إعداد - عدنان عضيمة:
إذا كنت من الذين يؤمنون بأن الإعلان يمثل نصف الطريق إلى نجاح المشروع الإنتاجي أو التجاري، فلا بد أن تكون قد شعرت أنك أصبحت تقف على مفترق طرق؛ فهل يتعين عليك الاهتمام بوضع إعلانك على الخط (على الإنترنت)؟، أم أنك ما زلت مقتنعاً بجدوى الطريقة التقليدية: الإعلان على ورق الصحف والمجلات؟·
وطالما أن من الخطأ الجسيم الإجابة عن مثل هذه الأسئلة الحساسة بطريقة ارتجالية، فإن من الأجدى الاحتكام فيها إلى الدراسات والإحصائيات الميدانية· وتقول الخبيرة كيت ماكنزي في تقرير خاص نشرته 'الفايننشيال تايمز' تحت عنوان 'كيف تكسب المال من الإنترنت' إنه حتى لو حافظت صناعة الإعلان على الإنترنت على معدل نمو عوائدها المقدر بـ30 بالمئة سنوياً، وظلّت عوائد صناعة الإعلان المطبوع على الورق تنمو بمعدلها المقدر بنحو 3 بالمئة فقط، فإن صناعة الإعلان على الإنترنت لن تتخطى صناعة الإعلان المطبوع من حيث إجمالي حجم عوائدها قبل حلول عام ·2018
وما إن عمدت المؤسسات الإحصائية المعنية بهذه الدراسات على نشر أرقامها المذكورة حتى جاء تصحيحها من شركة نيويوركية متخصصة بإجراء البحوث المتعلقة بأداء الأسواق حيث أشارت إلى أن من غير المحتمل أن يتواصل نمو عوائد الإعلان على الخط بنفس الوتيرة المذكورة (30 بالمئة) بل إنه سيتراجع إلى 10,4 بالمئة بحلول عام ·2009
ومهما يكن من أمر، فلقد أصبحت معظم المواقع المهمة على الويب تتلقى سيلاً متدفقاً لا انقطاع فيه من الإعلانات الجديدة· ولم يعد أحد من أصحاب الاستثمارات والصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة غافلاً عن تقدير الدور الذي تلعبه صناعة الإعلان على الإنترنت في زيادة القدرة على اختراق الأسواق والوصول إلى أوسع شريحة من الزبائن على المستويين المحلي والعالمي· وتتفق العديد من نتائج الدراسات على أن الأجيال الجديدة من الشباب خاصة الذكور باتوا يقضون أوقاتاً أطول في تصفح مواقع الإنترنت وأوقاتاً أقصر في متابعة التلفزيون فيما انصرف معظمهم عن قراءة الصحف والمجلات·
وتشهد تقنيات الإعلان على الإنترنت ثورة جديدة في أسلوب التخاطب والتواصل بين المعلنين والمستهلكين· ولم يعد الأمر قاصراً على مجرد تقديم الصور والنصوص الثابتة أو المتحركة التي تشرح خصائص السلع التي يتم الإعلان عنها، بل عمدت الكثير من الشركات الإعلانية إلى ابتكار الأنظمة الإعلانية التفاعلية عبر الإنترنت وحيث يشترك المستهلك في طلب سلع ذات خصائص معينة أو حتى التقدم باقتراح لإنتاج سلع جديدة من شركة ما· ولا شك أن من المستحيل توفير مثل هذه الخدمات عبر الإعلان المطبوع على الورق·
ويؤدي هذا التنوع التقني الذي توفره الإنترنت إلى تضاؤل الفوارق بين تقنيات الإعلان والتسويق· ولقد أصبحت الإنترنت بيئة مثالية لترويج السلع والخدمات؛ وهي تفتح آفاقاً واسعة لتحقيق معدل مبيعات قياسية، كما تنطوي على إمكانات كامنة عظيمة في مجال إشهار العلامات التجارية الجديدة التي لا تتسنى لها مثل هذه الفرصة على الإطلاق في حالة الاعتماد على الإعلان المطبوع· ويعرف عن الإعلان والتسويق على الإنترنت أيضاً فعالية تكلفته المادية، أي أن معدل عوائده تفوق بكثير تكاليفه· وهو أقوى وسيلة دعم للشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يصعب أن تجد مثل هذه الفرص عبر الوسائل التقليدية· ويكمن سرّ القوة الإعلانية والتسويقية للإنترنت في عاملين: فهي تضمن تسابق المتصفحين لفتح الموقع الخاص للمؤسسة المعلنة مما يسهم في زيادة مبيعاتها، وتزيد من شهرة العلامة التجارية للمعلن·
عدد اليوم
