال اليومين الماضيين، منذ الوصول إلى مدينة بريزبن، التي تم تهيئة كل شيء فيها لاستقبال «الأبيض» بشكل طيب، ولكن عاب المدينة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وذلك على عكس الطقس المعتدل المائل على البرودة في مدينة كانبرا عاصمة أستراليا، والتي شهدت هطول أمطار بشكل مستمر طوال الأيام التي عاش فيها المنتخب وأداء مباراتي البحرين وقطر. وأدى منتخبنا تدريبه الأساسي مساء أمس، بمشاركة جميع اللاعبين، بعدما اكتفى الجهاز الفني خلال تدريبات أمس الأول، بجوانب تكتيكية وفنية، بعد رحلة سفر شاقة، حيث بدأ منذ الأمس التحضير الرسمي لخوض المباراة، وشارك في المران الجاد الذي خاضه «الأبيض»، جميع اللاعبين دون استثناء. وشهدت تدريبات أمس محاضرتين فنيتين، الأولى بمقر إقامة المنتخب بفندق سوفيتيل بريسبن، ركز خلالها الجهاز الفني على شرح النواحي الفنية ومواطن القوة والضعف في أداء المنتخب الإيراني الذي أخضعه مهدي علي، للرقابة المشددة خلال مبارياته بالبطولة الحالية، ومحاضرة أخرى الهدف منها رفع المعنويات وتجهيز اللاعبين نفسياً لمواجهة صعبة أمام منافس قوي ومرشح للوصول إلى نهائي البطولة من واقع صدارته لآسيا في تصنيف «الفيفا». ويتوقع أن تشهد تشكيلة منتخبنا في لقاء الغد بعض التغييرات الطفيفة، خاصة في ظل ارتفاع اسهم عدم الدفع بحمدان الكمالي، والبدء بإسماعيل أحمد أو مهند العنزي، لأن المنتخب الإيراني يعتمد على التمريرات العرضية والطولية والكرات العالية، التي تفوق إسماعيل في التعامل معها خلال مباراة البحرين التي شارك فيها خلال الشوط الثاني. ويمتاز المنتخب الإيراني بالانضباط التكتيكي، واللعب بأسلوب يميل إلى الدفاع المحكم، والاعتماد على المرتدات، وهو ما يتطلب اللعب من العمق والاعتماد على الاختراقات، بالإضافة إلى تكليفات فنية لطرفي الملعب لتكثيف الانتقالات وتحويل الكرات للمهاجمين خليل ومبخوت. ويدخل لاعبي الأبيض لقاء الغد بطموحات كبيرة، في ظل ارتفاع الرغبة لدى الجميع بضرورة التمسك باستمرار الأداء المميز، والسعي لتحقيق الفوز، من أجل إثبات جدارة «الأبيض» باحتلال الصدارة، والعودة إلى مدينة كانبرا لأداء مباراة ربع النهائي أمام صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة. وأصبح الجميع يتفاءلون باللعب في كانبرا، ليس فقط لأنها المدينة الأهدأ بين مدن أستراليا، أو لأنها شهدت تفوق منتخبنا على قطر والبحرين، ولكن لأن «الأبيض» أصبح يلقى رواجاً لدى الجماهير الأسترالية، والجاليات المختلفة، التي أصبحت تشجعه وترفع علم الدولة في مدرجات الملعب، وهو ما ظهر في آخر مباراة والتي شهدت تشجيعاً مكثفاً للاعبي المنتخب. «الأبيض» يرتدي القميـص «الأحمر» بريزبن (الاتحاد) من المنتظر أن يؤدي المنتخب الوطني، مباراته غداً أمام إيران باللون «الأحمر»، وهي المرة الأولى التي يرتدي فيها منتخبنا هذا الزي خلال النهائيات الحالية، حيث لعب مباراتيه أمام قطر والبحرين باللون «الأبيض»، بينما يتمسك «الإيراني» بارتداء الزي «الأبيض». يرى أن فرحة جمهور الإمارات لا تقدر بثمن عامر عبد الرحمن: كلنا جنود في كتيبة الوطن بريزبن (الاتحاد) يعتبر عامر عبد الرحمن «25 عاماً» أحد أبرز لاعبي المنتخب الوطني، وسر من أسرار الأداء التكتيكي للفريق، وأحد اللاعبين أصحاب اللمسة المتقنة، وهو ليس مجرد «دينامو» خط وسط «الأبيض» فقط، ولكنه أيضاً «مفسد» هجمات الفريق المنافس، وأول خطوط دفاع المنتخب أمام أي محاولة للوصول لمرمى ماجد ناصر. ويعول الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة المهندس مهدي علي عليه، بوصفه