الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العالم بحاجة إلى 180 مليار دولار لحل مشكلة المياه

العالم بحاجة إلى 180 مليار دولار لحل مشكلة المياه
4 يونيو 2006

دافوس - الاتحاد: يظهر خطر نضوب المياه من وجه البسيطة بوضوح في أبعاده الكارثية، والمتابع لهذه القضية لم تفاجئه صرخة الانذار التي أطلقها في منتدى دافوس الذي عقد في سويسرا منذ عدة أشهر رئيس شركة 'بيتر برابيك' لأنها 'قضية استراتيجية وطارئة' كما يعلن 'برابيك مضيفاً ان 'الماء مادة أساسية تستحيل الحياة من دونها سواء للشرب أو للخدمة ولا سيما لتأمين الموارد الغذائية لسكان الأرض'·
وباعتبارها العملاقة العالمية الأولى في تصنيع المنتجات الغذائية فقد جاءت صرخة شركة نستله مؤشراً واضحاً الى البعد الكوارثي المدمر الذي سيثيره نضوب المياه في الدورة الاقتصادية لهذا العام·· وفي تقرير أعدته أخيراً وكالة الأغذية الدولية فإن الزراعة تستأثر وحدها بـ 70 في المئة من مياه العالم إضافة الى 20 في المئة للصناعة و10 في المئة فقط للاستهلاك المنزلي·
معنى ذلك أن الفرد الواحد يلزمه يومياً خمسة ليترات من مياه الشرب لكي يعيش وخمسين ليترا للخدمة والاستعمالات الصحية ومع ذلك فإن القسم الأعظم من المياه هي تلك التي نستهلكها في انتاج حاجاتنا الغذائية حيث إن السعرة الحرارية الواحدة تحتاج الى ليتر من المياه يومياً فيما تستلزم حاجة فرد واحد من انتاج الأرز مثلاً 3000 ليتر من الماء يومياً، علماً بأن الأرز يشكل الوجبة الغذائية الأساسية لدى القسم الأعظم من البلدان الفقيرة والنامية ولا سيما ذات الكثافة السكانية العالية في جنوب شرق آسيا وغيرها أما في الولايات المتحدة حيث يكثر استهلاك اللحوم في وجبات الأميركيين فيرتفع ذلك الرقم الى 6000 ليتر مياه للفرد الواحد يومياً لأسباب تتعلق بتغذية المواشي وسقايتها·
والأرض غنية بكميات هائلة من المياه، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تقترب البشرية من خطر نضوب تلك الكميات الهائلة· والشيء نفسه يقال بالنسبة للنفط فمشكلة المياه تشبه مشكلة النفط لأن سكان الأرض أصبحوا يستهلكون من المياه كميات أكبر من مياه الأرض ومن شأن ذلك احداث خلل في الشقوق الجوفية القائمة منذ ملايين السنين ما يؤدي عملياً الى انخفاض معدل الاحتياطي العالمي للماء·
وهذه الظاهرة وإن كانت في الولايات المتحدة أكثر بروزاً من غيرها الا انها حاصلة في افريقيا ايضاً حيث يجري في ليبيا على سبيل المثال شفط مياه جوف الصحراء بهدف جرّها الى المناطق الآهلة بواسطة شبكة من الأنابيب العملاقة وتكمن المشكلة في ان هذه المشكلة الجوفية لا تتجدد ومع ذلك يستمر شفطها بمعدلات كبيرة لكفاية السكان وفي· الصين مثلاً بدأ الحفر على عمق 1000 متر بحثاً عن المياه غير الملوثة·· إضافة إلى ان عدداً كبيراً من بحيرات العالم بدأ يجف جزئياً أو كلياً·· ففي بحيرة تشاد التي جرى استخدام مياهها بمعدلات هائلة للزراعة انخفض منسوب المياه بنسبة مخيفة تتجاوز 95 في المئة·
والشيء نفسه يحصل بالنسبة الى المياه المالحة فبحر 'أورال' مثلاً جفت مياهه نهائياً وزال عن الخارطة وبالتالي فإن نضوب بحيرات العالم أصبح مسألة وقت وليس أكثر ومثلها ايضاً التجمعات المائية الكبرى من أنهار وينابيع وغيرها·· وأجمعت مداخلات خبراء منتدى دافوس على انه بات من الضرورة القصوى التوقف عن هذا الإسراف الزائد للمياه وكذلك عن الإمعان في تعرية الغابات وقطع أشجارها·
والمفارقة الكبرى انه وبالرغم من فظاعة هذه المشكلة التي تهدد البشر بخطر الموت عطشاً أو جوعاً فإن كثيرين لا يكترثون بها أو لا يشعرون بوجودها على الأقل باستثناء الخبراء والمتخصصين المعنيين· وفي غضون ذلك يرتفع معدل الاستهلاك البشري للمياه عاماً بعد عام ففي العام 2005 مثلاً ارتفع المعدل العام بحدود ثلاثة أضعاف قياساً الى العام 2000 فماذا سيحصل عندما يزداد عدد سكان الأرض قريبا بحدود 2,5 مليار انسان قريباً ولا سيما بفعل الانفجار السكاني المتواصل في الصين والهند وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية·· إضافة الى تنامي الأنماط الزراعية وما تستهلكه من كميات مياه إضافية·
حمل بعض خبراء منتدى دافوس على شركة نستله وعلى مداخلات رئيسها باعتبارها آخر من يحق له مناقشة مشكلة المياه أولاً لأنها أكبر منتج لمياه الشرب في العالم وثانياً لأن معظم منتجاتها من السكريات التي تتسبب بالعطش وهذه مسألة مهمة جداً· غير أن رد 'بيتر برابيك' كان حاسماً بإعلانه ان الشركة قد خفضت 42 في المئة من استهلاكها المائي عام 2005 قياساً الى العام 2000 اضافة الى قيامها بالحملات المستمرة لترشيد استهلاك المياه في البلدان النامية التي للشركة حضور مكثف فيها·· حيث تعمل لعدم تلويث الأرض بالمياه الناجمة عن فضلات المصانع بل تعمل لإعادة تدويرها مجدداً في ري الحقول الشاسعة التي تستثمرها الشركة لانتاج احتياجاتها من المواد الغذائية اللازمة لصناعاتها المتعددة في مختلف دول العالم·
'أورينت برس'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©