أعلنت مصر رفضها التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووصفته بأنه غير مسئول فيما عرض الولايات المتحدة التوسط لإنهاء العملية العسكرية ضد قطاع غزة.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم، إن التصعيد يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية وما يترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين الأبرياء، مضيفة أن هذا التصعيد يمثل استمرارا لسياسات القمع والعقاب الجماعي، بحسب ما نقلته عنها وكالة الأنباء الإماراتية (و ا م).
وطالبت القاهرة، الجانب الإسرائيلي بضبط النفس وتحكيم العقل ومراعاة البعد الإنساني أخذا في الاعتبار أنها قوة احتلال عليها التزامات قانونية وأخلاقية بحماية المدنيين.
كما أكدت مصر أنه لم يعد من المقبول أن تستمر وتتزايد معاناة الشعب الفلسطيني بسبب سياسات الفعل ورد الفعل غير المسئولة دون الانتباه إلى آثار ذلك على المدنيين الأبرياء من أبناء هذا الشعب الشقيق وهو الذي يفرض مسئولية كبيرة على كافة الأطراف من ضبط النفس والتزام السبل اللازمة لإنهاء هذه المعاناة.
وأهابت مصر بالمجتمع الدولي سرعة التدخل وتحمل مسئوليته للعمل على إنهاء هذا العدوان والحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا ووقف أية أعمال تصعيدية لن يكون لها سوى تبعات سلبية وعواقب وخيمة على المدنيين وبما لا يوفر أي مناخ موات لاستئناف المفاوضات مستقبلا لتسوية القضية بالطرق السلمية ووفقا للمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأكدت مصر مواصلة اتصالاتها المكثفة بكافة الأطراف المعنية لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء واستئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم في نوفمبر 2012، معربة عن أسفها لما تواجهه تلك الاتصالات والجهود الجارية منذ عشرة أيام من تعنت وعناد لا يدفع ثمنه سوى المدنيين الأبرياء ويخدم مصالح بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب الفلسطيني.
وأهابت مصر بالأطراف المعنية تحكيم لغة العقل والارتقاء إلى مستوى المسئولية وعدم تحميل الشعب الفلسطيني بأكمله نتائج تلك السياسات، مؤكدة مجددا مركزية القضية الفلسطينية التي كانت وستظل محتفظة بمكانتها في السياسة الخارجية لمصر باعتبارها قضية العرب المحورية ومساندتها الكاملة للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال لأكثر من ستة عقود دون وجود بادرة أمل في تحقيق تطلعاته المشروعة التي كفلها القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
بدورها، عرضت الولايات المتحدة التوسط من أجل إنهاء العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الاثنين الماضي وأسفرت حتى الآن عن سقوط 100 قتيل على الأقل.
وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من "مزيد من التصعيد، وأكد على حاجة كل الأطراف على فعل كل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين واستعادة
الهدوء"، بحسب ما ذكره البيت الأبيض في بيان.
وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة ما زالت مستعدة لتسهيل وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعود لنوفمبر 2012".
عدد اليوم