أحد أهم مفاتيح اللعب، بخلاف إتقانه للقيام بالمهام الفنية والتكتيكية التي يكلف بها داخل الملعب، ويمتلك عامر طموحات لا حصر لها لمسيرته مع المنتخب الوطني التي كانت بدأت بإسهامه مع زملائه في الفوز بلقب كأس آسيا للشباب، والتأهل إلى مونديال القاهرة عام 2009، ليقدم نفسه أحد فرسان «جيل الأمل» للكرة الإماراتية. وبدأ عامر مسيرته مع نادي بني ياس عام 2006، وأمضى كل مسيرته مع الفريق وأسهم في تأهله إلى دوري المحترفين موسم 2008-2009، بعد الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى، ومنذ ذلك الوقت أكد عامر جدارته بالمشاركة في التشكيلة الأساسية لـ «السماوي» من خلال تسجيل وصنع العديد من الأهداف، كما أسهم في فوز بني ياس بلقب بطولة الأندية الخليجية عام 2013. وتحدث عامر عن طموحه من المشاركة الحالية في أستراليا بصفتها المشاركة الثانية بالنسبة له في كأس آسيا بعد الدوحة 2011، وقال «طموحنا هو المنافسة دائماً على الفوز في جميع المباريات، ومنتخبنا مميز، ويضم لاعبين أصحاب خبرات دولية، وهم يقومون بأداء ما عليهم وأكثر، سواء في التدريبات أو المباريات، لأن هدفنا هو رفع علم الدولة عالياً، والمواصلة من أجل المزيد من الإنجازات، بعدما زادت الثقة بيننا وبين جماهيرنا، فيما نقدمه من مستوى في السنوات الأخيرة». وأضاف « اللاعبون يركزون الآن على مباراة إيران، التي تعتبر محطة مهمة في مسيرتنا بالبطولة، صحيح أننا تأهلنا إلى الدور الثاني، ولكننا نرغب في صدارة المجموعة، ما يعطينا أفضليه في بقية المشوار». وعن مسيرة الأبيض حتى الآن في كأس آسيا، قال: «حققنا ما طمحنا إليه، بالفوز في أول مباراتين لحسم بطاقة التأهل، ويتبقى اللعب على الترتيب، ويخطئ من يعتقد أننا تأهلنا بسهولة، فلا توجد مباراة سهلة في كأس آسيا، بل كل الفرق استعدت بشكل جيد، وكل لاعب يخرج ضعف ما عنده في الملعب، وبالتالي تكون قوة المباريات أصعب كثيراً من بطولة الخليج، وإن كانت لبطولة الخليج قيمتها الخاصة، وحساسية مبارياتها التي تعتبر كلها «ديربيات»، ولكن في كأس آسيا يكون الإحساس مختلف، ونكون نحن كلاعبين في حالة فنية وبدنية تسمح لنا بتقديم الأفضل». وعن الفوز العريض في مستهل المشوار أمام قطر، ثم فوز بصعوبة على البحرين وتأثير ذلك على مواجهة إيران، قال «ضربة البداية كانت صعبة، ونحن واجهنا بطل الخليج ومنتخب يقدم مستويات جيدة، وتفوقنا على أنفسنا وفزنا بعدد وافر من الأهداف، وفي المباراة الثانية اختلفت الحسابات، حيث كانت مباراة التأهل، وبالتالي كانت الضغوط أكبر بكثير من المباراة الأولى، ولكن نجحنا في الفوز بها وحسم البطاقة». وأضاف: مواجهة إيران غداً، تختلف تماماً عن المباراتين السابقتين، ونسعى للفوز دائماً، وسوف ندخل المباراة من دون أي ضغوط، بل بدوافع كبيرة في الفوز ومواصلة الأداء المميز، لأن الفوز يولد الثقة، وهي أمر مطلوب في مثل هذا المحفل، الذي علينا أن نواصل مشوارنا فيه بتركيز ورغبة في تقديم الأفضل». وعن علاقة اللاعبين ببعضهم البعض، قال «بالفعل مميزة للغاية، ونحن أسرة واحدة، يجمعنا شيء واحد كبير، وهو حب الإمارات، وبالتالي ترى كل لاعب لديه رغبة التضحية، من أجل المنتخب وشعار دولة الإمارات، ونسعد عندما نفوز ليس للفوز نفسه، بقدر ما أنه بسبب المساهمة في رسم الفرحة في الدولة، ونشعر بعد كل فوز بحالة الفرحة والاحتفال في الإمارات هناك، ورغم الفارق الشاسع في المسافة بيننا وبينهم الآن، إلا أننا نشعر بدفء هذه الروح الطيبة والمشاعر الجميلة، ونعد جماهيرنا أن نبذل الغالي والنفيس، من أجل إسعادها». وأشاد عامر بما يقدمه زملاؤه اللاعبون في صفوف المنتخب، خاصة عمر عبد الرحمن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة، فضلاً عن علي مبخوت وأحمد خليل بالإضافة إلى الحارس ماجد ناصر الذي أصبح صمام أمان المنتخب ولاعبي الدفاع أيضاً، وقال «لو تنظر لكل خطوط اللعب في المنتخب، يمكنك أن ترى لاعبين مميزين في كل مركز، والميزة أن البديل على مستوى اللاعب الأساسي نفسه، أو بالأحرى لا يوجد بديل وأساسي في صفوف «الأبيض»، بل كلنا كتيبة من الجنود في خدمة الوطن». وقال «تألق مبخوت وخليل، تألق لجميع الـ23 لاعباً في القائمة، والأمر نفسه ينطبق على عمر عبد الرحمن وأيضاً ماجد ناصر وخط الدفاع بأكمله، وزملائي في خط الوسط، ونحن كلنا وحدة واحدة ونعتمد الأسلوب الجماعي ولا فارق بين لاعب وآخر، لأننا كلنا نرتدي شعار الإمارات ونفخر بذلك، ونتمنى أن يستمر هذا الفخر حتى نحقق الإنجاز». وشهد عام 2008 فوز عامر عبدالرحمن مع زملائه في منتخب الإمارات للشباب بلقب بطولة آسيا للشباب تحت 19 عاماً، حيث لعب في جميع منتخبات الفئات العمرية في الإمارات وشارك مع المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن، وكانت مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الوطني عام 2009 أمام نادي مانشستر سيتي. وعن الفوارق بين بطولة كأس آسيا 2015 وبطولة 2008 عندما فاز بها الفريق نفسه في سن الشباب، قال «لكل بطولة ظروفها، بل لكل مباراة وأخرى في البطولة نفسها ظروفها أيضاً، ولكن بشكل عام، هدفنا الآن الفوز على إيران وتصدر المجموعة، ولا نخشى مواجهة أي منتخب، وهذا أهم ما يمتاز به هذا المنتخب، بل نحترم جميع الفرق ونحسب لها حساباتها ونتبع تعليمات الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي». وأضاف «في كأس آسيا للشباب كنا نتعامل مع كل مباراة على حدة، وهنا أيضاً نتعامل بالقطعة مع مباريات البطولة، التي نقسمها إلى محطات، ونهتم بكل جولة منها، صحيح أن الهدف المعلن هو بلوغ الدور نصف النهائي، ولكن أولاً علينا الفوز في ختام مشوار المجموعة، ثم نفكر في المنافس في ربع النهائي، وبعدها ننظر للمنافس في نصف النهائي، ولكن الأمر المشترك بين البطولتين، هو روح التحدي والإصرار التي كانت حاضرة هنا وهناك، فضلاً عن أن جميع اللاعبين يستشعرون روح التوحد والتحدي التي كانت في «خليجي 21»، وروح رغبة المنافسة في مونديال القاهرة، وفي أولمبياد لندن، ولا يخفي على أحد أن طموحنا لا يحده سقف، وأننا نرغب في بلوغ النهائي والمنافسة على اللقب، ولكن هذا الكلام سابق لأوانه لأننا سوف نفكر فقط في المباراة المقبلة خلال اليومين المقبلين، وبعدها نفتح ملف ربع النهائي». ويمتاز عامر بأنه لاعب وسط مميز ومبدع، وقد أسهم مستواه في جلب اهتمام أندية مثل أرسنال وشتوتجارت وأندرلخت، ولكن ناديه لم يفرط فيه لأي من تلك العروض التي تردد أنه تلقاها، وعن إمكانية انتقاله للاحتراف الأوروبي بعد المستوى المميز في كأس آسيا، قال «الاحتراف في أوروبا حلم كل لاعب، ولكن هذا الأمر لا يشغل تفكيري مطلقاً الآن، كل ما أهتم به هو المساهمة في فوز المنتخب خلال المباريات المقبلة، وبعدها يكون لكل حادث حديث». يذكر أن عامر عبد الرحمن غاب عن المنتخب بداعي الإصابة خلال مشوار «خليجي 22» الأخيرة بالرياض، والتي حصل فيها منتخبنا على المركز الثالث، حيث شارك عامر في الدور الأول أمام الكويت وعُمان، وصنع هدفاً في المباراة التي خسرتها الإمارات أمام السعودية المضيفة 2-3 قبل أن يغيب عن مباراة تحديد المركز الثالث أمام عُمان، بداعي الإصابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©